أنقرة تستجدي التقارب مع واشنطن رغم خلافاتهما العميقة

أنقرة تستجدي التقارب مع واشنطن رغم خلافاتهما العميقة

واشنطن – يسعى نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استجداء التقارب مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من بوابة “امتداح” قوة العلاقات بين الطرفين على الرغم من خلافاتهما العميقة في قضايا وملفات متعددة بالمنطقة.

وعلى الرغم من أن أزمة شراء أنقرة لمنظومة الصواريخ المتطورة من روسيا لم تهدأ بعد، إلا أن نظام أردوغان يعمل جاهدا للتخفيف من حدة الخلافات مع واشنطن والعمل بوجهين مع الإدارة الأميركية التي لا تبدو متسامحة مع التدخل التركي في الشمال السوري وملف حقوق الإنسان الذي يثير حفيظة المجتمع الدولي في تركيا نفسها.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن “تاريخ العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة أعمق من المشكلات التي تشوب علاقات البلدين في الفترة الحالية”.

ويقول مراقبون إن نظام أردوغان الذي أعاد توتير علاقات بلاده مع الجميع لن ينجح في كسب ود واشنطن من دون تقديم تنازلات كبيرة لإدارة الرئيس ترامب.

وكانت واشنطن قد حذرت بشدة تركيا من “تداعيات خطيرة” لشن أي عمل عسكري في شمال سوريا. كما انتقدت رفض حزب أردوغان للاعتراف بنتائج الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرا في تركيا والتي مني فيها الحزب بخسائر كبيرة في إسطنبول وأنقرة.

وأشار قالن في لقاء نظم بواشنطن إلى “أن روابط الصداقة (بين ترامب وأردوغان) تستحوذ على أهمية بالغة لحل المشاكل العالقة وعرقلة تحول بعضها إلى أزمات”. والإقرار التركي بوجود أزمات يؤكد صعوبة عودة العلاقات مع إدارة ترامب إلى سابق عهدها والذي مرده السياسات المزدوجة للرئيس التركي في الداخل والخارج.

وكان أردوغان قد صرح قبل أيام قليلة بأن بلاده قد تقدم موعد تسليم منظومة إس-400 الصاروخية الروسية المضادة للطائرات والمقرر في يوليو، على الرغم من اعتراضات واشنطن الحادة.

وزار الرئيس التركي موسكو الأسبوع الماضي وأجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا سيما بشأن تسليم منظومة الصواريخ بعد أن خيرت واشنطن تركيا بين الحصول على المنظومة الروسية وطائرات أف-35 التي تريد تركيا أيضاً شراء 100 منها.

وعلقت الولايات المتحدة في بداية أبريل تسليم المعدات الأرضية المتصلة بتشغيل طائرات أف-35 المصممة للتواصل في الوقت الحقيقي مع الأنظمة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك الصواريخ الدفاعية.

وكانت تصريحات مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد والمرشح لمنصب سفير بلاده في أنقرة الأكثر وضوحا في التعامل مع نظام أردوغان حيث قال في 13 أبريل أن تركيا تخاطر بشكل كبير بمشاركتها في برنامج إنتاج طائرات أف- 35، وقد تواجه عقوبات.

ولفت حينها إلى أنه إذا أصرّت تركيا على شراء المنظومة الروسية، فإن الولايات المتحدة لن تبيع لها منظومة الدفاع الأميركية (باتريوت). ويتصاعد الجدل في الآونة الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة بشأن مقاتلات أف-35 ومنظومة أس400- الروسية للدفاع الجوي.

وعلقت الولايات المتحدة في بداية أبريل تسليم المعدات الأرضية المتصلة بتشغيل طائرات أف- 35 المصممة للتواصل في الوقت الحقيقي مع الأنظمة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك الصواريخ الدفاعية. وتبدي الولايات المتحدة قلقا من أن تُستخدم تكنولوجيا أس400- لجمع البيانات التكنولوجية عن الطائرات العسكرية التابعة لحلف الناتو.

ويكثف المُشرّعون الأميركيون الضغط على تركيا ويهدفون إلى فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك لاحتجازهم المواطنين والموظفين الأميركيين وإلى وقف نقل الطائرات المقاتلة من طراز أف- 35 إذا تسلمت أنقرة نظام الدفاع الصاروخي الروسي.

العرب