اجتماع وارسو: واشنطن في مواجهة طهران

اجتماع وارسو: واشنطن في مواجهة طهران

 

 في 13-14 شباط/ فبراير الحالي،اجتمعت 60 دولة في العاصمة البولندية وارسو، في “مؤتمر السلام” الذي يبحث تقليص المخاطر في الشرق الأوسط وملف الإرهاب في المنطقة.وتسعى الولايات المتحدة إلى حشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط خلال المؤتمر الذي حقق مشاركة كبيرة. ويشكل التجمع مناسبة لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على نظام إيران الديني الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور 40 عاما على إطاحة الإسلاميين المتشددين بالشاه المقرب من الغرب محمد رضا بهلوي وإقامة الجمهورية الإسلامية.  وكانت واشنطن، أعلنت أن اجتماع وارسو يأتي لوضع أسس تكوين تحالف، لوقف أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، ومحاربة الإرهاب، وبحث ملفات المنطقة.وأولت الولايات المتحدة أهمية كبيرة للمؤتمر من خلال تمثيلها بنائب الرئيس ووزير الخارجية، مايك بومبيو، إضافة إلى المستشار في البيت الأبيض “جاريد كوشنير” (صهر الرئيس دونالد ترامب) المكلف بمبادرة السلام في الشرق الأوسط.

أتى هذا الاجتماع أو المؤتمر بمساعي أمريكية حثيثة من أجل تشكيل تحالف دولي لمواجهة انشطة إيران النووية وتمددها الإقليمي في الشرق الأوسط، إذ تسعى الولايات المتحدة من خلال هذا الاجتماع الوزاري إلى بحث قضايا الشرق الأوسط؛ وذلك من اجل تأسيس تحالف عربي إقليمي عسكري يعرف باسم “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” أو اختصارا بكلمة “ميسا” (MESA)، ويطلق عليه رمزيا “الناتو العربي”. وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذا المؤتمر إلى حشد العالم وكسب تأييد أطراف جديدة حول رؤيتها للشرق الأوسط، تتلخص بممارسة أقصى درجات الضغط على إيران وتعزيز الدعم لإسرائيل بما يضمن مصالحها الشرق أوسطية ويتماشى مع رؤيتها في المنطقة على الرغم من مقاطعة بعض الدول الفاعلة لهذا المؤتمر على الصعيد الدولي مثل (فرنسا والمانيا).

 وقد بحث المؤتمرون في وارشو مجموعة من الأزمات والمحاور التي تقوض عملية الاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من اغلب المحاور تعكس في طابعها العام الرؤية الأمريكية، إلا أن هناك توافق على بعض محاور المؤتمر، وتتمثل تلك المحاور بشكل عام بالآتي:

• الازمات الإقليمية وأثرها على المدنيين في الشرق الأوسط: وهنا تكمن الإشارة إلى الأزمة السورية واليمينة بشكل خاص وازمة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة بشكل عام كالأزمة اللبنانية والعراقية، فضلاً عن الأزمة الفلسطينية.

• تطوير الصواريخ وانتشارها: وتكمن الإشارة هنا إلى تطوير إيران الصواريخ الباليستية.

• الأمن السيبراني والتهديدات الناشئة لقطاع الطاقة

• مكافحة التطرف والتمويل غير المشروع له

يبدو ان المؤتمر انعقد في ظل انقسام غربي حول بعض القضايا بما في ذلك النظرة الى العلاقة مع ايران، وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط يأتي في مقدمة أولويات الدول المجتمعة في العاصمة البولندية “وارسو”، إلا أن هناك انقسام كبير في رؤيتها للشرق الأوسط والتحديات التي يواجهها على كافة المستويات. فالولايات المتحدة وحلفائها لها رؤية خاصة لأمن الشرق الأوسط واستقراره، وهي رؤية شاملة على المستوى (السياسي والأمني والاقتصادي) تتوافق معها بعض الدول الخليجية وإسرائيل.

بالمقابل هناك رؤى أخرى تختلف عن الرؤية الأمريكية، وتنظر إلى الشرق الأوسط بمنظار آخر، لاسيما فيما يتعلق بدور إيران في المنطقة والموقف من الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية، ويمثل هذه الرؤية طيف واسع من الدول الأوروبية الفاعلة في الاتحاد الأوروبي مثل (فرنسا والمانيا وبلجيكا) وحتى الدولة المنظمة للمؤتمر لا تخرج عن الرؤية الأوروبية فيما يتعلق بالموقف من الاتفاق النووي الإيراني، فضلاً عن ذلك، فإن رؤية المملكة المتحدة لهذا المؤتمر مختلفة عن الرؤية الأمريكية والأوروبية، فقد ارسلت المملكة وزير خارجيتها جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالتطرق إلى الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.

وتحت عنوان “إيران يجب أن تشعر بالقلق إزاء قمة وارسو”، قالت مجلة “ذا ناشيونال إنترست”، إن المؤتمر يشكل تحولا في السياسة الأمريكية تجاه نظام ولاية الفقيه الذي كان دعمه للإرهاب سببا رئيسا للدعوة لانعقاد المؤتمر.وأوضحت أن الرئيس ترامب أدرك مخاطر النظام الإيراني الذي يستعين بمليشيات إرهابية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وإصراره على مواصلة برنامجه الصاروخي والنووي، ما دفع ترامب لاتخاذ قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات اقتصادية على طهران لتعجيزها اقتصاديا.وأكدت المجلة الأهمية الكبرى للمؤتمر لكونه اجتماعًا دوليًا نادرًا، ويشارك فيه أكثر من 70 دولة، وذلك بعد سنوات طويلة منذ محادثات مدريد التي عقدت في بداية التسعينيات وناقشت السلام في الشرق الأوسط.

وأشارت “ذا ناشيونال إنترست” إلى أنه حتى لو لم يسفر المؤتمر عن خريطة عمل للتصدي لتدخل إيران في سوريا والعراق واليمن وتقليص نفوذها الذي تعمل على توسيع نطاقه عبر حزب الله في لبنان، فهي بداية لتكوين جبهة أوسع لمواجهة نظام طهران.ومن جهة أخرى، نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول بارز قوله إن المؤتمر يركز بشكل أساسي على نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وكيفية الضغط بصورة جماعية لتعديل سلوكها الخبيث في المنطقة.وأشارت الشبكة الأمريكية إلى كلمة رودي جولياني محامي الرئيس دونالد ترامب، أمام تجمع حاشد للمعارضة الإيرانية، أمس، إلى أن قادة إيران “قتلة مجرمون ويجب الإطاحة بهم من كرسي السلطة”.

 إيرانيًا صدرت تعليقات على المؤتمر من مختلف المستويات، وقبل وأثناء وبعد انعقاده؛ تعبر عن شجب واستنكار ورفض لـ”الرضوخ”.واعتبرت طهران المؤتمر نواة لتحالف مناهض لها بقيادة الولايات المتحدة، في إشارة إلى فكرة “الناتو العربي” الذي يرتبط بملف التطبيع مع إسرائيل، بحسب مراقبين، طالما أن الفكرة الأساسية تركز على إيجاد آليات التصدي لإيران في المنطقة، وهو هدف تلتقي عليه عواصم عربية مع تل أبيب. ومن جانبه، فقد تهكم وزير خارجيتها جواد ظريف على القمة، وكتب في تغريدة على تويتر أن على من يستضيفون المؤتمر المناهض لإيران والمشاركين فيه أن يتذكروا “أن الذين حضروا العرض الأمريكي السابق المناهض لإيران إما ماتوا أو أصبحوا موصومين أو مهمشين. وإيران أقوى من أي وقت مضى”.  وعلى الرغم من تلم التعليقات، إلا أن هناك كثير من المخاوف التي تدور في العقل السياسي الإيراني فيما يتعلق بمخرجات هذا المؤتمر، وإن أكثر ما تخشاه إيران هو أن يتمكن المؤتمرون من عزلها وتشديد العقوبات المفروضة عليها، وزيادة الخناق على الاقتصاد الإيراني، وتكرار سيناريو مؤتمر غوادلوب 1979 في أمريكا، فضلاً عن ذلك، فهناك خشية إيرانية من حدوث مواجهة مباشرة بين الجنود الأمريكان واذرع طهران في المنطقة أو توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في حال اقتضت الضرورة.

وعلى مدى أشهر طويلة سعى نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تكريس “مواجهة التهديد الإيراني”، أولوية في الشرق الأوسط على حساب حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. تصريحات نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أبدت رضى غير مسبوق عن منحى جديد قبيل انطلاق “مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط” في العاصمة البولندية وارسو.

