مزارع العراق تحترق خسائر فادحة يتحملها المواطنون

مزارع العراق تحترق خسائر فادحة يتحملها المواطنون

 

شذى خليل*

يحقق العراق هذه السنة اعلى نسبة زراعة للمحاصيل الزراعية (الحنطة و الشعير) منذ عشرات السنوات بواقع 13 مليون دونم ، 6 مليون دونم منها في نينوى (النصف تقريباً ) لكن نيران الحقد والفتن والشر تلتهم ما يزرعه العراقيون ، حيث تعرضت مناطق في المحافظات العراقية لحرائق التهمت أجزاء من الحقول الزراعية سيما في ديالى ونينوى وصلاح الدين.
المصيبة الأكبر هنا تتمثل بتعرض المزارع الى حرائق متتالية لم تكن الإجراءات الأمنية من دفاع مدني وخطط احترازية كافية لحمايتها او الحفاظ عليها وتأمينها.
ففي محافظة نينوى توجد فقط 53 سيارة اطفاء بينما تحتاج الى 600 سيارة حسب المعدل الذي تحتاجه المساحة المزروعة فيها وهي 6 مليون دونم (نصف المساحة المزروعة في العراق تقريباً )… ارقام مرعبة …
تقول مديرية الدفاع المدني في نينوى انه حسب القوانين الدولية كل مليون دونم يحتاج 100 سيارة اطفاء لتغطي معدل الحرائق المتوقع في كل موسم .
اي ان محافظة نينوى تحتاج 600 سيارة اطفاء على الاقل للسيطرة على الحرائق .
لكن للأسف مديرية الدفاع المدني لا تمتلك سوى 53 سيارة اطفاء تعمل فقط ( 20 سيارة منها جاءت اسناد من المحافظات الجنوبية).
الادهى من ذلك أن هناك 80 سيارة خارجة عن الخدمة موجودة في مديرية الدفاع المدني في نينوى ،30 سيارة منها يمكن اصلاحها بالمجمل ب 200 الف دولار فقط .
بينما تحتاج الحكومة ل 320 الف دولار لاستيراد سيارة جديدة واحدة فقط ، اي اغلى من ثمن اصلاح وتأهيل 30 سيارة موجودة في المديرية اليوم .
ضعف التخطيط والإدارة ” إدارة الازمات ” مؤشرات خطيرة اذا ما استمر هذا الإهمال من قبل الحكومتين المحلية والمركزية بدعم الدوائر الحكومية مما يضعف دور الدولة في السيطرة والتنظيم وبالتالي تدمير الامن والاقتصاد يصبح تحصيل حاصل ونتيجة حتمية للفوضى العارمة .
يضيف احد المسؤولين في مديرية الدفاع المدني: مع استمرار الحرائق بهذا المعدل الكبير كل يوم تقريباً تخرج سيارة اخرى عن الخدمة.

حيث اعلنت مديرية الدفاع المدني العامة عن اخماد اربع حرائق لمحصول الحنطة في محافظة نينوى، خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة.
المديرية ذكرت في بيان لها ان لحرائق المزروعات وحقول الحنطة وحرائق الاعشاب التي تم اخماد نيرانها من قبل رجال محافظة نينوى هي اخماد حريق لمحصول الحنطة في سنجار من قبل رجال مركز دفاع مدني تلعفر والمفارز الساندة له، الحريق نشب في محاصيل الحنطة في قرية ام الشبابيط من قبل مركز دفاع مدني رأس الجادة، كما تم اخماد حريق لمحصول الحنطة في قضاء الحمدانية من قبل مركز دفاع مدني الحمدانية.
واضاف البيان انه تم اخماد حريق نشب في محاصيل الحنطة في قضاء مخمور من قبل رجال مركز دفاع مدني مخمور والمفارز المساندة

واضافت انه تم “اخماد حريق اندلع بالقرب من محاصيل الحنطة في قرية ام الشبابيط من قبل مركز دفاع مدني رأس الجادة، كما تم اخماد حريق لمحصول الحنطة في قضاء الحمدانية من قبل مركز دفاع مدني الحمدانية”.

طالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان، الحكومة العراقية. الحكومة العراقية ممثلةً برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ومحافظ نينوى الى تدارك الأمور والسيطرة على الحرائق الهائلة التي تلتهم آلاف الدونمات في قضائي سنجار والبعاج وتسير بسرعة فائقة ولا يوجد سيارات إطفاء كافية لاخماد الحرائق.
بإنقاذ وحماية حقول ومحاصيل محافظة نينوى وبذل الجهود العاجلة لتحريك سيارات الإطفاء من مركز المحافظة والمحافظات الاخرى للسيطرة على النيران وحماية خيرات العراق وشعبة والذين ينتظرونها بفارغ الصبر منذ خمسة أعوام وحماية منازل المواطنين و المنشآت الحيوية داخل الاراضي الزراعية كمشاريع الماء والكهرباء وغيرها.
استمرار هذه الحرائق الخطيرة التي تهدد الأمن الغذائي للعراق وارزاق المزارعين والفلاحين وعوائلهم ومصالحهم ومصادر عيشهم وحتى مساكنهم .

هذه إحصائية للمساحة المحروقة في كافة المحافظات من يوم 8/5/2019 ولغاية 4/6/2019 .
بغداد الكرخ والرصافة 50 دونم ، بابل 85 دونم ،ميسان 49 دونم ،واسط 227دونم ، الديوانية 5 دونم ،ديالى 379 دونم ، المثنى 27 دونم ،صلاح الدين 49.7 دونم .كركوك 3719 دونم .
نينوى 11183 دونم ، اما الانبار فكان نصيبها 99 دونم . المجموع الكلي للمحافظات المتضررة فقد كان 20730 دونم ، خسائر فادحة يتحملها العراقيون ،

وأكدت وزارة الزراعة العراقية أن أسباب الحرائق متعددة بعضها تم عبر هواتف نقالة مبرمجة نصبت بها برامج صاعقة وعند الاتصال بها تحرق الأراضي المراد حرقها لافتا الى أن “تحقيقات الجهات المعنية بأسباب الحرائق لم تُشر إلى وجود عدسات مكبرة عاكسة للشمس وهناك اسباب عرضية سواء تماس كهربائي او نزاع او انتقام، وهناك مزارعون يحرقون التربة لتهيئتها للزراعة.

بعد تعرض المناطق في المحافظات العراقية الى نيران التهمت أجزاء من حقولها الزراعية سيما في ديالى ونينوى وصلاح الدين واختلفت التصريحات الحكومية والنتيجة واحدة هو عمل إرهابي للقطاع الزراعي خطير يهدد حياة وامن العراقيين.

وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية