أسلحة تركية متطورة تتدفق إلى المتطرفين في إدلب وريف حماة

أسلحة تركية متطورة تتدفق إلى المتطرفين في إدلب وريف حماة

أنقرة – تلعب السلطات التركية كل أوراقها لمنع سقوط محافظة إدلب بيد قوات الرئيس السوري بشار الأسد وسط تقارير عن إرسال أسلحة متطورة بينها صواريخ تاو وكورنيت إلى جماعات إسلامية متشددة، وهو ما يوسّع دائرة الخلاف مع روسيا ويقوي خيار الحسم العسكري للأزمة التي ينتظر أن تضاعف نهايتها أتعاب تركيا خاصة باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين الجدد وخسارة إحدى أكبر أوراقها في تثبيت وجودها داخل سوريا.

وكشفت مصادر إعلامية عن استمرار تركيا في دعم التنظيمات الإرهابية في إدلب وريف حماة الشمالي، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية، بأنواع متطورة من الأسلحة وكل ما تحتاجه من ذخائر ووسائل للاعتداء على المناطق الآمنة والحفاظ على مواقع انتشارها حيث تتخذ مئات الآلاف من المدنيين دروعا بشرية.

وذكرت وكالة سبوتنيك الإخبارية الروسية في تقرير لها أن “الدعم التركي للمجموعات الإرهابية بدأ يأخذ منحى جديدا في الآونة الأخيرة ويتسم بالتسليح النوعي مثل صواريخ ‘تاو’ و’كورنيت’ إضافة إلى مضادات الطائرات المحمولة على الكتف”.

ويضيف التقرير أن “من يظن أن تركيا غير قادرة على التحكم بقرارات المجموعات الإرهابية فهو واهم فالأتراك يقدمون الدعم العسكري واللوجيستي والحماية للإرهابيين بشكل علني وطائرات مسيرة تستهدف قاعدة حميميم”، لافتا إلى أن “معظم الآليات التي دمرها الجيش العربي السوري هي عبارة عن مصفحات تركية أدخلت عبر الحدود مع تركيا وسلمت للمجموعات الإرهابية”.

ويشير التقرير إلى أن التنظيمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة تخرق اتفاق منطقة خفض التصعيد بشكل مستمر وتستهدف القرى والبلدات شمال غرب حماة ومواقع الجيش السوري حيث راح ضحية هذه الاستهدافات عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وتأتي هذه الأدلة لتميط اللثام عن الدور الذي تلعبه أنقرة في إسناد الجماعات المتشددة، وهو دور ظل إلى فترة قريبة مثار تساؤلات، لكنه الآن يخرج إلى العلن ليضاف إلى العشرات من الوثائق والأدلة عن ارتباط الجماعات المتشددة بأنقرة.

وكان موقع “نورديك مونيتور” السويدي قد كشف مطلع العام الجاري تورط الاستخبارات التركية في استخدام ضباط أتراك سابقين متورطين بجرائم مختلفة وتكليفهم بتدريب إرهابيين وإرسالهم إلى تنظيمي جبهة النصرة وداعش والمجموعات التي تتبعهما إلى سوريا.

ومنذ أسابيع قليلة كشف تقرير لوكالة رويترز أن تركيا مدّت مجموعة من مقاتلي المعارضة بأسلحة جديدة لمساعدتهم في صدّ هجوم كبير للقوات السورية المدعومة من روسيا.

وقالت شخصيتان كبيرتان في المعارضة السورية إن أنقرة زادت الإمدادات العسكرية للمسلحين بعد إخفاقها في إقناع روسيا في اجتماعات مجموعة عمل مشتركة جرت مؤخرا بضرورة إنهاء التصعيد لتفادي تدفق كبير للاجئين إلى تركيا.

وأكد قائد كبير لمسلحي المعارضة أن تركيا تشير في قيامها بذلك إلى اعتزامها الحفاظ على نفوذها في شمال غرب سوريا حيث عززت وجودها العسكري في 12 موقعا أقامتها وفقا لاتفاق عدم التصعيد الذي أبرمته مع روسيا.

وذكرت شخصية كبيرة بالمعارضة أن تسليم العشرات من المركبات المدرعة ومنصات إطلاق صواريخ غراد وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ تاو ساهمت في انتزاع أراض سيطر عليها الجيش السوري.

ويعتقد مراقبون أن إغراق أنقرة الأراضي الواقعة خارج سيطرة الأسد ليس الهدف منه مساعدة تلك الجماعات على تحقيق مكاسب ميدانية جديدة، ولكن للحفاظ على التوازن العسكري مع النظام للإمساك بورقة تمكنها من مفاوضة روسيا بشأن تأمين بقاء نفوذ تركي شمال سوريا.

ومن الواضح أن روسيا التي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى إدلب لا تريد تمكين أردوغان من هذه الورقة، وأنها ماضية في الحسم العسكري بعد أن تخلت تركيا عن تعهداتها بتفكيك الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المتشددة المتحالفة معها.

وظهر الانزعاج التركي جليا من الموقف الروسي، الجمعة، حين أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن روسيا “لا عذر” لها لعدم الضغط على النظام السوري من أجل وقف ضرباته في شمال غرب سوريا.

وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية “من هم ضامنو النظام في إدلب وسوريا بشكل عام؟ روسيا وإيران. لا نقبل العذر القائل: لا يمكننا أن نجعل النظام يصغي لنا”.

وأضاف “منذ البداية قلنا إننا ضامنو المعارضة. لم تحدث أي مشكلة مع المعارضة المعتدلة”.

ومنذ نهاية أبريل، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 35 مقاتلا بينهم 26 من قوات النظام السوري أو موالين له في قصف جوي روسي سوري واشتباكات تدور، منذ فجر السبت، مع فصائل مقاتلة وإسلامية متطرفة في ريف حماة الشمالي في شمال غرب سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “القصف الجوي السوري والروسي والاشتباكات العنيفة مستمرة، منذ فجر السبت، في ريف حماة الشمالي وأوقعت 26 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له، و9 مقاتلين من الفصائل ومجموعات جهادية”.

العرب