الاغتيال السياسي:محطات تاريخية

الاغتيال السياسي:محطات تاريخية

GF
يعد الاغتيال ظاهرة تاريخية يرتبط بالمجتمعات البشرية، قديم قدم السياسية، ارتبطت تاريخيا بفرقة الحشاشين الباطنية Hashshashin، التي ظهرت بين القرنين الثامن والحادي عشر، والتي تنتمي إلى الطائفة الإسماعلية التي اتخذت من بلاد فارس مقرا لها، وقامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم والدقة ضد الصليبين والعباسيين والسلاجقة.
وتعد الجماعات السرية والعصابات والأقليات القومية أول من استخدم الاغتيال وسيلة لتحقيق اغراضهم، لأسباب ودوافع كثيرة متنوعة منها القضاء على المنافسين للاستيلاء على السلطة في الدولة، او استخدام سلطة الدولة للقضاء على التهديدات المتصورة للأمن من قبل جماعات معارضة، وتستخدمه الجماعات المتمردة التي تسعى إلى تعزيز مواقفها ضد السلطة، وكذلك الحال بالنسبة للإرهابيين الذين يؤمنون بدوافع فكرية، وبالتالي فان الأساليب والأسلحة والمبررات السياسية قد تتغير خلال المراحل التاريخية ولكن مبادئ الاغتيال السياسي هي ذاتها على الدوام.
ويمكن تعريف الاغتيال السياسي على إنه القتل عمدا وغدرا لشخصية عامة، لأسباب سياسية أو فكرية أو دينية أو طائفية، ويعرفه السيد جورج باركس رئيس فرع القانون الدولي والشؤون الدولية في الجيش الامريكي، بأنه “جريمة قتل شخص مستهدف لأغراض سياسية.” وبالرغم من ان الاغتيال عموما يطال شخصيات سياسية، فان العديد من الضحايا لم يكونوا ذو مناصب سياسية عامة او مكانة مرموقة، إذ اريد ببعض حوادث الاغتيال، ان تلهب الاجواء العامة وتكون سببا للتحريض والثورة.
وبشكل عام تكون الاغتيالات السياسية، على درجة عالية من التخطيط والتنظيم والدقة في اصابة الهدف، ولمواجهة هذه الظاهرة في حال تكرارها، بحيث تصبح احد اشكال العنف السياسي، فان الدول قد تلجأ إلى تقوية السياسات الامنية على حساب السياسات الاخرى.
وكان توماس مور واحدا من بين المفكرين الغربيين الذين دافعوا عن فكرة اغتيال القادة السياسيين، باعتبارها أداة من أدوات فن الحكم و”وسيلة لتجنيب المواطنين العاديين مشاق الحرب التي كان قادتهم مسؤولين عنها”.
كما تمارس الجماعات الارهابية عمليات الاغتيال على نحو متكرر لخلق حالة من الخوف كافية لتدمير النظام برمته، وعلى مدى فترات طويلة نسبيا من الزمن. وعلاوة على ذلك، فان هذه الاغتيالات قد تكون سببا للحصول على مكتسبات من الحكومات من خلال ايقاع ضغوط بها واقلاق استقرارها. ومن جهة اخرى، ففي مجتمعات العنف وعدم الاستقرار السياسي والمجتمعي فان الجماعات السياسية قد تلجأ الى الاغتيال وسيلة لإسكات الخصوم وتقويض قوتهم.
ونادرا ما يتم تعريف مصطلح “الاغتيال” أو مناقشته على وجه التحديد في الصكوك القانونية الدولية، وبصرف النظر عن اتفاقية منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية دولية بمن فيهم الموظفون الدبلوماسيون (اتفاقية نيويورك) وميثاق منظمة الوحدة الأفريقية، لا توجد أية معاهدات أو الاتفاقيات تناقش الاغتيالات. ولكن هناك العديد من المواثيق والأعراف الدولية التي تحظر السلوك الذي يوصف بأنه اغتيال. ومن أمثلة هذه الأدوات العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقيات جنيف، والتي تحظر صراحة استهداف خارج نطاق القضاء وقتل الأفراد. ومن الأمثلة الأخرى على الوثائق والاتفاقات المتعلقة باستخدام العنف والعدوان، والتي تكشف عن رفض قوي من المجتمع الدولي لعمليات القتل خارج نطاق القضاء كأداة للدبلوماسية الدولية لا تعد ولا تحصى.
وتستند القواعد التي تعالج عمليات القتل العمد على قوانين دولية اولهما القانون الدولي الإنساني الذي ينطبق حصرا في أوقات “النزاع المسلح” الداخلي او الخارجي، وثانيهما قانون الدولي لحقوق الإنسان، المعني بحماية الحقوق الأساسية للجميع في كل الأوقات، بالتنسيق مع معاهدات حقوق الإنسان مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وقوانين الحرب.
وهناك من يصر على أن الاغتيال السياسي دائماً له فاعلية تصعيد الشأن المحلي إلى المستوى الدولي، أو على الأقل تصعيد السياق الذي حصل فيه الاغتيال لسياق أعلى. فحيثما يحصل اغتيال سياسي كانت الديناميكيات المحلية تتصاعد ويفقد اللاعبون المحليون السيطرة عليها، ويفتح المجال للاعبين دوليين للدخول. وببساطة كل اغتيال هو دعوة لدخول أطراف جديدة لمنظومة العلاقة التي حصل الاغتيال داخلها، ما يستدعي تدخل مستوى أعلى، لضبط العملية.
نشير هنا إلى بعض الاغتيالات والأحداث المأساوية المروعة لا تغير شيئا، ولكن ثمة اغتيالات أخرى تغير مجرى التاريخ فحادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب في 28حزيران/يونيو عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو.غيرت مجرى التاريخ وكانت احد الاسباب المباشرة لاندلاع الحرب العالمية الأولى.
وفي المقابل كان هناك الكثير من محاولات الاغتيال الفاشلة، التي لو نجحت لغيرت وجه العالم منها ما يطلق عليه “مؤامرة يوليو” لقتل هتلر في عام 1944. ووصفت مجلة “دير شبيغل” الالمانية المرموقة فشل عملية الاغتيال بأنها “احدى اكبر مآسي القرن العشرين”. واضافت ان المحاولة في حال نجاحها كانت ستنقذ حياة اربعة ملايين الماني، ونحو مليون ونصف المليون جندي من الجيش الاحمر، واكثر من 100 الف من الجنود الاميركيين والبريطانيين الذين قتلوا بين تلك الفترة ونهاية الحرب العالمية الثانية في آيار/مايو عام1945.

