ندوة بلندن تبحث سبل مجابهة “صفقة القرن”

ندوة بلندن تبحث سبل مجابهة “صفقة القرن”

عقد “المنتدى الفلسطيني في بريطانيا” بالتنسيق مع “منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني” (يوروبال) مساء الأربعاء، ضمن صالونه السياسي الدوري ومع إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ندوة تحت عنوان “صفقة القرن وسبل مواجهتها”، اتفق المتحدثون خلالها على أن الحالة الفلسطينية الراهنة بما تشهده من انقسام حاد دون مستوى مجابهة الصفقة المشبوهة واستحقاقاتها، والتي أشار جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وصهره أنها ستكون جاهزة مع نهاية شهر رمضان.


الدور المطلوب من السلطة يتجاوز التصريحات السياسية إلى ترجمة مواقفها برفض التنازل عن القدس

رئيس “المنتدى الفلسطيني في بريطانيا”، حافظ الكرمي، وجه تحية للمرابطين في القدس وأحيائها في مجابهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً إنهم “يتجرعون المعاناة والتضييق الذي يفرضه عليهم الاحتلال”.

وبين الكرمي أن “مناطق الضفة الغربية المحتلة لا تستطيع القيام بنفس الدور الذي يقوم به المقدسيون لأن الفلسطينيين هناك يجابهون قمع أجهزة السلطة إضافة لقمع سلطة الاحتلال”، مستنكراً “تحرك العالم بأسره بيوم الأرض وسط غياب الصوت الضفاوي في تلك المناسبة”.

أما رئيس الجالية الفلسطينية في بريطانيا، علي الصالح، الذي يشغل صفة عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير، فعقب على ما ذكره الكرمي معتبره مجحفاً بحق أهل الضفة الذين يذوقون ويلات المستوطنين يومياً.

وأكد أن كل ما يُذكر عن “صفقة القرن مجرد تسريبات وبالونات اختبار ولا شيء واضحاً حتى الآن وهم يطلقون تلك التصريحات لقياس رد فعل الشارع العربي”، مذكراً أن “السلطة (الفلسطينية) ترفض مطلقاً إسقاط القدس عن طاولة التفاوض حسب رغبة الإدارة الأميركية”، بل إن السلطة كما قال الصالح “ترفض الجلوس مع الإدارة الأميركية وهي منحازة للاحتلال”.

من جانبه، طالب رئيس حملة التضامن مع فلسطين، كامل حواش، الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بفلسطين كدولة وإقرار حل الدولتين، داعياً القيادة الفلسطينية إلى “التوجه للاتحاد الأوروبي بمواجهة انحياز الإدارة الأميركية ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى سفراء في تلك الدول كجزء من ابتكار أفكار خلاقة بمواجهة ما يشاع عن صفقة القرن”.

السلطة الفلسطينية والعرب والدور المطلوب
وبهذا الصدد اعتبر الكرمي أن “الدور المطلوب من السلطة يتجاوز التصريحات السياسية إلى ترجمة مواقفها برفض التنازل عن القدس لخطة عمل تفعّل على أرض الواقع”، مستهجناً تقصير الدول العربية في دعم صمود المقدسيين وتقديم التبرعات لهم والتوعية بقضيتهم.

وبخصوص هذا الدعم، أوضح الصالح أن الأمل في الدول العربية “أصبح مفقوداً بشكل تام وخصوصاً ونحن نشهد التواصل العربي مع الإسرائيليين باستمرار ومنهم النظام المصري الذي لا يمكن الوثوق به في دعم غزة وهو أول المتصالحين مع الاحتلال”، مشيداً في المقابل بدور ماليزيا وإندونيسيا وبعض الدول الأخرى.

