باريس تدعم معركة حفتر ضد الميليشيات

باريس تدعم معركة حفتر ضد الميليشيات

بروكسل – عرقلت فرنسا بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى وقف الهجوم على طرابلس، يأتي ذلك فيما تواصل قوات الجيش تحقيق تقدما ملموسا في تحرير العاصمة الليبية من الميليشيات المسلحة المحسوبة على الإسلاميين والتي ارتهن إليها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.

وقالت مصادر دبلوماسية إن فرنسا عرقلت بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو الجيش الوطني الليبي إلى وقف الهجوم على طرابلس.

ويعكس الموقف الفرنسي حيال بيان الاتحاد الأوروبي عن اقتناع الإليزيه بأن حملة حفتر العسكرية قادرة على وضع حد لتجاوزات هذه الميليشيات المسلحة التي قادت البلاد إلى مزيد من التوتر وعمقت من حالة عدم الاستقرار.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان يريان في حفتر حائط صد في مواجهة الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.

وقد زار لو دريان ليبيا ثلاث مرات في السنتين الأخيرتين والتقى السراج في زيارته الأخيرة في 20 مارس في طرابلس ثم سافر شرقا للقاء حفتر في محاولة للتوسط في التوصل لوفاق.

ويقول مصدر دبلوماسي إنه عندما سأله حفتر لماذا لم يأت لزيارته هذه الفترة الطويلة رد لو دريان “كنا في انتظار انتصاراتك”. وأوضح المصدر بأن لو دريان كان يلمح إلى حملة حفتر في جنوب البلاد سابقا.

وقد كانت إدارة الرئيس الفرنسي من أبرز الداعمين للحملة التي أطلقها خليفة حفتر لمحاربة التشكيلات المسلحة الإرهابية وطردها من ليبيا.

ولا يزال الملف الليبي يشكل مصدر تباين في وجهات النظر بين كل من فرنسا وإيطاليا بشأن كيفية معالجة أحدث جولة من التصعيد في ليبيا.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني الأربعاء إن فرنسا وإيطاليا منقسمتان بشأن السياسة تجاه ليبيا رغم وحدة الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد.

وباتت خطوة المشير تحظى بدعم أكثر من بلد غربي، نظرا لأنها كانت حاسمة من حيث التوقيت في وضع حد لارتهان العاصمة الليبية لمجموعات مسلحة تحكمها المصالح الضيقة التي لا تنسجم مع مستقبل أفضل للبلاد يتماشى مع تطلعات الليبيين.

وتأتي حملة الجيش الوطني الليبي على طرابلس قبيل المؤتمر الوطني الجامع برعاية أممية، لتؤكد أنه لا بديل عن الخيار العسكري بعد أن آلت جميع المبادرات الأممية والإقليمية إلى الفشل دون التوصل إلى تحديد خارطة طريق واضحة المعالم.

وعلى عكس ما تروجه عدة أطراف مناصرة لحكومة الوفاق الوطني ورئيسها فايز السراج ومن خلفه الميليشيات، فإن العديد من التقديرات تؤكّد أن الأزمة الليبية لم تعد قابلة للمساومة أو المزيد من تطويل المفاوضات والمبادرات التي ثبت عجزها عن وجود أي مخارج للأزمة وأن الحالة الليبية لم يعد أمامها سوى حتمية التطورات على الأرض لحسم المسألة وإنهاء الأزمة بصفة تامة.

العرب