ديفد هيرست: بحظره جماعة الإخوان.. ترامب يدعم الدكتاتوريين

ديفد هيرست: بحظره جماعة الإخوان.. ترامب يدعم الدكتاتوريين

في تعليقه على عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، كتب رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي ديفد هيرست أن المعركة لوقف هذا الحظر ليست بشأن كون الإسلام السياسي أمرا جيدا أو سيئا، بل بشأن حماية الديمقراطية داخل الوطن وخارجه.

وقال هيرست إن ترامب لا يتأثر بالدكتاتوريين ولا يشعر بالحرج مما يفعلونه ولا يحظى بتأييدهم لرغبته في بديل موثوق به، فهو يدعم الدكتاتوريين لأنه يوافقهم، وسياساته وسياساتهم منسجمة إلى حد كبير.

وأضاف أنه بعد نشر تقرير مولر، بدأ ترامب يظهر على حقيقته، حيث لم يعد يعتقد أن رئاسته مصيرها الفشل وبات يتطلع إلى ولاية ثانية بثقة. ولا يمكن لأحد أن يتهمه بصنع سياسة تعتمد على تويتر عندما يتعلق الأمر بتصنيفه المرتقب لجماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، وهو ما أشير إليه يوم الاثنين الماضي.

فقد جاء ذلك بعبارات واضحة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 على لسان مستشار السياسة الخارجية آنذاك وليد فارس، المنظّر السابق لمليشيا مسيحية لبنانية ارتكبت جرائم حرب خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بالإضافة إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفسخ الاتفاق النووي مع إيران.

وقبل ذلك بوقت طويل -كما يشير الكاتب- اتهم ترامب الرئيس السابق باراك أوباما “بتمويل الربيع العربي” عندما قال في تغريدة له في فبراير/شباط 2012 إن “ميزانية أوباما تمول الربيع العربي بـ800 مليار دولار، والإخوان المسلمين في مصر بـ1.3 مليار دولار في شكل معونة عسكرية. فهو يحب الإسلام المتطرف..”.

ويرى هيرست أن من الخطأ الاعتقاد بأن ترامب كان منخرطا في نوع من رياضة شعبية قبل وصوله إلى السلطة، فهو رجل صادق في كلمته، وهنا المشكلة لأنه لم يتبق أحد ليروضه.

وكان حظر جماعة الإخوان المسلمين جزءا لا يتجزأ من الثقل الذي نقله وزير الخارجية مايك بومبيو إلى السلطة، وكعضو في الكونغرس فقد شارك في رعاية مشروع قانون لحظر الجماعة عندما قال لفرانك غافني -أحد قادة الإسلاموفوبيا في أميركا- “توجد منظمات وشبكات هنا في الولايات المتحدة مرتبطة بالإسلام المتطرف بوسائل عميقة وأصولية”.


ترامب يدعم الدكتاتوريين لأنه يوافقهم، وسياساته وسياساتهم منسجمة إلى حد كبير

تأجيج التطرف
وهذه ليست موجودة فقط في أماكن مثل ليبيا وسوريا والعراق، بل في أماكن مثل مدينتي كولدووتر وكنساس وبلدات أخرى منتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

كما كانت الجماعة الهدف من مشروعي قانونين أعاد تقديمهما السناتور تيد كروز وماريو دياز بالارت في الشهر نفسه الذي تولى فيه ترامب، يطالبان وزارة الخارجية بإبلاغ الكونغرس عما “إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تستوفي معايير التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية”. وبناء على هذا، فهذه ليست مفاجأة كبيرة أن حظر الجماعة كان قد أشير إليه بقوة في السابق.

ومن المحتمل -كما يقول هيرست- أن يكون هذا القرار هو الأخطر والأكثر ترابطا منطقيا مما سيكون ترامب قد اتخذه حتى الآن، فيما ثبت بالفعل أنها أكثر رئاسة تدميرية في تاريخ أميركا الحديث.

وفي المقابل، أشار الكاتب إلى عدم تبني وكالة المخابرات المركزية “سي آي أي” والمخابرات البريطانية “أم آي 6” توجه ترامب نفسه في حظر جماعة الإخوان، وأن رسالتهما كانت واضحة وهي أن حظر الجماعة سيؤجج التطرف ولن يبعده.

وأشار هيرست إلى من وصفهم بحلفاء ترامب غير الطبيعيين، وأنه بعد تقرير مولر انفلتت مكابح ترامب، وأحد أسباب ذلك هو أن حظر الجماعة يلقى ترحيب تحالف حقيقي من دعم إقليمي تتصدره السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل.

وختم هيرست مقاله بأن ترامب يبعث رسالتين بحظره لجماعة الإخوان المسلمين: الأولى إلى قاعدته من القوميين البيض المعادين للمسلمين يقول لهم فيها “تقدموا، اطمسوا الفوارق، الإسلام الراديكالي المعروف أيضا باسم الإخوان المسلمين، المعروف أيضا باسم أي مسلم يكرهنا. أنت تجعلون أميركا عظيمة باستصغار المسلمين الأميركيين”.

والرسالة الثانية للعرب عموما هي “الديمقراطية لا تصلح، اللاعنف لن يجديكم نفعا، المظاهرات السلمية للواهمين، أمامكم خياران: الرضوخ للدكتاتورين الذين سيفقرونكم ويوهنون دولتكم أو الانضمام إلى تنظيم الدولة. الخيار لكم، إما التعذيب بأيدي قواتكم الأمنية أو أنحركم بيدي”.

المصدر : ميدل إيست آي