الصين حولت إقليم تشينغيانغ إلى مختبر رقابة ومحور إبادة ثقافية

الصين حولت إقليم تشينغيانغ إلى مختبر رقابة ومحور إبادة ثقافية

عنونت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحيتها، التي اهتمت بموضوع أقلية الإيغور في شمال- غرب الصين أكثر من أي صحيفة أخرى، بـ”كيف حولت الصين إقليم تشينغيانغ إلى محور قمع ونافذة مخيفة للمستقبل”.

وتحدثت في افتتاحية وراء افتتاحية عن قتل المثقفين المسلمين واحتجاز مليون من أبناء مجتمعهم في مخيمات “إعادة تثقيف”.

وقالت: “يبلغ عدد مسلمي أقلية الإيغور في إقليم تشينغيانغ (سنجان) 11 مليون نسمة، حسب أدنى التقديرات وربما كان العدد أعلى. ولو نظرت بناء على حجم الرقابة على الإيغور في ضوء البيانات التي تم تسريبها وكشفت عن ملاحقة 2.5 مليون مواطن في إقليم تشينغيانغ عبر كاميرات ومعدات أخرى تنتج 6.6 مليون إحداثية “جي بي اس” أو تحديد المواقع وعلى مدار 24 ساعة ومعظمها تراقب مواقع مثل (مسجد) أو (فندق)”.

وعثر فيكتور غييرز من مؤسسة جي دي أي، وهي منظمةة غير ربحية تحاول الدفاع عن حرية الإنترنت على البيانات التي تعود لشركة سينسنيتس الصينية. وهي نفس الشركة التي تقدم خدمات التعرف على ملامح الوجه وأنظمة رقابة أخرى إلى الشرطة. واستطاع غييرز الحصول على البيانات لأن الشركة لم تؤمن المعلومات ولكنها قامت بإغلاقها بعدما حاول توجيه أسئلة لها.

وتضم البيانات سجلات مثل أرقام هوية وجنس الشخص وقوميته وعنوانه وتاريخ ميلاده وصوره وعمله الذي تراقبه الكاميرات، أو قام المخبرون بتحويل الصور إلى الشركة. ويرى غييرز أن ربع الأشخاص الذي تمت ملاحقتهم حسب البيانات من قومية الإيغور مع أن هناك معلومات عن أبناء قومية الهان الصينية وغيرهم.

وتقدم البيانات حسب الصحيفة، نظرة عن العالم القاتم الذي بات يغلف إقليم تشينغيانغ والذي حولته الصين إلى محور قمع واضطهاد. فبالإضافة للرقابة الالكترونية والجسدية، وضعت السلطات الصينية مليون مسلم من أقلية الإيغور والأقليات التركية الأخرى في معسكرات اعتقال، يقول شهود عيان إن عمليات غسيل دماغ تجري عليهم في محاولة لمحو لغتهم وثقافتهم.

وبحسب تشياو غيانغ، مدير كاونتر- باور لاب في كلية المعلومات بجامعة كاليفورنيا- بيركلي، فقد تحول الإقليم المسلم إلى “نافذة تطل على مستقبل الصين” و “جبهة لفحص البيانات التي يمكن توسيع استخدامها خارج حدوده”.

وكتب تشياو في مجلة الديمقراطية أن الصين في ظل الرئيس شي جينبنغ تحاول استخدام قوة الذكاء الصناعي لإنتاج كل أنواع المعلومات الرقابية، بما في ذلك تكنولوجيا التعرف على الوجه وانظمة الرقابة على الجنس واللباس وطريقة المشي وطول المارة بالإضافة للقدرة للتعرف على الصوت وبنك للحمض النووي.

وعندما سألت “نيويورك تايمز” عن استخدام التكنولوجيا لبناء بنك معلومات للحمض النووي قالت شركة “ثيرمو فيشر” في ماساشوسيتس، إنها لم تعد تبيع التكنولوجيا لإقليم تشينغيانغ.

ويقوم الكونغرس بمناقشة تشريع مهم يفضح ويضغط على من يساعدون في الإنتهاكات الصينية.

وتهدف الصين من استخدام التكنولوجيا لقمع المعارضين والتكهن بأي تحد للحزب الشيوعي الحاكم ومحو أي خطر يهدد قبضته على الحكم. وفي إقليم تشينغيانغ تهدف الصين من استخدامها التكنولوجيا إلى “الإبادة الثقافية”.

وبالإضافة لمعسكرات الإعتقال والكاميرات تحدث تيشاو عن قرار حكومي يقضي بجمع عينات من الحمض النووي لكل سكان الإقليم الذين تتراوح أعمارهم من 12 – 65 عاما.

وتذكر الصحيفة برواية الكاتب الإنكليزي المعروف جورج أورويل الذي نشرها باسم “1984” وحذر فيها قبل سبعة عقود من مخاطر الديكتاتورية التي تسيطر على الفكر، فقد اصبح عالم أورويل حقيقة في تشينغيانغ. وتختم الصحيفة بالقول: “نوافق منظمات حقوق الإنسان التي حثت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عندما يلتقي يوم الإثنين للإعلان عن لجنة دولية لتقصي الحقائق وإرسالها إلى إقليم تشينجيانغ وفضح هذه التجربة المثيرة للقلق ومحاولة الدولة السيطرة على السلوك الإنساني”.

القدس العربي