الاغتيالات في دول “الربيع العربي”
تحولت الاغتيالات إلى واحدة من أكثر أشكال العنف السياسي انتشارًا في دول “الربيع العربي”، والتي أضحت تشكل خطرًا داهمًا على استقراها الداخلي، وبصفة خاصة مع تصاعد حدة الاحتقان السياسي والتوتر المجتمعي الذي فرضته الصراعات السياسية. فقد تزايدت تلك العمليات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وبغض النظر عن نجاحها أو فشلها، فإنها ساهمت في تعميق الخلاف بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار ما يمكن تسميته بـدورة العنف ودفع هذه الدول إلى مسار حافة الهاوية. ولكن ما يلحظ على هذه الاغتيالات في دول “الربيع العربي” هو اتساع نطاقها لتشمل عددًا من الفئات مثل السياسيين والعسكرين ورجال القضاء والشرطة وفنانين ونشطاء سياسيين، كانوا قد اتخذوا مواقفاً لا تنسجم مع طروحات الآخرين. وهنا نشير إلى بعض تلك الحالات:
في مصر:
منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في11شباط/فبراير2011 تزايدت حدة موجات العنف وعدم الاستقرار الداخلي، اعقاب عزل الرئيس الاسبق محمد مرسي، لينقسم المجتمع المصري ما بين مؤيد ومعارض للعزل، ما فتح ابواب الصدام على مصراعيه بين القوى والتكوينات السياسية والشعبية. ففي 29 حزيران /يونيو2015 اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، الذي شغل هذا المنصب في عهد الرئيس السابق عدلي منصور في 10تموز/يوليو2013، ويعد ثالث نائب في مصر بعد انتفاضة 25 كانون الثاني/يناير 2011.
ففي تونس: شهدت حالتي اغتيال سياسي لرمزين من المعارضة ينتميان للتيارين اليساري والقومي المعاديين لقوى الإسلام السياسي، وصلا إلى سدة الحكم بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، وهما المعارض اليساري وأمين عام حزب حركة الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد، الذي اغتيل في 6 شباط/ فبراير 2013، والمعارض القومي والنائب عن حركة الشعب محمد البراهمي الذي اغتيل في تموز/25 يوليو من ذات العام.
اما ليبيا فقد سجلت أول حادث اغتيال بالسلك القضائي حيث اغتيل في 16 يونيو/حزيران عام 2013 المستشار محمد نجيب هويدي رئيس دائرة الجنايات بمحكمة استئناف درنة. كما شهدت ليبيا وفي يوم واحد حالتي اغتيال، وتحديداً في 26تموز/يوليو 2013 الأولى العقيد طيار متقاعد سالم السراح في مدينة بني غازي، والثانية العقيد خطاب الرحيم رئيس مركز شرطة جخرة جنوب بني غازي الليبية. اغتيال الناشط محمد مختار المسلاتي، قام المتظاهرون الليبيون، في 28 تموز/يوليو من ذات العام، كما اغتيل الإعلامي عز الدين قوصاد المذيع بقناة “ليبيا الحرة” في 9 آب/أغسطس عام 2013.
وفي اليمن: فقد وقعت فيها العديد من عمليات الاغتيال أوائل حزيران/ يونيو عام2013م،كان أبرزها اغتيال العميد يحيى العميسي قائد الشرطة الجوية في مدينة سيئون، والعقيد عبد الرحمن باشكيل مدير البحث الجنائي بالمدينة ذاتها أثناء تحقيقه في واقعة اغتيال العميسي. كما اغتيال الفنان الكوميدي اليمني سام المعلمي أمام منزله بغرب صنعاء في 19حزيران/ يونيو 2013م، وهو من الشخصيات المعروفة بنقدها اللاذع والمستمر للعديد من التوجهات لا سيما الطائفية، التي تنتهجها مختلف القوى السياسية اليمنية، ولحالة الانفلات والتدهور الأمني التي تعاني منها اليمن منذ عدة سنوات. كما اغتيال ممثل الحوثيين في الحوار الوطني أحمد شرف الدين كانون الثاني/ يناير عام2014م.

