معهد واشنطن يسيطر على ملفات سياسة ترامب بالشرق الأوسط

معهد واشنطن يسيطر على ملفات سياسة ترامب بالشرق الأوسط

نادرا ما يتحدث جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمشرف على الفريق المكلف بملف السلام في الشرق الأوسط، إلا أنه اختار الحديث في الثاني من مايو/أيار الحالي في لقاء نظمه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لما للأخير من نفوذ داخل إدارة ترامب.
وحاور كوشنر مديرَ المعهد روبرت ساتلوف بشأن تفاصيل خطة السلام الأميركية المزمع الإعلان عنها الأسابيع القادمة.

وعلى الرغم من اختيار الكثير من خبراء السياسة الخارجية تجنب الانضمام لإدارة ترامب في أيامها الأولى، يختلف الوضع الآن بعدما طَبعت الكثير من الدوائر البحثية المحافظة وإلى حد ما الليبرالية، وعرف الكثير من الخبراء والباحثين طريقهم لإدارة ترامب.

تقاسم النفوذ
ولا يتفوق أحد على مؤسسة هيريتغ المحافظة التي استعان ترامب ووزراؤه بعشرات من خبرائها في مختلف الوزارات. وأما ملفات الشرق الأوسط فيبرز معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بوصفه مصدرا رئيسا لعدد من الشخصيات التي شغلت مناصب قيادية، سواء في البيت الأبيض أو الخارجية، أو مجلس الأمن القومي أو وزارة الدفاع (بنتاغون) أو الكونغرس.

ولا يعرف عن معهد واشنطن -الذي تأسس عام 1985 وخرج من عباءة لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي- انتماء للحزبين الديمقراطي والجمهوري، وخدم الكثير من باحثي المعهد بإدارات أميركية مختلفة في الماضي، ومن أهم باحثيه الذين خدموا في ملفات الشرق الأوسط يبرز اسمان لهما باع طويل وهما مارتن إنديك ودينيس روس.

ويضم المعهد حاليا عددا من كبار المسؤولين والعسكريين الإسرائيليين السابقين مثل العميد أساف أوريون، ومايكل هيرتسوغ. ويقول المعهد على موقعه الإلكتروني إن مهمته تتمثل بجلب المعرفة للتأثير على صنع السياسة الأمريكية بهذه المنطقة الحيوية من العالم، وخدمة مصالح الولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

أندرو تابلر
هنأ مدير معهد واشنطن الأربعاء الماضي الباحث تابلر المتخصص في الشأن السوري على اختياره مديرا للملف السوري بمجلس الأمن القومي، وقال “نشعر بالفخر للاستعانة بخبراء المعهد لشغل مناصب عليا في عملية صنع القرار داخل الحكومة الأميركية.

وانضم تابلر للمعهد عام 2009، وقبل ذلك قضى 14 عاما في سوريا والشرق الوسط حيث عمل صحفيا وباحثا، وسمح له ذلك بمقابلة أهم الشخصيات الفعالة بالمنطقة، ومنهم شيمون بيريز وياسر عرفات ورفيق الحريري وفؤاد السنيورة وأسماء الأسد.

وألف كتاب “في عرين الأسد.. شهادة شخصية صراع واشنطن حول سوريا” عام 2011 عن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا. وسيشرف تابلر من خلال عضويته بمجلس الأمن القومي على تطبيق سياسة واشنطن تجاه سوريا، ومواجهة ما تبقي من تنظيم الدولة الإسلامية، والبحث عن حل دبلوماسي للأزمة السورية، ومواجهة النفوذ الإيراني في ذلك البلاد.

جيمس جيفري
قبل تعيين تابلر، اختار وزير الخارجية مايك بومبيو في أغسطس/آب الماضي جيفري ممثلا خاصا للملف السوري، والأخير باحث بمعهد واشنطن وسفير سابق في تركيا والعراق، وعبر مدير المعهد ساتلوف آنذاك بأن “الوزير بومبيو يستحق الإشادة الكاملة لخلق هذا المنصب المناسب لمهارات جيفري”.

وقبل انضمامه للمعهد، عمل جيفري كذلك مساعدا لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن. ومن أوراقه البحثية الرئيسية التي أكملها أثناء عمله بالمعهد منذ 2012 ورقة بعنوان “نحو سياسة أميركية جديدة تجاه سوريا” وذلك قبل شهر من بدء مهامه بالخارجية.

دانيال غرين
اختير في مارس/آذار الماضي لمنصب مساعد نائب وزير الدفاع للشؤون الإستراتيجية ونشر القوات بالخارج بعدما عمل بمعهد واشنطن منذ 2011، وكان يركز في أبحاثه على دراسات مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية بالشرق الأوسط ووسط آسيا.

واهتم الباحث في كتاباته بشكل كبير بمكافحة تنظيم القاعدة وحركة طالبان والعمليات الخاصة ضد الجماعات “الإرهابية”. وخدم دانيال سابقا في الجيش الأميركي بالعراق وأفغانستان.

ديفيد شانكر
اختير مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وهو أرفع منصب بالوزارة من حيث التعامل والإشراف على ملفات المنطقة، وعمل شانكر في عدد من الوظائف الحكومية بالبنتاغون في إدارات رؤساء جمهوريين وديمقراطيين.

وأشرف على برنامج الدراسات العربية بمعهد واشنطن منذ عام 2006، وله كتب عن العراق والأردن والقضية الفلسطينية.

إريك تريغر
انضم هذا الباحث المتخصص في شؤون جماعة الإخوان المسلمين بمعهد واشنطن إلى لجنة الفريق العامل بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في مارس/آذار 2017، ثم انتقل للعمل مع رئيس لجنة القوات المسلحة بالمجلس السيناتور جيمس أنلوف مع بداية العام.

واشتهر بالهجوم على جماعة الإخوان المسلمين المصرية، إلا أنه حذر من مغبة محاولة تصنيفها ضمن الجماعات “الإرهابية” خشية أن يؤدي أي تحقيق حكومي أميركي إلى تبرئة الجماعة من الجنوح للعنف.

المصدر : الجزيرة