التسويق الإلكتروني.. سلاح “الماركات” التركية لغزو الأسوق الخارجية

التسويق الإلكتروني.. سلاح “الماركات” التركية لغزو الأسوق الخارجية

ساعد التسويق الإلكتروني على انتشار العلامات التجارية التركية عبر العالم، بالاعتماد على التطبيقات والخدمات الذكية التي أوصلت منتجات تلك الشركات إلى منازل المستهلكين.

وساهم هذا التسويق في صناعة “السمعة” التي تتمتع بها العلامات التجارية التركية، خاصة في مجالات النسيج والمواد الغذائية والصناعات الطبية ومستحضرات التجميل.

ونشط التسويق الإلكتروني في جذب الباحثين عن الطب التكميلي والعلاج البديل والمستثمرين في أسواق العقارات وصناعة الحلال التي غدت تركيا من أهم مواطن علاماتها التجارية المسجلة.

وتشير المعطيات الرسمية التركية إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شركة تملك علامات مسجلة تسوّق منتجاتها خارج البلاد، من بينها 150 شركة تدير فروعا لها حول العالم.

ويقول يشار سونماز أستاذ التسويق في جامعة يدي تبي إن هذه الشركات تعتمد التسويق الإلكتروني لتحقيق مكاسب تتعلق بالانتشار وتوفير نفقات الترويج وإدارة المخازن ومراكز العرض، ونقل البضائع الذي لا يتم إلا بعد البيع وضمان الربح من المنتجات.

ويضيف سونماز في حديثه للجزيرة نت أن الشركات التركية تضع ملف التسويق الإلكتروني الخارجي نصب عينيها عند إبرام العقود ومنح الوكالات وصناعة الإعلانات التجارية للمنتج، فضلا عن توفير منتجات تناسب البيئات المختلفة عالميا.

ويعتقد الأكاديمي التركي أن صناعة العلامة التجارية التركية نفسها تأخذ قدرة هذه العلامة على الانتشار خارج البلاد في الاعتبار عند تصميمها، موضحا أن ذلك ساهم إلى حد كبير في نجاح الشركات التركية في المنافسات الخارجية.

تحفيزات
يقول المختصون إن الكثير من الشركات تلجأ اليوم إلى التشجيع على جذب “الإحالات” لتوفير بعض نفقات التسويق، بمعنى أن من يشتري منتجا من خلال تطبيق شركة معينة سيجد أمامه دعوة تحفيزية لمشاركة التطبيق مع أصدقائه للحصول إما على حسم خاص على مشترياته اللاحقة، أو الحصول على مبلغ يضاف إلى رصيده يتمتع به في فاتورته التالية، أو أن تقوم الشركة بتوزيع قسائم حسم على المشتريات من خلال تطبيقها أو موقعها على الإنترنت.

وبحسب المختص في التسويق الإلكتروني رياض سامر، فإن هذه النماذج التسويقية تظهر بوضوح في تجارب التسويق الإلكتروني لدى متاجر مثل “مودانيسا” و”هيبسي بورادا” التركيين العملاقين وغيرهما.

ووفقا لرياض سامر، فإن تقنيات بسيطة مثل اتباع نظام الإحالة كفيل بخفض الميزانيات الإعلانية إلى حدها الأدنى، وتسريع نمو الشركة وانتشارها محليا وعالميا، لأنها تركز على مشاركة الزبائن في عملية التسويق.

ويشير إلى أن بعض المختصين يطلقون على هذه التقنيات اسم “تقنيات استسراع النمو” ( (Growth Hacking).

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن عبارة “صنع في تركيا” بات لها مفعول السحر في أذن المتلقي، بفضل سمعة المنتجات التركية عالميا.

الانفجار التسويقي
ودفع النشاط في التسويق الإلكتروني كثيرا من الشبان العرب إلى العمل في مجاله، فظهرت في تركيا المئات من منصات التسويق التي ينتسب لها أولئك كحواضن للتدريب والترويج والعمل الحر.

لكن حدودا ضئيلة ما زالت تفصل بين من يحترف التسويق الإلكتروني كمهنة جادة وبين من يتعاطاه كـ”موضة أو برستيج”.

ويقول سامر إن العمل في مجال التسويق الإلكتروني يصبح مجديا بطريقين: أولهما التسويق لأعمال الغير والذي يشمل التسويق الشبكي أو الهرمي والتسويق بالعمولة. أما الطريق الثاني للتسويق الجاد فيقول إنه يأتي من التسويق للأعمال الخاصة ويمكن أن يمارسه أي فرد أو شركة تجارية.

وتمثل التجربة الشخصية لرياض سامر نموذجا لافتا لعمل المسوقين الإلكترونيين، فقد اختار هذه المهنة بعدما أعد منتجا رقميا ونجح في تحقيق أرباح كبيرة منه بعد بيعه في السوق الإلكتروني، ليقرر بعدها احتراف هذا المجال الذي أصبح مهنته الوحيدة التي يصفها بأنها تدر عليه دخلا مقنعا.

وإلى جانب كون التسويق الإلكتروني فعالا من حيث قدرته على الوصول للزبائن بقنوات وطرق شتى، فإن رياض سامر يرى أن القليلين فقط يتعاملون معه بجدية كافية.

ويقول “ما أكثر من يستسهل الحديث عن كونه خبيرا أو مختصا في التسويق الإلكتروني على قلة بضاعته وضعف خبرته الحقيقية فيه”.

المصدر : الجزيرة