الانتقالي السوداني: لم نفض الاعتصام ومنفتحون على الحوار

الانتقالي السوداني: لم نفض الاعتصام ومنفتحون على الحوار

الخرطوم – أكد المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، أن القوات المسلحة لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، وشدد على أن المجلس يتطلع إلى استمرار الحوار مع قوى الحرية والتغيير.

وقال في تصريحات صحافية إن المعتصمين فروا من ساحة الاعتصام بعد دخول خارجين عن القانون من ساحة كولومبيا المجاورة التي باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين.

وذكر أن “منطقة كولومبيا ظلت منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت مهددا أمنيا كبيرا لمواطنينا”.

من جانبه، أعلن إعلان قوى الحرية والتغيير، وهو تحالف لجماعات المعارضة والاحتجاج في السودان، وقف كافة الاتصالات والمفاوضات مع المجلس العسكري بعد أن داهمت قوات الأمن مقر اعتصام في الخرطوم.

واحتدم التوتر في السودان بين قوى المعارضة السودانية والمجلس العسكري السوداني بعد تأكيد قوى إعلان الحرية والتغيير عن وجود مساع من قبل المؤسسة العسكرية إلى فض الاعتصام أمام مبنى القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

وتجدر الإشارة إلى أن اسم كولومبيا يطلق على منطقة قريبة من مقر الاعتصام معروفة لدى المحليين بأنها مرتع لأنشطة العصابات وبيع المواد المخدرة والكحوليات.

وكانت دعت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود حركة الاحتجاج في السودان، في بيان الإثنين إلى تنظيم “مسيرات ومواكب في كل الأحياء والمدن والقرى” ضد المجلس العسكري الحاكم الذي يحاول فض الاعتصام أمام مقر قيادته في الخرطوم بالقوة.

وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير “ندعو للعمل على إسقاط المجلس العسكري” عبر “تترييس كل الشوارع بالعاصمة والأقاليم فوراً والخروج في مسيرات سلمية ومواكب بالأحياء والمدن والقرى”.

وأكدت مصادر من الانتقالي السوداني أن الأمن دخل الميدان بعد دخول مجموعة كبيرة من المخالفين إليه، وأضافت المصادر أن “فارين من منطقة كولومبيا دخلوا مكان الاعتصام، ما اضطر الأمن لمطاردتهم”.

وسبق أن حذر المجلس العسكري من مخططات تهدف إلى الانحراف بالبلاد إلى منزلق الفوضى والعنف كما طالب قوى المعارضة بفض الاعتصام لكي لا يتم استغلاله من قبل المنحرفين والخارجين عن القانون لتهديد أمن واستقرار السودان.

وتصاعد التوتر بين الانتقالي السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير على خلفية تعثر المفاوضات بينهما حيال رئاسة المجلس السيادي الذي من المقرر أن يقود البلاد طيلة الفترة الانتقالية.

ويبدي كل طرف في المفاوضات تمسكه برئاسة المجلس، مما شكل حجر عثرة أمام مساعي التسريع في نقل السلطة إلى مدنيين.

وأغلق آلاف المحتجين السودانيين طرقا بالحجارة والإطارات المشتعلة في مدينة أم درمان الاثنين في الوقت الذي تحاول فيه قوات الأمن فض الاعتصام في العاصمة الخرطوم.

وتعليقا على تطورات ميدان الاعتصام في الخرطوم، أكد حزب الأمة القومي السوداني استنكاره الشديد لقيام المجلس العسكري بفض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات السودانية بالقوة، واعتبر أن المجلس بهذا العمل “لم يعد منحازا للثورة”.

ودعا الحزب، في بيان، جماهيره وكافة جماهير الشعب السوداني “للنزول إلى الشوارع، وإقامة عشرات الاعتصامات داخل وخارج العاصمة وخارج السودان، حماية لثورتنا المجيدة”.

وشدد على أن “المجلس العسكري، بهذا العمل، لم يعُد منحازاً إلى الثورة السودانية الظافرة بأي حال، وإنما اختار بوضوح أن يقف إلى الطرف النقيض لاختيارات الأمة السودانية، وهو الثورة المضادة”.

العرب