مع قرب صدور تقرير مولر.. ما أبرز السيناريوهات؟

مع قرب صدور تقرير مولر.. ما أبرز السيناريوهات؟

مع خروج تقارير صحفية تشير إلى قرب انتهاء تحقيقات المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2016، يُنتظر أن يقدم موللر تقريره لوزير العدل الجديد وليام بار قريبا.

وانقسم الأميركيون بين فريقين، الأول من أنصار الرئيس دونالد ترامب رحبوا بقرب انتهاء التحقيقات وانتهاء مطاردة الرئيس من خلال تحقيقات يُشبهها ترامب بالبحث عن اللاشيء Witch Hunt، والثاني يمثل أعداء ترامب ممن يأملون أن يتضمن التقرير ما يؤكد تواطؤه مع روسيا وإعاقته للعدالة، وهو ما يؤدي للقضاء عليه سياسيا وإقصائه على يد الكونغرس.
لم يسرب مولر ولا أيٌّ من كبار مساعديه -الذين يشكلون فريقا قانونيا قويا يتضمن أكثر من أربعين محاميا ومحققا- أي إشارات عما يحتويه تقريرهم النهائي. لكن الكثير من المواقع الإخبارية الأميركية تناولت عدة سيناريوهات للتقرير استنادا لآراء خبراء قانونيين ومسؤولين سابقين بوزارة العدل يمكن تلخيصها في ثلاثة:

اتهامات مباشرة
السيناريو الأول: صدور التقرير متضمنا اتهامات مباشرة للرئيس، حيث يقوم فريق مولر بإرسال التقرير لوزير العدل متضمنا اتهامات لترامب، وينتهي عمل مولر وفريقه عند هذه النقطة.

وسيكون التقرير وفقا لهذا السيناريو سريا لا يتم نشره بوسائل الإعلام، ويجب أن تتضمن نهايته إيضاحات حول خلاصة التحقيقات، وإذا ما كانت هناك توصيات من فريق التحقيق سواء بما يمكن لوزارة العدل القيام به، أو ما يوصي به من ضرورة تدخل الكونغرس لعزل الرئيس حال توافر دلائل على ارتكابه جرائم ومخالفات واسعة على شاكلة التواطؤ مع دولة أجنبية.

السيناريو الثاني: يتضمن التقرير قائمة اتهامات واسعة لا تشمل الرئيس، ويقدم المحقق لوزارة العدل في تقريره قرائن تستدعي توجيه تهم فدرالية بمخالفات قانونية واضحة، إلا أن الاتهامات في هذه الحالة ستكون من العيار الثقيل وتطال مسؤولين كبارا لكنها لا تشمل ترامب.

ويتوقع أن تشمل قائمة الاتهامات جرائم بالتآمر والتواطؤ مع روسيا للإضرار بالولايات المتحدة، وقد تنال هذه الاتهامات من ابن ترامب، وجاريد كوشنر صهر الرئيس.
السيناريو الثالث: تقرير يمهد لنهاية هادئة للتحقيقات، ويروّج أنصار الرئيس بشدة لهذا السيناريو الذي ينتهي إلى أن التحقيقات لم تتوصل لقرائن على وجود تواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

ورغم إدانة 37 شخصا وجهة حتى الآن بجرائم متنوعة على خلفية التحقيقات الجارية، فإنه لم تتم إدانة أي من مساعدي ترامب بعد بالتواطؤ مع روسيا، وإن كانت تقترب من ذلك حالة بول مانفورت رئيس حملة ترامب الانتخابية السابق، إلا أن هذه الاتهامات لن تكون لها تداعيات سياسية واسعة طالما ابتعدت عن شخص ترامب.

جهة التقرير
طبقا لقواعد تكليف المحقق الخاص بإجراء التحقيقات، ينبغي على مولر تقديم تقريره النهائي والسري لوزير العدل وليس الكونغرس. ولا يوجد ما يُلزم الوزير قانونيا أن يسلم التقرير أو أن يُطلع عليه الكونغرس أو الرأي العام الأميركي.
وخلال مداولات تثبيت وزير العدل بمجلس الشيوخ قبل أسبوعين، لم يقدم بار أي تعهد باطلاع الكونغرس على التقرير وأصر على أنه سيقرر ذلك الأمر بعد انتهاء التحقيقات واستلام التقرير النهائي، وطبقا لطبيعة ما يحتويه التقرير. وفي تغريدة له الأربعاء الماضي قال ترامب “نشر التقرير يعود بصورة كاملة لوزير العدل”.

ويلاحظ هنا أن التقرير يُقدَم لوزارة العدل وليس للكونغرس، كما أن التقرير سري. ويعني ذلك أن الوزير سيكون له الحق في استخدام التقرير بالطريقة التي يراها وفي التوقيت الذي يختاره.

ويتوقع خبراء قانونيون أن يقدم بار خلاصة التقرير للكونغرس، إلا أن بعض أنصار ترامب يعتقدون أنه قد لا يكون هناك مبرر لفعل ذلك. ومن الصعوبة تخيل ألا يقدم الوزير التقرير للكونغرس وأن يبقى التقرير سريا بواشنطن.

هل تنتهي التحقيقات؟
يعتقد ريناتو ماريوتي وزير عدل ولاية إلينوي السابق أن “تحقيقات مولر ما هي إلا الفصل الأول في سلسلة تحقيقات طويلة ستقوم بها وزارة العدل فور تقديم المحقق تقريره”.

وقد تركت تحقيقات مولر حتى الآن عدة قضايا معروضة أمام المحاكم الأميركية، ويتوقع أن تنظر المحاكم في المزيد، إذ لم يتم تقديم الاتهامات بعد لعدد من مساعدي ترامب ممن ارتكبوا مخالفات للمحاكم.

وطبقا لموقع ديلي بيست فقد يقدم المحقق تقريرا إضافيا عن النفوذ الأجنبي والشرق أوسطي لوزير العدل، يشير فيه لأدوار سعودية وإماراتية وإسرائيلية في التأثير على الانتخابات الأخيرة مما سيتطلب مزيد من التحقيقات تجريها وزارة العدل.

ومازالت محاكم ولاية نيويورك -وتحديدا دائرة جنوب مانهاتن- تنظر في انتهاكات لحملة ترامب فيما يتعلق بمخالفات قوانين تمويل الحملات الانتخابية، ومخالفات تعلق بدفع أموال لإسكات امرأتين جمعتهما بترامب علاقات جنسية، ومخالفات لتمويل حفلة تنصيب الرئيس (ترامب).

وجدير بالذكر أن ترامب لا يستطيع منح حق العفو الرئاسي عن عقوبات جرائم غير فدرالية كتلك التي تنظرها محاكم ولاية نيويورك.

وتدرك دوائر واشنطن السياسية أن تقرير مولر ستكون له تبعات سياسية ضخمة على انتخابات 2020 الرئاسية وحملاتها الانتخابية التي بدأت بالفعل بين الديمقراطيين.

المصدر : الجزيرة