الرئيس العراقي : لا نريد أن نكون ساحة تصفية حسابات

الرئيس العراقي : لا نريد أن نكون ساحة تصفية حسابات

تونس – ممرّ طويل وبتعرجات يربط المصعد بجناح الرئيس العراقي برهم صالح في فندق موفنبيك في ضاحية البحيرة بتونس. تكرار الأبواب وعناصر الديكور يوحيان بطول أكثر من الحقيقة للرواق الأنيق. في آخره يقف حراس من العراقيين والتونسيين. عندما يفتحون الباب، يهبّ كاكا برهم لمعانقة صديقه القديم إبراهيم الزبيدي. بعد أقل من دقيقة كانا يسترجعان ذكريات مشتركة في بغداد وكردستان ومن زيارة مشتركة لليابان.

من الصعب العثور على صور لا يظهر فيها الرئيس برهم صالح مبتسما. كل من يعرفه يصفه بالطاقة الإيجابية، في بلد لا تتوقف فيه مسيرة النكبات. لفترة كان البعض قد حكم بالنهاية على مستقبله السياسي. لكن، في مرحلة من القلق العراقي، كان صالح مرشح التوافقات للخروج من استعصاء ما بعد الانتخابات. كان المطلوب رئيسا كرديا صامتا للعراق، لا يتدخل إلا ضمن إطارات بروتوكولية محسوبة سلفا. لكن اختيار كاكا برهم فرض واقعا مختلفا.

العراق يغصّ بالمشاكل من كل نوع وتتحمل السلطات الكثير منها لأسباب كثيرة ومختلفة. الرئيس بما يمنحه له الدستور -ويمنعه أيضا- هو عين الشعب وضميره، والذي لا يمكن لأحد أن يجادل فيه أو يمنع تدخله. هو دور مناسب جدا لشخصية برهم صالح. يريد أن يكون تلك العين المراقبة والمتجوّلة والناقدة من دون تدخل مباشر في العمل التنفيذي للحكومة.

يقول الرئيس صالح “التفاؤل بمستقبل ودور العراق المقبل لا يعني التغاضي أو تجاهل المعوقات والتحديات التي نواجهها اليوم وفي المستقبل القريب. فنقص الخدمات والبطالة والفساد المالي والسياسي حقيقة ظاهرة لا يمكن نكرانها، لكن في الوقت ذاته هناك إرادة وطنية جادة لمواجهة ذلك وتذليل الصعاب من خلال التركيز على الفرص ومقومات النجاح التي يملكها العراق اليوم”.

ويضيف “دور رئيس الجمهورية مهمّ، (باعتباره) رمزا لوحدة البلاد وحاميا لسيادتها ودستورها، وله واجب توحيد الجهود الوطنية، وهناك تنسيق جيّد بين الرئاسات الثلاث في هذا الصدد، ونتمنى أن يستمر هذا التنسيق وهذا الإصرار في تحقيق ما وعدنا الناس به من تغيير حقيقي نحو الأفضل وبما يليق بمكانة العراق وشعبه. الواجب الوطني والدستوري يحتّم على رئيس الجمهورية المراقبة والمتابعة الجادة لتحقيق ما يتطلع إليه شعبنا، وإن شاء الله لن نتهاون بأي تقصير يضر بالمصلحة العليا للبلد”.

لكن، الحديث عن السيادة في العراق ليس مثل إدراك الواقع والتدخلات الإقليمية والدولية. فلعقود تحوّل العراق إلى ساحة للصراعات العنيفة والحروب على حساب الشعب. فكيف يرى برهم صالح دوره حارسا للسيادة الوطنية في بلد تتسابق فيه الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة على انتهاك هذه السيادة؟

يقول الرئيس العراقي “نسعى لأن يكون العراق ساحة تلاقي المصالح الدولية والإقليمية وفق ما تقتضيه مصلحة وسيادة العراق. هذا قدره الجغرافي والتاريخي وفيه مصلحة العراق وشعبه بالدرجة الأساس. هذا ما يفرضه الموقع الجيوسياسي للعراق، وما تفرضه الحقائق والتجارب التاريخية أيضا. فالعراق بجواره الإسلامي وبعمقه وامتداده العربي، والتنوع الثقافي والاجتماعي الذي يتميز به العراق يؤهله لأن يكون محطة التقاء وتفاهم مشترك، ويمكّنه في الوقت ذاته من لعب دور محوري في المنطقة يعيد للعراق دوره القيادي والحيوي بما يحقق مصالحه وأمنه القومي”.

