أعمال الشغب بإندونيسيا.. هل يقف وراءها طرف ثالث؟

أعمال الشغب بإندونيسيا.. هل يقف وراءها طرف ثالث؟

طلب مرشح المعارضة الإندونيسية الخاسر في الانتخابات الرئاسية وزعيم حركة “إندونيسيا العظمى” برابوو سوبيانتو، من المحتجين في شوارع جاكرتا التوقف عن التظاهر، مبرئا ساحة حزبه وتياره المعارض من أي تورط في أعمال عنف.

كما طالب السلطات الأمنية -في ثالث خطاب له خلال يومين- بضبط النفس، داعيا الجميع إلى الاهتمام بما بقي من أيام رمضان ولياليه.

وكانت المظاهرات وسط العاصمة تجددت مساء اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي أمام مقر هيئة مراقبة الانتخابات.

وبعد انسحاب جموع من المحتجين المعارضين، تقدمت مجموعات مجهولة لم ترفع شعارات لأي من المنظمات الشعبية أو التيارات السياسية المعروفة، لتشتعل المواجهات مرة أخرى، فيما واجهت الشرطة شغب المحتجين بإطلاق القنابل المدمعة.

قتلى وجرحى
جاء ذلك بعد ساعات من مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو مئتين آخرين في أحداث عنف ليلة فجر الأربعاء، ولم يتأكد بعد على وجه الدقة العدد النهائي للقتلى والجرحى بسبب استمرار الاحتجاجات وتعدد المستشفيات التي نقلوا إليها.

واتسعت دائرة الاحتجاج لتشمل مدينة بونتياناك على الساحل الغربي لجزيرة بورنيو وكذلك مدينة ميدان عاصمة إقليم سومطرا الشمالية، مما دفع وزارة الإعلام الإندونيسية إلى الإقدام على وقف خدمات إرسال المواد المصورة والصوتية عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي أول تصريح للرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، حذر مثيري الشغب وأمر بردعهم بحزم بحسب القانون، قائلا “الوضع ما زال تحت السيطرة وعلى المواطنين ألا يقلقوا، وإنني أدعو إلى أن نعيد لوحدتنا وثاقها ولوطننا تماسكه”.

في المقابل، كرر زعيم حزب حركة إندونيسيا العظمى المعارض والمرشح الخاسر في الانتخابات “تأييده لكل من يسعى للتمتع بكل الحقوق الدستورية، مع الالتزام بالأخلاق الكريمة والسلم ومن دون عنف في الممارسة السياسية الوطنية في بلدنا”.

طرف ثالث متهم
وكان المفوض العام للشرطة تيتو كارنافيان من أوائل من تحدثوا عن الفرق بين المحتجين السلميين الذين يرفضون نتيجة الانتخابات الرئاسية، وبين جموع المحتجين الذين أشعلوا أحداث العنف قبيل منتصف ليل الأربعاء، وكرروا ذلك ليلة الخميس.

وهذا ما أكده أيضا الجنرال المتقاعد مولودوكو كبير موظفي الرئاسة الإندونيسية، مشيرا إلى أن الحكومة تشك في وجود طرف ثالث لم يكشف عنه يريد إحداث توتر في المشهد السياسي عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية.

وتحدث شهود عيان للجزيرة نت عن مشهد لافت لتشكيلات المحتجين وعدم وضوح توجهاتهم ومنظماتهم المجتمعية التي عادة ما ينتمي إليها معظم المتظاهرين في الاحتجاجات المعلنة هدفها وزعاماتها.

يحدث هذا في ظل غياب معظم قيادات المعارضة عن الساحة الاحتجاجية خلافا للاحتجاجات التي وقعت خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي شهدت حضورا لعشرات من الشخصيات السياسية والدينية في الحراك الشعبي المعارض الذي أسقط حاكم جاكرتا الأسبق.

مقتل محتجين
وأثار مقتل محتجين في هذه المظاهرات موجة من الغضب والجدل بين عامة الناس وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين الضحايا فرحان شافيرو الذي قال والده إن ابنه قتل عندما اخترقت رصاصة حية رقبته فجر الأربعاء.

وحمّل والد الشاب القتيل الحكومة المسؤولية عن مقتل ابنه البالغ من العمر 31 عاما، قائلا إنه يطالب الرئيس جوكو وعددا من المسؤولين الذين حوله بتحمل المسؤولية عما وقع لابنه الذي ترك وراءه زوجته وطفلين.

يذكر أن حضور الرصاص الحي في المواجهات خلال الاحتجاجات أمر نادر الحدوث في إندونيسيا ما بعد التحول السياسي عام 1998، بل إن سقوط ضحايا في موسم انتخابات قد يكون الأول من نوعه بهذا العدد والسياق منذ 21 عاما.

وكانت شبكة فيفا الإعلامية أشارت في تقرير لها مساء الأربعاء إلى أن جموعا من المحتجين حرقوا حافلتين للشرطة في منطقة سليبي غرب جاكرتا، وأوقفوا سيارة للشرطة تحمل ذخيرة تضم رصاصا حيا ومطاطيا وفارغا حسبما نقل موقع الشبكة الإخبارية.

المصدر : الجزيرة