مسيرات العودة
وبخصوص الوضع بغزة، نوه الكرمي إلى “معركة النفس الطويل التي خاضها الفلسطينيون في مسيرات العودة التي انطلقت في ظروف غاية الصعوبة وهذا النبض الحي في الشعب الفلسطيني منذ هبة (موسم) النبي موسى في 1919 وحتى الآن خير سلاح بمجابهة الأفكار المطروحة من ترامب بما يُعرف بصفقة القرن”. وشدد على أن مسيرات العودة ساهمت بإعادة القضية الفلسطينية على مقدمة الأجندة العربية.

وفي معرض رد الصالح على سؤال مدير الندوة الإعلامي والناشط زاهر البيراوي عن سبب عدم وجود مسيرات تضامنية مع مسيرات العودة في الضفة الغربية؟ علل ذلك باختلاف الظروف التي يجابهها الفريقان، محذراً من فقدان مسيرات العودة زخمها في حال حصول تهدئة ولكن “حينها سيكون شحذ همم الناس صعباً”.

وتابع قائلاً: “حتى الآن إسرائيل لم تقدم شيئاً لغزة فالمزارع والصياد وغيرهما لا يأمنون الاحتلال فأين هي التهدئة أليس الواجب أن تكون من الطرفين؟”، واستدرك الصالح حول الضفة بالقول إنها “مقصرة جداً بسبب ارتباط الناس بالقروض وقد يكون هناك دور للواقع الأمني إضافة لعامل رئيس وهو ملل الناس”.

في المقابل أكد حواش أن “الغرب تفاعل مع مسيرات العودة لكونها كانت في البداية شعبية والإشكال وقع عندما تدخلت الفصائل بها”، مبيناً أن هذه “المسيرات حول العودة ساعدتنا بالتذكير بحق العودة إضافة لأن البطش الذي مارسه الاحتلال مع مسيرات العودة وتحديداً بحق المسعفين مثل رزان النجار والصحافيين مثل ياسر مرتجى، أعطى المظاهرات بعداً إنسانياً كبيراً، ولكن لم يستثمر بشكل كاف ولَم يوثق قانونياً وإعلامياً لإدانة الاحتلال بشكل مناسب”.

وشهدت الندوة اعتراض الصالح على اعتبار البيراوي حركة “فتح” غير منخرطة في مسيرات العودة، مؤكداً حضورها في المظاهرات مذكراً بالتصريح السابق للقيادي بحركة “حماس”، صلاح البردويل، حول مسيرات العودة وأن نصف الشهداء من حماس، معتبراً هذا التصريح مضراً بشكل كبير بتلك المسيرات. وبهذا الخصوص ذكر الكرمي أن “هناك غرفة تنسيق مشتركة للفصائل تخطط لمسيرات العودة بشكل يفتخر به”.

سبل تعزيز الوحدة الوطنية
وفيما يتعلق بمواجهة “صفقة القرن” رأى الصالح أن الدور الفلسطيني في بريطانيا ينحصر ابتداءً بتوحيد الجهد الفلسطيني، داعياً لمؤتمر لبحث سبل تعزيز العمل الفلسطيني في المملكة المتحدة. وقال الصالح إن “الجالية الفلسطينية في بريطانيا حالياً مريضة للأسف”.

أما حواش فشكر “مبادرة المنتدى الفلسطيني” بالدعوة للمؤتمر وتنظيمه داعياً الجالية التي يرأسها الصالح لاستضافة المؤتمر القادم. حافظ الكرمي رأى أنه لا يوجد شيء يختلف عليه من ينشطون لصالح القضية الفلسطينية في بريطانيا، داعياً “لمجابهة اللوبي الإسرائيلي بقوة كما هو يفعل في مجابهتنا”، مذكراً بتجربة المنتدى بهذا الصدد من خلال لجنة تضم شخصيات فلسطينية مستقلة.

الجدير بالذكر أن هذه الندوة جزء من برنامج دوري لصالون سياسي يحرص “المنتدى الفلسطيني” بالتعاون مع “منتدى التواصل الفلسطيني الأوروبي” على تنظيمه بين حين وآخر لصالح الجالية الفلسطينية والمتضامنين معها في بريطانيا.

العربي الجديد