ذكرى الدكتاتورية العسكرية بالبرازيل.. صديق إسرائيل يمجدها ومدن تنتفض ضدها

ذكرى الدكتاتورية العسكرية بالبرازيل.. صديق إسرائيل يمجدها ومدن تنتفض ضدها

 

تظاهر آلاف البرازيليين يوم الأحد في عدد من مدن البلاد وهم يهتفون “لا للدكتاتورية مرة أخرى”، وذلك بمناسبة الذكرى الـ55 للانقلاب الذي أسّس لأكثر من عقدين من الحكم العسكري.

واحتشد نحو ألفي شخص في ساحة سينيلانديا بوسط ريو دي جانيرو، بينما تجمهر بضع مئات في حديقة إبيرابويرا الشهيرة في ساو باولو للتظاهر ضد الحقبة الدكتاتورية بين عامي 1964 و1985.

وأثار هذه الاحتجاجات القرار الذي أصدره مؤخرا الرئيس اليميني المتطرّف جايير بولسونارو وأمر بموجبه القوات المسلحة بأن تحيي “بطريقة مناسبة” ذكرى الإطاحة بالرئيس جواو غولارت.

وفي برازيليا ردّد نحو ألف متظاهر شعار “بولسونارو أخرج”، هاتفين ضد الرئيس الذي يبدي إعجابه بشكل علني بالنظام الدكتاتوري السابق.

وقالت المعلمة المتقاعدة ماريا فاطيما البالغة 65 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية خلال مشاركتها في مظاهرة ريو دي جانيرو “هذا ليس تاريخا يجب الاحتفال به (..) إنه يوم حداد وعنف وقسوة”.

وجاءت المظاهرات بعد يوم من نقض محكمة الاستئناف قرارًا قضائيا بمنع تنظيم احتفالات لإحياء ذكرى الانقلاب العسكري.

وقبلت قاضية الاستئناف ماريا دو كارمو كاردوسو حجة الحكومة بأن الديمقراطية البرازيلية قوية بما يكفي لدعم “تعدديّة الأفكار”.

وكتبت “لا أرى أي انتهاك لحقوق الإنسان، خاصة وأن فعاليات مماثلة جرت في الثكنات في السنوات السابقة دون حصول أي عواقب سلبية”.

الرئيس يمجد
وبولسونارو، الذي يزور إسرائيل لمدة ثلاثة أيام، هو أول رئيس للبلاد منذ استعادة الديمقراطية عام 1985 يثني على النظام العسكري السابق بشكل علني ولا يعتبر أن الجيش قاد يومها انقلابا.

ووصف بولسونارو فترة حكم العسكر في البرازيل بأنها حقبة “مجيدة” في تاريخ البلاد، ونُقل عنه عام 2008 قوله إن “خطأ الدكتاتورية كان أنّها مارست التعذيب دون أن تقتل”.

ومنذ توليه منصبه وبولسونارو يكيل المديح لحكام أميركا اللاتينية العسكريين في السبعينيات والثمانينيات مثل ألفريدو ستروسنر في الباراغواي وأوغستو بينوشيه في تشيلي.

وخلال حقبة الحكم العسكري التي دامت 21 عاماً في البرازيل قُتل أو اختفى 434 شخصا على الأقل. ولكن على عكس جيرانها في أميركا الجنوبية، لم تحاكم البرازيل المسؤولين العسكريين على جرائم عهد الدكتاتورية، وتركت أحداث تلك الفترة المظلمة دون محاسبة مرتكبيها.

وتدهورت شعبية بولسونارو الذي رشّح نفسه للرئاسة رافعا شعار القضاء على ثقافة الفساد بسبب الفضائح والخطوات الخاطئة التي اتّخذها منذ تنصيبه في يناير/كانون الثاني الماضي.

الجزيرة