المقاومة في غزة.. قدرات نوعية وحاضنة شعبية رغم الحصار والحروب

المقاومة في غزة.. قدرات نوعية وحاضنة شعبية رغم الحصار والحروب

بعد موجة تصعيد اعتبرها مراقبون الأعنف منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، أظهرت خلالها المقاومة الفلسطينية “قدرات نوعية” في مواجهة العدوان؛ يطرح كثيرون سؤالاً مهماً: متى ستقع الحرب المقبلة؟
ويعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ الإعلام في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر أن “المعركة لم تنته بعد، وأن جولة التصعيد -وربما الحرب- المقبلة أقرب مما نتصور”.

وقال أبو عامر للجزيرة نت إن المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل أدركت ما تمتلكه المقاومة في غزة، وخطورة الاستمرار في جولة التصعيد الحالية وتطورها إلى حرب واسعة، ولذلك تجاوبت مع جهود التهدئة، التي يرجح أنها لن تطول كثيراً.

وأضاف أن إسرائيل أدركت أنها ليست الوحيدة في الميدان، وأن لدى فصائل المقاومة قدرات من حيث “الكم والنوع” ما يؤهلها إلى إيلام إسرائيل وتوجيه ضربات موجعة لها.

وأكد أبو عامر أن هناك تطوراً نوعياً ملحوظاً لدى المقاومة في غزة، يمكن ملاحظته من خلال نقاط محددة، وهي: القذائف الصاروخية التي استخدمتها خلال يومي التصعيد الأخيرين، حيث ثبت أنها أكثر قوة تدميرية وأطول من حيث المدى والمسافة التي تصلها، بخلاف جولات التصعيد الماضية، وهو ما ثبت من خلال النتائج المترتبة عليها، ولم تستطع إسرائيل إخفاءها من حيث الأثر التدميري وسقوط القتلى في مدن مهمة كالمجدل وأسدود.

وثانياً -والحديث لأبو عامر- أظهرت المقاومة في غزة امتلاكها قوة ردع مؤثرة باستخدامها صواريخ “الكورنيت”، وتحديد أهدافها بدقة، وإيقاع القتلى في تلك الأهداف دون عن غيرها.

ويشير أبو عامر بذلك إلى التسجيل المصور الذي بثته غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، ويظهر صاروخ كورنيت يستهدف سيارة عسكرية إسرائيلية، في الوقت الذي كانت قادرة على استهداف قطار وسيارات نقل كانت تمر في المكان لحظة الاستهداف.

وهذه هي المرة الثانية التي تبث فيها غرفة العمليات المشتركة مقطعا لصاروخ كورنيت، وكانت المرة الأولى عند استهدافها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عدداً من جنود الاحتلال شرق مخيم جباليا، وإيقاع قتلى وجرحى.

وقال أبو عامر إن هذه العمليات التي تستخدم فيها المقاومة صواريخ موجهة بدقة عالية تبث الرعب في الأوساط الإسرائيلية حول ما أصبحت المقاومة تمتلكه من إمكانات قادرة على استهداف الآليات العسكرية على الحدود مع غزة في كل وقت.

كما أشار أبو عامر إلى المسار الإلكتروني للمقاومة الفلسطينية في غزة، وهو ما أظهره إعلان إسرائيل عن إحباطها هجمات إلكترونية عبر قصفها مواقع تستخدمها المقاومة لهذا الغرض، مما يؤشر إلى أن إسرائيل بكل ما تملكه من قدرات استخباراتية وعسكرية لم تنجح تماماً في ملاحقة المقاومة وتحجيم قدراتها وسعيها لتطوير إمكاناتها.

قدرات نوعية
ويتفق مدير معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية إبراهيم المدهون مع أبو عامر، على أن هناك تطوراً نوعياً في أداء المقاومة الفلسطينية، أظهرته عدة مستويات تتعلق بنوعية العمليات، وقدرتها الاستخباراتية، ومدى صواريخها ودقتها في إصابة أهدافها.

وقال المدهون للجزيرة نت إضافة إلى كل ذلك، أعطت كثافة النيران وقدرة المقاومة على إطلاق مئات الصواريخ رغم الطيران الإسرائيلي في أجواء غزة على مدار الساعة، تفوقاً نوعياً للمقاومة، مما تسبب في إرباك الاحتلال الإسرائيلي، وكبحه عن التفكير في عملية واسعة في غزة مثل ما حدث في 2014، وأن نتائجها ستكون مكلفة جداً على جنوده ومستوطنيه.

ويعتقد المدهون أن التهدئة قد لا تطول كثيراً، وما تم التوصل إليه ليس نهائياً، استناداً إلى تجارب سابقة مع المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ التفاهمات.

وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم للجزيرة نت إن جولة التصعيد الأخيرة مثلت واحدة من حلقات صراع الإرادات بين المقاومة والاحتلال، انتصرت فيه إرادة الشعب الفلسطيني الذي يشكل حاضنة لمقاومته.

وأكد أن الوحدة الميدانية والسياسية للمقاومة والأداء الموحد عبر غرفة العمليات المشتركة شكلت رافعة حقيقية لمطالب الشعب، وأسهمت في تحقيق هذا الإنجاز الوطني، عبر رضوخ الاحتلال مجدداً.

وشدد قاسم على أن الحاضنة الشعبية للمقاومة رغم جرائم الاحتلال شكلت واحدة من أهم عوامل الصمود والقدرة على المواصلة.

الجزيرة