هل هذا الدور نقطة توافق مع السياسيين العراقيين الذين لا يتردد بعضهم من إعلان ولائه لهذه القوة الإقليمية أو تلك؟

يقول صالح “هناك وعي حقيقي لهذا الأمر من قبل أغلب القادة السياسيين في العراق، فضلا عن دول المنطقة. فقد شاهد الجميع ما الذي خلّفته سنين الصراع والتنازع في العراق وما خلفته من مآسٍ وخراب للبنى التحتية والاجتماعية وتهديد حقيقي لأمن الجميع ومصالحهم أيضا”.

ويضيف “حتى الأطراف الدولية والإقليمية المتنازعة في ما بينها تدرك، ولو بدرجات متفاوتة، أهمية استقرار العراق ونجاحه. لا نريد للعراق أن يكون ساحة تصفية، ولن يُسمح بذلك من قبل حكومته أيضا، فهناك إرادة وطنية جادة تعمل لتحقيق ذلك وجعل العراق منطلقا للتقارب والالتقاء ومحطة حقيقية للمصالح المشتركة في المنطقة”.

العلاقة بدول الجوار تمرّ بدورها من خلال محاصصة طائفية وعرقية صارت أشبه بقدر العراق في المدى المنظور، وهي أمر يدركه السياسيون قبل غيرهم لأنها تحوّلت إلى منظومة حكم. لكن الرئيس العراقي يرى أن البعض يريد هذا التفسير ويتجاهل بعدا مختلفا للمسألة.

يقول برهم صالح “التنوع المذهبي والإثني والقومي هو ميزة العراق وقوته، والمحاصصة لا تمثل ذلك مطلقا. فهي الترجمة السياسية السيئة التي جاءت نتيجة ظروف معينة، وترسّخت للأسف لمصالح ضيقة، فهي لا تمثل الحقيقة المجتمعية العراقية الأصيلة. هناك إدراك ووعي وطني كبير تجاه ذلك ولَم يعد للشعارات الطائفية أو العرقية أثر مسموع لدى شعبنا، هناك متغيرات جديدة وهناك وعي وإدراك أكبر”.

ويضيف “لكن علينا أن ندرك أيضا أن توزيع الأدوار السياسية أمر مطلوب في نظام برلماني غادر مرحلة الدكتاتورية والحزب الواحد، ولا بدّ من العدالة في إعطاء الفرص بشكل متساوٍ ومراعاة التنوع المجتمعي والسكاني في العراق شريطة مراعاة الكفاءة والنزاهة والخبرة في تسنم المواقع التنفيذية. فقد نص الدستور على أن جميع العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات، ولا وجود لأي تميّز مذهبي أو قومي على آخر، الكل عراقيون ولهم الحق في العيش والرفاهية وتسنم المسؤوليات والمواقع الوطنية”.

تقارب صالح وعبدالمهدي

توزيع الأدوار السياسية يفترض أيضا توافقات بين أركان السلطات السيادية والتنفيذية والتشريعية. ولا يمكن إلا ملاحظة التقارب والتوافق بين الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. ففي زحمة ما بعد الانتخابات العراقية لم يكن الاسمان مطروحين. لكن الثنائي صار واقع حال السياسة في العراق الآن، والسؤال ماذا يمكن أن يقدّما.

يقول برهم صالح “تربطني بالسيد عادل عبدالمهدي علاقة أخوة وصداقة قبل تسنم الموقع، وهناك تنسيق عالٍ بيننا لإنجاح مرحلة عراق ما بعد داعش. هذه المرحلة لا تقل أهميتها عن عام 2003، فنحن اليوم في مرحلة تثبيت أسس النظام البرلماني الاتحادي وترسيخ الأمن والسلم المجتمعي”.

ويضيف “لكن الأهم من العلاقة الشخصية هو إدراك أهمية البناء المؤسساتي للدولة. فقوة الدولة تقاس بقوة مؤسساتها وتكاملها وفق التوصيفات الدستورية. وهناك تعاون وثيق وإصرار بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة البرلمان على تقوية الدولة مؤسساتيا ودعم الحكومة لتنفيذ برنامجها الخدمي والإصلاحي”.

لكن صعود تنظيم داعش ثم انهياره فرضا قوى عسكرية وسياسية صارت تتحكم بجزء مهم من المشهد السياسي العراقي. الآن ومع نهاية العمليات العسكرية الكبرى ضد تنظيم داعش، العراقيون يسألون: هل حان الوقت لإعادة النظر في تشكيلات القوات المسلحة والقوات المتطوعة ضمن الحشد الشعبي لتكون ضمن هيكلية تحت مظلة الدولة من دون استثناءات؟

يقول الرئيس العراقي “الحشد الشعبي تشكيل عسكري ضمن المنظومة الأمنية للدولة العراقية ومنظم بقانون، وحسب هذا القانون يرتبط الحشد بالقائد العام للقوات المسلحة ويأتمر بأوامره. يجب أن نقدر عاليا دور منتسبي الحشد الذين تطوعوا في الحرب ضد داعش وأبلوا بلاء متميزا في هذه المواجهة ولا يمكن أن ننسى التضحيات الجسام التي تكبدوها لتحقيق النصر ضد داعش”.

