أنقرة تنتج واقعا افتراضيا للعلاقة مع واشنطن

أنقرة تنتج واقعا افتراضيا للعلاقة مع واشنطن

أنقرة – يقفز المسؤولون الأتراك على وجود أزمة حقيقية مع الولايات المتحدة على خلفية مواقف أنقرة من صفقة الصواريخ الروسية، فضلا عن خلاف جوهري يتعلق بالموقف من أكراد سوريا وتهديدات أنقرة لمناطق نفوذهم شرق الفرات.

وفيما شدد مسؤولون أميركيون بارزون وبينهم وزير الخارجية مايك بومبيو على أن شراء أنقرة لمنظومة صواريخ أس-400 الروسية سيعني آليا وقف حصولها على المقاتلات الأميركية أف-35، فإن تصريحات نظرائهم الأتراك توحي بأنهم بدأوا بالحصول على تلك المقاتلات مع أن الأمر لم يتجاوز عملية تدريب لطيارين أتراك عليها، وأن الطائرات لا تزال في قواعد بالولايات المتحدة.

ويتلقى طيارون أتراك حاليا تدريبات على استخدام مقاتلات أف-35، في قاعدة لوك الجوية، بولاية أريزونا الأميركية. كما أن هناك موظفين أتراكا في مجال الصيانة، يتلقون التدريبات أيضا.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار إن الولايات المتحدة سلمت بلاده حتى الآن ثلاث مقاتلات في إطار مشروع طائرات أف-35، وأنه من المقرر أن يتم تسليم مقاتلة رابعة. جاء ذلك في تصريح للصحافيين، الجمعة في كوسوفو التي يقوم بزيارة رسمية لها لتفقد القوات التركية المتواجدة هناك.

وقبل ذلك، عملت أنقرة على تقديم رواية مغايرة لتفاصيل لقاء بومبيو مع نظيره التركي داوود شاويش أوغلو الأربعاء في الولايات المتحدة لإظهار أن الأمور بين البلدين هادئة. لكن بومبيو عاد ليؤكد أن الرواية الأميركية لفحوى الاجتماع صحيحة، وأنه حذّر نظيره التركي من “التداعيات المدمّرة المحتملة لأيّ عمل عسكري تركي أحادي” في سوريا.

كما دعا بومبيو خلال اجتماع بنظيره التركي إلى “حلّ سريع لقضايا مرتبطة بمواطنين أميركيين” أو موظفين محليين في البعثات الدبلوماسية الأميركية “احتُجزوا ظلما” في تركيا.

وقال متابعون للشأن التركي إن أنقرة تحاول التخفيف من حدة الخلافات مع واشنطن بتقديم أنصاف الحقائق وترويج أخبار فيها نسبة كبيرة من الفبركة، وأن الهدف من ذلك منع التأثيرات السلبية لأي أزمة جديدة مع واشنطن على الاقتصاد التركي الذي بات يتلقى الضربات المتتالية بسبب المواقف غير المحسوبة لسياسة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعاد أردوغان إلى المواقف غير المحسوبة حين قال الجمعة إن الولايات المتحدة تحاول التدخل في شؤون تركيا الداخلية، وعليها الالتزام بحدها، كرد على تصريحات نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، روبرت بلادينو، حين أكد أن “الانتخابات الحرة والنزيهة أساس كافة الديمقراطيات، أي أن قبول النتائج المشروعة أمر ضروري، ولا ننتظر أقل من ذلك من تركيا”.

العرب