نتنياهو اعتبر المؤتمر “نقطة تحول تاريخية” وقال في إشارة إلى حفل عشاء نظم للمشاركين بالمؤتمر الأربعاء، “شكل نقطة تحول تاريخية، بمشاركة نحو 60 وزير خارجية وممثل عن عشرات الحكومات في قاعة واحدة، بينهم رئيس وزراء إسرائيلي ووزراء خارجية عرب وقفوا وتحدثوا بصورة قوية، وواضحة وبإجماع استثنائي عن الخطر المشترك الذي يمثله النظام الإيراني”.وأضاف نتنياهو، قبيل لقاءه مع بومبيو في وارسو: “ما جرى يشكل تغييرا وإدراكا هاما لهوية العناصر التي تهدد مستقبلنا”.فيما اعتبر بومبيو أنه “لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط دون مواجهة ايران”. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق: ما هي أبعاد واحتمالات اجتماع وارسو؟

نظرًا لأن إيران تواجه اتهامات دولية، وفي مقدمتها اتهامات أمريكية وأوروبية وإقليمية بدعم الإرهاب، ونشر الفوضى في المنطقة، وتطوير برنامج صواريخ باليستية، فضلًا عن دعم المليشيات والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، فإن إيران هي هدف رئيس لهذا الاجتماع، وسيكون ضمن مناقشاته الحد من مخاطر إيران في الشرق الأوسط، كما عبّر عن ذلك وزير الخارجية الأمريكي، إذ يعتبر أن إيران سببًا رئيسًا لعدم الاستقرار في المنطقة، وقد عبر وزير خارجية بولندا، جاسيك تشابوتوفيتش، عن ذلك في بيان له، إذ قال: «إن الاتفاق النووي لم يمنع إيران من الأنشطة التي تزعزع استقرار المنطقة».

لا شكّ أن اجتماع وارسو سيكون ضمن حملة الضغوط القصوى المتواصلة التي تقودها إدارة ترامب ضد إيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وهي الحملة التي ترغب الولايات المتحدة في انضمام الدول الأوروبية لها، ولا سيما بعد الانزعاج الأوروبي من الأنشطة الإيرانية الإرهابية على أراضيها، فضلًا عن الانزعاج من تطوير برامج الصواريخ الباليستية، التي دفعت الاتحاد الأوروبي لفرض أول عقوبات على إيران منذ الاتفاق النووي.وأعرب وزير الخارجية البولندي عن أمله في أن يسهم الاجتماع في تقريب مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه إيران، ولا شك أن تستفيد الولايات المتحدة من وجود بعض الدول الاوربية المنزعجة من سلوك إيران كبولندا، التي تعتبر أن الاتفاق النووي «لا يمنع إيران من الأنشطة التي تزعزع استقرار المنطقة» فضلًا عن بعض الدول التي تتهم إيران باستهداف أمنها، كألبانيا والدنمارك وفرنسا.

كما يمثل هذا الاجتماع دعمًا للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة،  حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، ضمن جولته أثناء زيارة القاهرة: «إن إستراتيجية الولايات المتحدة المستقبلية في الشرق الأوسط سوف تركّز بشكل كبير على مواجهة إيران، وبالفعل قطعت الولايات المتحدة شوطًا مهمًا في تنفيذ بعض من عناصر إستراتيجيتها تجاه إيران، إذ قوّضت الاتفاق النووي، وأعادت فرض العقوبات التي كان الاتفاق قد جمدها مع بعض الاستثناءات فيما يتعلق بتصدير الطاقة لثماني دول، وقد أتت هذه العقوبات أكلها فيما يتعلّق بممارسة ضغوط غير مسبوقة على النظام الإيراني في الداخل نتيجة صعوبات اقتصادية، ويعد مواجهة نفوذ إيران الإقليمي ضمن أهم عناصر نجاح الإستراتيجية الأمريكية، ويأتي هذا الاجتماع على ما يبدو من أجل تحقيق تقدم في هذا الجانب.
ولا شك يعد تحقيق إجماع دولي حول السياسة الأمريكية تجاه إيران بمثابة عنصر دعم رئيسي لنجاح الإستراتيجية الأمريكية، ويوفر هذا الاجتماع مظلة واسعة، وورقة تعطي الولايات المتحدة من خلالها شرعية لسياساتها تجاه إيران. ويعد الاجتماع فرصة لإعلان عددٍ من الدول الأوروبية عن عدم التزامها بالاتفاق النووي، وذلك على خلفية التهديدات الإيرانية لعدد من الدول الأوربية، فضلًا عن الضغوط الأمريكية، وشلّ الاتفاق فعليّا، من خلال العقوبات، فضلًا عن عجز دول الاتحاد عن تدشين آلية للتبادل المعاملات المالية مع إيران، ويأس إيران من دول الاتحاد، وقدرتها على مواجهة الضغوط الأمريكية.