لكن صالح يشخص أن “هناك توافقا وطنيا على التزام مبدأ حصر السلاح بيد الدولة وتكامل المنظومة الأمنية وارتباطها برئيس الوزراء بوصفه القائد العام للقوات المسلحة. وأي قوة أو تشكيلة خارج المنظومة الأمنية للدولة يتم التعامل معها وفق القانون”.

لكن الموقف من الحشد الشعبي يحيلنا إلى القوتين الفاعلتين في الساحة العراقية اليوم، أي إيران والولايات المتحدة. ما هو الدور الأميركي اليوم في العراق، خصوصا مع إعلان الإدارة الأميركية استراتيجيتها بمواجهة شبه مفتوحة مع إيران؟

يقول “الولايات المتحدة الأميركية قوة دولية مهمة وصاحبة تأثير في المنطقة والعالم. ومن مصلحتنا إدارة علاقاتنا معها وتعزيزها وفق مصالح شعبنا وبلدنا وبما يحفظ سيادة العراق واستقلاله وبما يمكن الحكومة العراقية في مواجهة التحديات. ومن هذا المنطلق نثمن عاليا دور ومساندة الولايات المتحدة للحكومة العراقية في محاربة الإرهاب والانتصار على داعش الإرهابي”.

أولوياتنا تستوجب علينا عدم الانخراط في سياسة المحاور والتخندق. فالعراق ليس في مصلحته أن يكون جزءا من أي صراع أو عداء ضد جيرانه

لكن ماذا عن الأولويات؟ يقول “أولوياتنا الأمنية والسياسية والاقتصادية تستوجب علينا عدم الانخراط في سياسة المحاور والتخندق. فالعراق ليس في مصلحته أن يكون جزءا من أي صراع أو عداء ضد جيرانه، وهذا ما يؤكده الدستور العراقي أيضا من احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

الرئيس العراقي يتعامل مع إيران بصيغة الأمر الجغرافي الواقع. يقول “إيران جارة لنا وتربطنا وإياها وشائج ثقافية واجتماعية وحدود مشتركة حوالي 1400 كم مما يستوجب مجموعة مصالح أمنية واقتصادية وسياسية مشتركة بين البلدين. مصلحتنا تكمن في الدعوة إلى تخفيف التوتر في المنطقة وتأسيس منظومة علاقات بين دول المنطقة مستندة إلى مصالحنا الاقتصادية والأمنية المشتركة”.

مدّ العرب خطوطهم نحو العراق بشكل واضح خلال السنوات القليلة الماضية بعد تمنّع وانقطاع دام لعقود. القمة العربية في تونس كانت علامة مهمة على طريق التقارب. العراق، كما أشاد العرب في قمتهم هو من هزم تنظيم داعش أولا. وداعش مصدر خطر للمنطقة ككل من دون أي استثناء. وتضحيات العراقيين كانت الثمن الباهظ الذي دفعه العراق في مواجهة موجة استثنائية من الإرهاب وبسط السيطرة. فماذا يعني الدعم العربي؟

يقول الرئيس برهم صالح “هناك قناعة دولية وإقليمية بأن الإرهاب ممكن هزيمته حينما تتضافر الجهود في ذلك، وقد أسهم العراق في ترسيخ تلك القناعة حينما دحر الإرهاب الداعشي على تراب الأراضي العراقية، وقد أثمرت تضحيات شعبنا وشجاعة قواتنا المسلحة بجميع صنوفها من الجيش والحشد والشرطة والبيشمركة، في هذا الدعم العربي والدولي الكبير الذي نراه اليوم، ففي الأمس كان الرهان على ضياع العراق تحت ظلمة داعش، واليوم يفتخر ويعتز الجميع بتلك البطولة والشجاعة العراقية شعبا وقيادة في الذود عن العالم والمنطقة ضد الإرهاب ومجاميعه المتطرفة. استمرار الدعم العربي وتفهمه لظروف العراق مهم في المرحلة المقبلة من دحر داعش، فعودة النازحين وإعادة الإعمار للمناطق المحررة تتطلب واقعا سياسيا وأمنيا مستقرا، والدعم العربي والإقليمي والدولي مهم في استتباب ذلك وتحقيقه”.