نماذج من اهم الاغتيالات في التاريخ الحديث والمعاصر
كما اسلفنا تتم اغتيال الشخصيات العامة لأسباب دينية أو إيديولوجية أو سياسية، أو عسكرية، وهنا لائحة بـ 10 الاغتيالات البارزة لقادة سياسيين مشهورين والأماكن التي اغتيلوا فيها.
بينظير بوتو: الباكستان
رئيسة حزب الشعب الباكستاني (PPP)، والأكثر شهرة من بين رؤساء الوزراء الـ11 من باكستان. وأول امرأة تنتخب لقيادة دولة مسلمة، لفترتين غير متتاليتين (1988-1990، 1993-1996). وهي الابنة الكبرى لرئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو والسيدة الأولى في باكستان نصرت بوتو، وزوجة الرئيس السابق لباكستان آصف علي زرداري. وكما قال زوجها، تعتبر بينظير بوتو رمزا للمعركة من أجل الديمقراطية، وتقف مع عدد قليل من القيادات التنفيذية النسوية، اللواتي شكلن الأحداث العالمية من القرن الماضي.
قتلت في 27 كانون الأول/ديسمبر عام2007، عندما غادرت تجمعا انتخابيا لحزب الشعب الباكستاني في لياقت باغ الوطني في مدينة روالبندي، حيث ألقت كلمة امام حشد من انصارها خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2008. أطلق مسلح النار طلقات على وجهها بعد ان وقفت من خلال فتحة سقف السيارة المضادة للرصاص لتحية الجموع، وبعد ذلك تم القاء متفجرات بالقرب من سيارتها، مما أسفر عن مقتلها ومقتل حوالي 20 شخصا معها.

جون كينيدي: الولايات المتحدة الامريكية
جون فيتزجيرالد كنيدي، الرئيس الـ 35 للولايات المتحدة الامريكية من عام 1961 حتى وفاته في عام 1963. قضى خدمته العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية في جنوب المحيط الهادئ قائد للسيارات توربيدو PT-109 ، ثم أصبح عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية بوسطن، ترشح في عام 1953 إلى مجلس الشيوخ. وتزوج جاكلين بوفييه في 12أيلول/سبتمبر1953. في عام 1955، الف كتاب “لمحات في الشجاعة” الذي فاز بجائزة بوليتزر في التاريخ. وفي عام 1956 ترشح كينيدي عن الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، وبعد أربع سنوات كان المرشح الديمقراطي لرئيس الجمهورية. اجرى الحوارات التلفزيونية مع المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون، وفاز عليه بفارق ضئيل، وهو أول رئيس كاثوليكي. قتل في 22 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1963، بالرصاص في دالاس، تكساس. وهو أصغر رئيس يتم اغتياله.

