ترامب: أي هجوم إيراني على أهداف أميركية سيواجه برد ساحق

ترامب: أي هجوم إيراني على أهداف أميركية سيواجه برد ساحق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أي هجوم من قبل إيران على أي أهداف أميركية سيواجه بـ”رد ساحق قد يؤدي إلى إزالتها من الوجود”.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة ساحقة، في بعض النواحي يعني الرد الساحق الإزالة” من الوجود.

وأضاف أن “قادة إيران يفهمون فقط القوة، والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم إلى حد بعيد”، واعتبر أن “التصريحات المهينة” من الإيرانيين “تدل على أنهم لا يفهمون الواقعية”.

Play Video
إجهاض الدبلوماسية
وتأتي تغريدة ترامب بعد تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني قال فيها إن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة أمس الاثنين على بلاده -والتي تستهدف المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف- “أجهضت أي دبلوماسية”، ووصف تصرفات البيت الأبيض بأنها “متخلفة عقليا”.

من جهته، قال السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح روبرت وود لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط لأقصى حد على إيران “حتى تغير سلوكها”، مضيفا أن بلاده ستبحث عن سبل لفرض مزيد من العقوبات على طهران.

وفي السياق ذاته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم إنه يتوقع أن الضغوط التي تمارسها بلاده على إيران ستدفعها إلى الجلوس إلى مائدة التفاوض.

وقال للصحفيين بعد اجتماع مع نظيريه الروسي والإسرائيلي في القدس “إما أن يفهموا المغزى أو سنمضي قدما ببساطة في ممارسة أقصى ضغوط”.

وأضاف “أعتقد أن خليطا من العقوبات والضغوط الأخرى هو ما سيأتي بإيران إلى مائدة التفاوض”.

رد إيراني
وفي الطرف الآخر، نسبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله اليوم إن إيران لن تسعى أبدا لامتلاك سلاح نووي.

وأشار ظريف إلى استخدام الولايات المتحدة أسلحة نووية في الماضي، وذكر بحديث ترامب قبل أيام عن قراره إلغاء ضربة عسكرية على إيران، لأنها كانت ستودي بحياة 150 شخصا.

وقال ظريف “هل كنتم قلقين بالفعل على 150 شخصا؟ كم قتلتم أنتم بسلاح نووي؟ كم من جيل أبدتموه بهذه الأسلحة؟”. وتابع “نحن الذين لن نسعى لذلك أبدا -لما لدينا من قيم دينية- لامتلاك سلاح نووي”.

كما قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن بلاده ستنفذ بجدية خطوتها الثانية بخفض التزامها في الاتفاق النووي في السابع من يوليو/تموز المقبل.

وأضاف أن الضغوط الأوروبية تزايدت على إيران لمنعها من اتخاذ خطوتها الثانية دون إيفاء أوروبا بالتزاماتها، معتبرا أن أوروبا “ليست لديها الإرادة لتنفيذ الاتفاق النووي وغير مستعدة للوفاء بالتزاماتها للحفاظ عليه”.

تحذير فرنسي
وفي ما يشبه ردا على هذه التصريحات، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الثلاثاء من أن انتهاك إيران الاتفاق النووي المبرم عام 2015 سيشكل “خطأ فادحا، وردا سيئا على الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة” على طهران.

وقال أمام البرلمان الفرنسي إن “الخارجية الفرنسية والألمانية والبريطانية تحركت بكامل أجهزتها لجعل إيران تفهم أن ذلك لن يكون في مصلحتها”، داعيا إلى “العمل معا لتجنب التصعيد”.

وفي إطار توترات متزايدة، أعلنت طهران في الثامن من مايو/أيار الماضي أنها أوقفت الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب، والذي كانت تعهدت به بموجب الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015 مع الدول الست الكبرى ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه قبل سنة.

وأمهلت طهران الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) “60 يوما”، لمساعدتها على مواجهة العقوبات التي تشل اقتصادها، خصوصا قطاعها المصرفي وصادراتها النفطية.

Play Video
عقوبات متهورة
بدورها، نددت روسيا بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، معتبرة أنها “متهورة” و”مزعزعة للاستقرار”، واتهمت واشنطن بالسعي إلى “قطع” سبل التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “السلطات الأميركية يجب أن تتساءل إلى أين تقود سياستها المتهورة حيال إيران، إنها ليست فقط مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وإنما تقوض أيضا كل النظام الأمني العالمي”.

وبحسب موسكو، تشكل العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف قادة إيرانيين كبارا -بينهم المرشد الأعلى- “مثالا جديدا على المحاولات الأميركية المستمرة لإملاء إرادتها على دول ذات سيادة”.

وتابعت الخارجية الروسية “هناك انطباع واضح بأن واشنطن تسعى لقطع الجسور، على عكس تأكيداتها بأنها تريد الحوار مع إيران”. وقالت إنها “متضامنة بشكل كامل مع الشعب والحكومة الإيرانيين”.

وأضافت موسكو أن “واشنطن التي تتخيل أنها تمسك بيدها مصير العالم وتواصل (انتهاج) سياسة تمعن في عدائيتها تسارع إلى معاقبة أولئك الذين لا ينوون الرضوخ للإملاءات الأميركية”.

الجزيرة