 مما لا شك فيه، اجتماع وارسو مصلحة أمريكية، حيث تمكنت الإدارة الأمريكية من جمع ستين دولة لاجتماع وارسو في بولندا، لدراسة سبل وآليات مواجهة إيران معا، والتشاور حول توقف المفاوضات بين الفلسطينيين (وإسرائيل)، والحاجة إلى تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية. يهدف الاجتماع التي غابت عنه السلطة الفلسطينية، إلى توحيد جهود هذه الدول تحت الرعاية الأمريكية لمواجهة إيران، وتهيئة بيئة إقليمية لصفقة القرن، وتطبيع العلاقات. غابت السلطة احتجاجا على الموقف الأمريكي من قضية القدس، ومن فرض حصار مالي على السلطة، ولكن السلطة التي غابت طارت إلى الرياض ليلتقي محمود عباس مع الملك سلمان لتنسيق المواقف، ولحمل رسالة السلطة إلى أمريكا وإلى نتانياهو، ومن هنا يمكن القول: إن السلطة حاضرة من خلال السعودية والوفود العربية الأخرى. التمثيل العربي للسلطة الفلسطينية ليس جديدا، فقد اعتادت الوفود العربية تمثيل السلطة بتفويض منها وبغير تفويض، واعتادت السلطة الإذعان للموقف العربي. الطرف العربي أبلغ السلطة أن لديه مشاكل متفاقمة في منطقة الخليج، ولديه مشاكل أخرى في العلاقات الدولية، واليمن، وسوريا، وتركيا، وعليه فإن سياسة المملكة والخليج باتت تعطي الأولوية لمشاكلها الملحة، ولم تعد القضية الفلسطينية قضية ملحة ذات أولوية، وعلى عباس أن يحسن الاستماع للإدارة الأمريكية، وأن يعود للمفاوضات برعاية أمريكية، لأن المؤتمر الدولي الذي يطالب به لن ينعقد البتة للمسألة الفلسطينية.

أن هذا الاجتماع قد يكسب المشروع الأمني الأمريكي للشرق الأوسط شرعية ودعمًا دوليًّا، وهو المشروع الذي ما زالت الولايات المتحدة تحاول وضع اللمسات الأخيرة عليه، الذي سيكون بإشراف ومظلة حماية منها.ناهيك عن أن دولًا كروسيا والصين وبعض الدول الحريصة على التعاون مع إيران ستضع بالاعتبار هذه الجهود الدبلوماسية، بما قد يدفعها لمراجعة موقفها، ويمهد لتعاون أوسع فيما يتعلق بمعالجة ملف إيران، ولا سيما أن الولايات المتحدة ما تزال حريصة على أن تكون إستراتيجيتها ضمن جهود منسّقة، حتى مع الدول التي لديها خلافات معها بشأن هذا الملف، وربما التنسيق فيما يتعلق بالاستثناءات النفطية دليل واضح على كثافة الجهود الأمريكية لإحكام الضغط على إيران.

وعلى الرغم من أن البيان الختامي للمؤتمر تناول المحاور المعلن عنها بشكل عام فيما يتعلق بالأزمات الإقليمية وتطوير الصواريخ الباليستية والامن السيبراني والقرصنة الالكترونية وأمن الطاقة، إلا أن إيران كانت محور مخرجات البيان الختامي الذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع نظيرة البولندي ياسيك تشابوتوفيتش. وهذا ما يعكس رؤية الإدارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة فيما يتعلق بأزمات الشرق الأوسط وصراعها ضد إيران، في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى رؤية موحدة وشاملة تجتمع من خلالها دول المنطقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من أجل الوقوف على المشاكل الحقيقة التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ووضع حلول سريعة وأنية لأزمات المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بالأزمة السورية واليمنية والحد من نشاطات إيران الإقليمية. ولهذا يرى بعض المختصين بأن مخرجات المؤتمر تعكس في كثير من جوانبها اجندة الإدارة الأمريكية “الرؤية الترامبية” بعيداً عن رؤية مؤسسات صنع القرار الأمريكي فيما يتعلق بالقضايا الخارجية بشكل عام والشرق الأوسط على بشكل خاص، في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى رؤية شاملة، تتوافق فيها الرؤى المحلية للدول المعنية بالصراع في المنطقة مع الدول الكبرى كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا من أجل وضع استراتيجية حقيقة وشاملة لمنطقة الشرق الأوسط تعالج فيها التحديات الاساسية التي تقف بوجه عوامل الاستقرار في المنطقة.

وحدة الدراسات الدولية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية