الرفض العربي والفلسطيني يؤجل طرح صفقة القرن

الرفض العربي والفلسطيني يؤجل طرح صفقة القرن

اتفقت الفصائل الفلسطينية رغم عدم وصولها إلى إجماع كاف بشأن كل المشكلات المطروحة على طاولة المفاوضات بعدم تمكنها من إصدار بيان ختامي مشترك في قمة موسكو، على رفض الخطة الأميركية المعروفة بصفقة القرن لإحلال السلام مع إسرائيل.

وعبّرت السلطة الفلسطينية الخميس عن استنكارها لمؤتمر وارسو الدولي حول الشرق الأوسط، الذي يهدف برأيها إلى “تطبيع” الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “بوقوفها كليا في صفّ الحكومة الإسرائيلية، تسعى إدارة ترامب إلى تطبيع الاحتلال الإسرائيلي والإنكار المنهجي للحقّ الفلسطيني في تقرير المصير. ويدخل مؤتمر وارسو في هذا السياق”.

نبيل شعث: السعودية تساند القضية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن
وكان من المتوقع أن يركز مؤتمر وارسو المخصص رسميا لمناقشة الوضع الأمني في الشرق الأوسط، على إيران، لكن جاريد كوشنر أثار أيضا مسألة الجهود الأميركية المستمرة منذ أشهر لطرح مبادرة دبلوماسية بشأن النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي التي تم تأجيل تقديمها إلى فترة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المزمع تنظيمها في 9 أبريل القادم.

وذكّر شعث بأن السلطة الفلسطينية رفضت المشاركة في المؤتمر، قائلا إن “عملية السلام لا يمكن تحويلها إلى محاولة للحصول على عفو عن جرائم الحرب، أو محاولة لإجبار أحد الأطراف للتخلي عن حقوقه الأساسية التي يضمنها ميثاق الأمم المتحدة”.

ويرى مراقبون أن تشبّث الفصائل الفلسطينية وفي مقدّمتها السلطة مدعومة بدعم عربي إلى تأجيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام بين إسرائيل وفلسطين إلى حين حصولها على المزيد من التنازلات من الطرفين.

لكن الفصائل الفلسطينية ترفض الخطة متهمة واشنطن بالانحياز التام لفائدة إسرائيل، حيث قالت الرئاسة الفلسطينية الخميس، إن حل القضية الفلسطينية على أساس القرارات الشرعية الدولية مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكّد نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن “أي حل لا تكون فيه القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، لن يكتب له النجاح”.

وجاء ذلك تعقيبا على مؤتمر “السلام والأمن في الشرق الأوسط” المنعقد في العاصمة البولندية وارسو، بمشاركة وزراء خارجية عرب وغربيين، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما أعلنت القيادة الفلسطينية مقاطعة أعمال المؤتمر.

وأشار أبوردينة إلى أن “قضية الشرق الأوسط هي سياسية وليست أمنية”، مضيفا “دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس (خيار) حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، فإن كل المؤتمرات واللقاءات سيكون مصيرها الفشل وستكون فقط مضيعة للوقت”.

وقال إن “الاستمرار في مثل هذه المشاريع الفاشلة لن يؤدي سوى إلى خلق مناخ سلبي يستفيد منه المتطرفون وأعداء السلام”.

وقبل مؤتمر موسكو الذي جمع الفصائل الفسلطينية حصل الرئيس الفلسطيني على دعم سعودي خلال زيارته إلى الرياض وتباحثه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من “أخطار ومؤامرات”.

وأشارت وكالة “وفا” غداة الزيارة إلى أن عباس أطلع العاهل السعودي على “المؤامرات التي تحاك لتمرير ما يسمى الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بصفقة القرن”.

ومن جانبه، قال نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية إن عباس قدم للعاهل السعودي شرحا للموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة في مؤتمر “وارسو”.

ووصف شعث زيارة عباس للسعودية بـ“الهامة”، لافتا إلى أن المملكة “تلعب دورا هاما في السياسة العربية، في ظل المتغيرات الدولية الجارية”.

قيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” يدعو إلى أهمية إجراء حوار شامل بين الفصائل في مصر، للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الشعب

وشدد على “دور المملكة العربية السعودية في مساندة القيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن”، مذكرا بأن الموقف السعودي “يؤكد على تمسكه بمبادرة السلام العربية، ورفض التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية”.

وعلى عكس الموقف السعودي قطعت سلطنة عمان وإسرائيل خلال مؤتمر وارسو خطوة جديدة نحو إضفاء طابع رسمي على علاقاتهما المتنامية، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي.

وقال بن علوي مخاطبا نتنياهو خلال اللقاء “يعاني الناس في الشرق الأوسط كثيرا لأنّهم عالقون في الماضي.. نقول الآن إن هذا عصر جديد من أجل المستقبل”.

أما بشأن بقية الفصائل الفلسطينية، فهي تتجنّد أيضا وراء رفض خطة صفقة القرن حيث قال موسى أبومرزوق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، عقب نهاية قمة موسكو الفلسطينية إن “الفصائل الفلسطينية اتفقت على ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ومواجهة الخطة الأميركية التي تسمى بصفقة القرن”.

وفي السياق نفسه، دعا القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” محمد الهندي إلى أهمية إجراء حوار شامل بين الفصائل في مصر، للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الشعب.

وبدوره، قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، إن “ما اتفقت عليه الفصائل أكثر مما اختلفت عليه، وسنستكمل حواراتنا في مصر للخروج باتفاق كامل”، مضيفا أن “الجميع متفق على أنه دون إنهاء الانقسام، لن تسقط صفقة القرن”.