ليلة “عراقية -إيرانية- أمريكية” متأهبة بفعل معلومة خاطئة من العراق

ليلة “عراقية -إيرانية- أمريكية” متأهبة بفعل معلومة خاطئة من العراق

من هي الجهة التي استهدفت الناقلات في الخليج؟ قال مراقبون خليجيون أن إيران قد تكون قد أطلقت أول إشارات حرب إقليمية باستهداف سفن راسية قريبا من ميناء الفجيرة وإنها سعت بذلك للرد على الضغوط الأميركية المتزايدة التي تستهدف تخليها عن مشروعيها النووي والصاروخي وأن تتوقف عن تهديد الأمن الإقليمي. ولكن ليس كل ما يقال من قبل المراقبون يصيب كبد الحقيقة.

 عمومًا، وإزاء هذا الاستهداف الذي يمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى في المنطقة ومنها العراق، أصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، يوم الأحد، بيانا، دعت فيه مواطنيها إلى عدم السفر للعراق.ونصحت السفارة في البيان جميع مواطنيها بضرورة التزام اليقظة، في ظل التوترات المتصاعدة في العراق.وقال البيان إن “الإجراءات التي يتعين اتخاذها هي “لا تسافر إلى العراق” و”تجنب التواجد في أماكن التجمعات”، و”عدم لفت الأنظار” و”الانتباه إلى ما يحيط بهم”.

وما زاد من حالة التأهب الامريكي في العراق، بأن الامريكيون حصلوا على معلومات بعض العراقيين تفيد بأن -هذه الليلة-أي فجر اليوم سوف تتعرض المصالح الأمريكية في العراق إلى اعتداءات من قبل حلفاء إيران، وبناء على هذه المعلومات اتصلت الإدارة الامريكية مع القيادة السياسية العراقية للوقوف على صحة تلك المعلومة. وبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية، أن المعلومات التي وصلت للسفارة الأمريكية في العراق وبدورها أوصلتها لواشنطن معلومات خاطئة وليس أي أساس من الصحة. وإن كانت وقعت بعض الإعمال فهي بجوهرها بسيطة وليس من قبل حلفاء إيران وإنما من جهات أخرى تسعى إلى تفجير الوضع الأمني والعسكري بين واشنطن وطهران.

وإزاء هذه المعلومة خاطئة قامت الحكومة الإتحادية وحكومة إقلبم كردستان العراق بوضع حماية مشددة على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في العراق سواء على السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية الأمريكية في إقليم كردستان والبصرة، وحماية كل المصالح الأمريكية في العراق، لأن حماية تلك المصالح يقع على عاتق مسؤولية الحكومية العراقية استناد إلى اتفاقيات فيينا التي تنظم عمل البعثات والهيئات الدبلوماسية.

فرئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي طمأن واشنطن بأن الوضع العراقي مستقر وبأنه لا يقبل المساس بالمصالح الأمريكية في العراق، فهو يسعى عبر الطرق الدبلوماسية إلى تبريد الصراع بين واشنطن وطهران، كي لا تسير الأمور نحو المجهول، وأن لا يقع الدولتان في الشرك الدسائس التي تحاك ضدهما لإشعال حربًا إقليمية في المنطقة، وبنفس الوقت يرفض عادل عبدالمهدي المساس بأمن وسيادة العراق، وبأن العراق ليس مكانًا كي يصفي الخصوم حساباتهم على أرض بلاده.

 ومن الجانب الإيراني، ولكي لا تنزلق الأمور إلى حافة الهاوية بين واشنطن وطهران في العراق والمنطقة، فإن حلفائها بالعراق التزموا بأقصى قواعد ضبط النفس، والسؤال المشروع الذي يُطرح في هذا السياق: من تلك الجهة المسؤولة في تمرير تلك المعلومة الخاطئة، لتعكير فجر العراق وإيران ومساء واشنطن، وتضع تلك الدول في حالة تأهب قصوى إلى أي فعل وردة فعل،  ولكن حقيقة الأمر تفيد ، بأنه بعد قليل سيبزغ الفجر ومن ثم ينبلج الصبح ليبدأ العراق بيوم جديد بعيدًا عن أي تصعيد أمريكي-إيراني على أرضه. ذات يوم قال الشاعر العراقي مظفر النواب “الليل عديم الطعم بدون هموم” ولكن يبدو مع التقاطعات والتناقضات السياسة في المنطقة، أن “الليل عديم الطعم بدون دسائس”.

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية