اليمن والصراع الطائفي

اليمن والصراع الطائفي

000000000

تقدم الحوثيون مرة اخرى على امتداد الرقعة الجغرافية لليمن، ونشروا مقاتليهم، واستولوا على المدن اليمنية الرئيسة؛ لتحقيق اهدافهم الاستراتيجية، بالسيطرة على السواحل اليمنية، وتمكنوا من دخول مدينة الحديدة، والسيطرة على مينائها، باب المندب. وهذه الخطوة في راينا مرحلة اولى في طريق توسيع وجودهم على طول الشريط الساحل وحتى مضيق باب المندب على مدخل البحر الاحمر وخليج عدن، كما انهم احكموا السيطرة على مدينتي (دهو باب والمخا) الساحليتين التي يجري خلالها عمليات التهريب ومنها الاسلحة, وهذا ما سيساعد على وصول الاسلحة والمعدات العسكرية لهم من ايران وتنشيط الدور الايراني في اليمن.

وهذا ما اشرنا اليه في مقال سابق نشر على موقعنا بعنوان (اليمن في قبضة خامنئي) والذي تم فيه استعراض اهداف الحوثيين وتوجهاتهم ، بتقدمهم نحو العاصمة صنعاء، واولويات نشر قواتهم على امتداد السواحل اليمنية، وقلنا ان الحوثيين يسعون في استراتيجيتهم للامتداد نحو المدن الساحلية، وايجاد ميناء خاص لهم ويسعون لإعلان كيان مستقل بهم. وتندرج الاهداف الرئيسة التي حققها الحوثيين من وجودهم على مدينة الحديدة بالاتي:

1- السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل اليمنية على البحر الاحمر، والتحكم بمرور النفط العائد لدول مجلس التعاون الخليجي.

2- الاحتكاك بالأمن الخليجي والسعودي القومي والاستراتيجي.

3- التحكم باليمن ورسم سياسته المستقبلية، وايجاد دور رئيس لهم كلاعب اساسي في منطقة الجزيرة العربية.

4- تفعيل السياسة الايرانية، وبسط نفوذها، على الواقع الجديد الذي اوجده الحوثيون بعد سيطرتهم على الممرات المائية.

5- ومن هنا فان التحكم بالممرات المائية، يعني مواجهة غير مباشرة مع اسرائيل، وتصعيد للموقف المتأزم في المنطقة، كونها تتحكم بحركة الملاحة لجميع دول العالم.

في المقابل, نرى تصاعد وتيرة نشاط وحركة (تنظيم القاعدة) في اليمن، واعترافه انه وراء التفجير الذي حصل في ميدان التحرير وسط صنعاء يوم العاشر من تشرين الاول الفين واربعة عشر، واستهدافه لعناصر (جماعة انصار الله, وهم الحوثيون في مناطق صعدة وعمران وقتل اكثر من 50 عنصرا منهم في محافظة شبوة جنوب اليمن) واستغلاله الاوضاع المأساوية والاضطراب السياسي وانعدام الامن في اليمن، يراد منه تحقيق الاهداف التالية:

1- اعطاء الصراع في اليمن مفهوما طائفيا باستهدافه للحوثيين.

2- استخدام خطاب الدفاع عن اهل السنة، وهو دور جديد لهم في اليمن. 3- مناغمة الشعور الديني لدى اليمنيين، واشعار السنة بأنهم مضطهدون من قبل الحوثيين.

4- استغلال غياب الدولة وسيطرتها على مجريات الامور، واثبات قوة تنظيم القاعدة ووجوده وتأثيره على الاوضاع اليمنية وايجاد دور مستقبلي له.

5- محاولة استقطاب عدد من الجهاديين العرب والاجانب للقتال باليمن، دفاعا عن السنة وتحقيقا لأهدافهم في السيطرة على مساحات اسوة بالحوثيين.

فهل ما نراه الان حربا طائفية جديدة في ارض عربية وصراعا خفيا بين السعودية وايران لبسط نفوذهما في اليمن وتحقيق مصالحهما واستراتيجيتهما، ام سعي لتحويل اليمن السعيد الى يمن تعيس ومفكك تسوده الفوضى والاضطرابات؟

مركز الروابط للدراسات والبحوث الاستراتيجية