انديرا غاندي: الهند
ثالث رئيسة وزراء للهند، شغلت المنصب لثلاث فترات متتالية (1966-1977) وولاية رابعة (1980-1984). وتعد ثاني رئيسة وزراء بعد سيريمافو باندارانايكا سري لانكا، وثاني أقدم رئيسة وزراء في العالم، وأول امرأة تصبح رئيسة للوزراء في الهند. والابنة الوحيدة لجواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء الهند المستقلة. نجحت في إقامة علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفياتي، للحصول على الدعم في الصراع الهند مع باكستان. اشتهرت أنديرا بميلها نحو فكرة عدم الانحياز في نطاق التعاون مع جمال عبد الناصر والمارشال تيتو .
وهي امرأة ذات شأن في العالم، وأصبحت الهند بقيادتها بلداً قوياً، أحرز تطوراً في مختلف المجالات. كما أنها أضفت نوعاً جديداً من النشاط على السياسة الدولية بدفاعها عن البلدان الفقيرة والمتخلفة في العالم، وكانت من المكافحين لتحقيق السلام العالمي أيضاً. اغتيلت في 31 تشرين الأول/أكتوبر عام 1984، في منزلها في نيو دلهي، على يد اثنين من حراسها السيخ.

مارتن لوثر كينغ: الولايات المتحدة الامريكية
ولد في15كانون الثاني/يناير عام 1929، تم اغتياله في 4نيسان/إبريل عام1968، هو زعيم أمريكي من أصول إفريقية، وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود، حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر مرشح يحوز عليها. اعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة، وراح ضحية قضيته. رفض كينج العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين، وبدؤوا يتحدّونه عام 1965م . قبل وقت وفاته في عام 1968، كان قد تركيز جهوده على القضاء على الفقر ووقف حرب فيتنام. اغتيل بعد ان دخلت رصاصة في خده الأيمن محطمة فكه، واستقرت أسفل عموده الفقري. وكشف عملية تشريح جثته ان لديه قلب رجل يبلغ من العمر الستين رغم اعوامه الـ 39، وهي نتيجة ربما من وطأة ثلاثة عشر عاما في حركة الحقوق المدنية. أثارت عملية اغتياله موجة وطنية من أعمال الشغب في أكثر من 100 مدينة امريكية.

ابراهام لنكولن..الولايات المتحدة الامريكية
الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الامريكية من عام 1961 إلى 1865. بالرغم من قصر مدة رئاسته إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنجاح، وإعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الاهلية الامريكية. وكان اغتيال الرئيس الأمريكي ابراهام لينكون هو الأول من نوعه في التاريخ الأمريكي، وبحسب العديد من الباحثين فانه واحد من أفضل ثلاثة رؤساء أمريكيين إلى جانب جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت.

لياقت علي خان: الباكستان
احد مؤسسي دولة باكستان الحديثة، هو رجل دولة, محامي ومنظر سياسي، شغل منصب اول رئيس وزراء لباكستان, قام ايضاً بدفع حركة استقلال باكستان عن الهند بينما كان يشغل منصب اول وزير مالية من قبل الحكومة البريطانية في الهند وذلك في عام1947 . ساعد محمد علي جناح في حملته التي طالبت بإنشاء دولة مستقلة للهنود المسلمين.
كانت سياسته الخارجية منحازة للولايات المتحدة والغرب، وواجه خلال فترة تواجده في الرئاسة العديد من حركات الاضطرابات الداخلية، كما نجت حكومته من محاولة انقلاب دبرتها حركات يسارية وشيوعية. وفي عام 1951, واثناء اجتماع سياسي حاشد في مدينة راولبندي ، تم اغتيال علي خان من قبل قاتل مأجور اسمة سعد اكبر بابراك، ولم يتم الكشف عن الدافع الحقيقي وراء عملية الاغتيال التي لا تزال علامة استفهام كبيرة حتى هذه اللحظة.