لكن هذا يفرض السؤال عن كيف يرى العراق نفسه في محيطه العربي، يقول صالح “كلما اتجهت الدول والحكومات العربية باتجاه العراق خطوة.. كلما سيقابل ذلك من العراق بخطوات أكثر وأسرع. وهذا لا يعني تنصل العراق عن مسؤوليته تجاه أهم القضايا العربية المصيرية. فقرار العراق كان واضحا في القمة العربية الأخيرة في تونس تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني، ورفضه القاطع لقرار إلحاق الجولان السورية المحتلة، وشعوره المسؤول تجاه أهم تحديات المنطقة العربية”.

العراق في محيطه العربي

سياسة خطوة منا وخطوة منكم فضفاضة إلا إذا تم تفسيرها بمشاريع محددة وتفاهمات مع دول عربية بعينها. يرى الرئيس العراقي أن الأمر قد بدأ بالفعل. يقول “لقد بادر العراق بخطوات بناءة تجاه محيطه العربي، آخرها دوره الكبير في عقد القمة الثلاثية التي جمعته مع مصر والأردن، وتأكيده على ترسيخ التكامل الاقتصادي العربي المشترك وفي ظل ظروف حساسة في المنطقة، فضلا عن زيارة العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني إلى العراق. وقد أجروا مباحثات مهمة تفتح مرحلة جديدة نحو المزيد من الآفاق العربية البناءة”.

ويضيف “العراق يسهم اليوم وبشكل فعلي وعملي في مساعدة سوريا. فهناك تنسيق امني عالي المستوى بين الدولتين في مواجهة الإرهاب والمجاميع المتطرفة”.

ويرى أن “هناك تبادلات اقتصادية ومشاريع كبيرة ذات أبعاد استراتيجية بين العراق والدول العربية الخليجية، وبالأخص المملكة العربية السعودية ودولة الكويت. العراق أكد في أكثر من محفل دولي أو محلي، عن فتح أبوابه مشرعة للشركات والأدوار العربية في إعادة الإعمار والاستثمار في العراق. وهذا يتأتى من اعتزازه بالعمق العربي والإسلامي”.

لكن العراق ليس سياسة وحروبا وصراعات فقط. فقد دفع المجتمع المدني والمشهد الثقافي غاليا، فهل عادت الحياة تدب في أوصال المجتمع المدني العراقي وهل يرى الرئيس عودة للريادة العراقية في مجالات الثقافة؟، يقول “هناك مؤشرات طيبة وحقيقية لعودة المجتمع المدني العراقي، ودوره المهم في تعزيز الديمقراطية والسلم الأهلي، وأعتقد من يتجول اليوم في بغداد يرى ذلك بوضوح، كما أن الفعاليات الثقافية الأخيرة في بغداد والبصرة وبابل والسليمانية وغيرها من المحافظات العراقية تدل على هذه المؤشرات”.

ويضيف “نعم ما زالت هناك بعض المظاهر التي تهدد بناء وترسيخ هذا الدور المجتمعي والثقافي، الأمر الذي يجعله أولوية في مسارات عملنا السياسي والحكومي واستعادة عافية المجتمع العراقي وعودة بغداد والعراق مركزا للإبداع الإنساني فنا وثقافة وعلوما”.

ويدرك صالح أن الثقافة العراقية محور أساس في إعادة البناء الفكري والنفسي للعراقيين. فالثقافة العراقية “مدنية في سلوكها وطبيعتها وهذا ما يثبته التاريخ، والريادة العراقية في مجالات الفنون والموسيقى والثقافة والأدب شاهد آخر على ذلك. لذا أنا متفائل بمستقبل الثقافة العراقية وعودتها إلى سابق عهدها من التميز والإبداع العراقي الخلاق”.

المحور هو بغداد إذا بريادتها وحث المحافظات الأخرى. فكيف يرى كاكا برهم نفسه في بغداد بعد عدة أشهر في المنصب؟ هل أحبها أم يحن للسليمانية؟

يرد بدبلوماسية “بغداد هي عاصمة العراق، ورمز وحدته وتنوعه الوطني، ولكل محافظة من العراق ألقها ونكهتها الخاصة، ولبغداد ميزتها وبريقها الخاص، بغداد تاريخ ومركز إبداع الإنسانية على مرّ العصور. وأهلها طيبون كما هي طيبة العراقيين عموما. أما السليمانية الحبيبة والجميلة فقد ولدت وتربيت وتعلمت فيها، ولها معزتها الخاصة في قلبي”.

كانت تونس مسترخية يوم الأحد الماضي في عطلتها الأسبوعية. كان الجو المحيط بإقامة الرؤساء مسترخيا بدوره، وهو ما كان ملموسا في فندق الموفنبيك على حافة البحيرة. ما كان كاكا برهم ليودع صديقه القديم إبراهيم الزبيدي من دون نكتة عن الأكراد.

العرب