فيصل بن عبد العزيز آل سعود: المملكة العربية السعودية
ملك المملكة العربية السعودية(1964/1975)كان له الفضل في إنقاذ الموارد المالية للبلاد وتنفيذ سياسة التحديث والإصلاح، اتسمت سياسته الخارجية بدعم الدول الإسلامية ومعاداة الشيوعية، ومناصرة القضية الفلسطينية. عندما قطع النفط عن الولايات المتحدة والغرب موقفهما من حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973 قال مقولته الشهيرة: “عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن، وسنعود لهما.” وقال مخاطبا رئيس شركة التابلاين الأمريكية: “إن أي نقطة بترول ستذهب إلى إسرائيل، ستجعلني أقطع البترول عنكم.”
في آذار/مارس عام 1975 اطلق عليه النار من قبل الامير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود وهو يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلًا، وقد اخترقت إحدى الرصاصات الوريد فكانت السبب الرئيس لوفاته.

توماس دارسي اتيان هيوز ماغي: كندا
صحفي كندي، كاثوليكي المذهب من اصل ايرلندي، حارب من أجل تطوير الهويات القومية الايرلندية والكندية التي من شأنها أن تتجاوز الجماعات المكونة لها. هو حتى الآن، الضحية الكندية الوحيدة التي تعرضت للاغتيال السياسي على المستوى الاتحادي. كتب مروجا للتحديث، داعيا للتنمية الاقتصادية واسعة النطاق عن طريق بناء السكك الحديدية، وتعزيز الهجرة، وتطبيق تعريفة وقائية عالية لتشجيع التصنيع. ناشطة سياسيا، دافع جنسية جديدة في كندا، هرب من الطائفية في ايرلندا. في 7 أبريل/نيسان 1868، شارك ماغي في مناقشة برلمانية التي استمرت بعد منتصف الليل. بعد ذلك سار إلى منزله في بلده سانت سباركس واغتيل عند الباب، على يد باتريك جي. ويلان وهو من المتعاطفين مع منظمة “فنين” الكاثوليكية، التي كانت ترى ضرورة الاستيلاء على كندا الشرقية والغربية.

رفيق الحريري: لبنان
ان رئيس وزراء لبنان ورجل أعمال، تولى رئاسة الوزراء مرتين بين العامين(1989/1992) و(2002/2004) لعب دوراً مهماً في إعمار لبنان بعد الحرب الاهلية اللبنانية، قدم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عاما خلال الحرب اللبنانية وبعدها، إضافة إلى المساعدات لضحايا العدوان الاسرائيلي ومساعدة دور الأيتام والعجزة. اغتيل في 14شباط/فبراير2005 بمتفجرة تزن أكثر من 1000 كلغ من ” TNT” وتسبب اغتياله في قيام ثورة الارز التي اخرجت الجيش السوري من لبنان، وكشفت المحكمة الدولية المتعلقة بالكشف عن القتلة ومحاكمتهم عن دليل قوي على مسؤولية “حزب الله” اللبناني في عملية الاغتيال.

موهانداس كرمشاند غاندي: الهند
سياسي بارز وزعيم روحي ولد في2تشرين الأول/أكتوبر عام 1869 ، وقاد حركة استقلال الهند، وكان رائداً للساتياغراها وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب أهمسا أو الاغنف الكامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. غاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي، المهاتما أي ‘الروح العظيمة”، وهو تشريف تم تطبيقه عليه من قبل طاغور، وأيضاً في الهند باسم بابو أي “الأب”.
بعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً. قبل كل شيء، كان يهدف إلى تحقيق استقلال الهند من السيطرة الأجنبية. قاد غاندي أيضا أتباعه في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في مسيرة ملح داندي عام 1930، والتي كانت مسافتها 400 كيلومتر. في 30 كانون الثاني/ يناير عام 1948، قتل غاندي بينما كان يسير إلى المنصة على يد رجل قومي هندوسي له صلات بالمتطرفين الهندوس الذين يطلق عليهم Mahasabha.

وختاماً فإن أغلب حوادث الإغتيال السياسي التي أثرت على مسار الأحداث في الدول ما تزال مقيدة ضد مجهول.

وحدة الدراسات السياسية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية