بعد اقتحام السفارة البحرينية ببغداد: العراق ساحة طهران “المفضلة” لمواجهة واشنطن

بعد اقتحام السفارة البحرينية ببغداد: العراق ساحة طهران “المفضلة” لمواجهة واشنطن

يبدو أن الرسائل الإيرانية المزعجة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والتي مصدرها العراق في تواصل مستمر، فبذريعة رفض عقد مؤتمر المنامة بشأن القضية الفلسطينية، وإنزال المتظاهرون العلم البحريني من أعلى مبنى سفارة البحرين في بغداد قبل أن يرفعوا العلمين العراقي والفلسطيني مكانه، كما أحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي، وردًا على هذا الاقتحام أعلنت وزارة الخارجية البحرينية أنها استدعت سفيرها في العراق للتشاور، ومن جانبها  وعدت الحكومة العراقية بمحاسبة مقتحمي السفارة.

ستدعت وزارة خارجية مملكة البحرين السيد محمد عدنان محمود الخفاجي القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق لدى مملكة البحرين، حيث أكد السفير يوسف محمد جميل، الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بوزارة الخــارجية ، للقائم بالأعمال العراقي، احتجاج مملكة البحرين على ما تعرض له مبنى سفارة مملكة البحرين في بغداد من اعتداء و أعمال تخريبية مساء يوم الخميس 27 يونيو 2019م ، في سلوك غير مسؤول ومرفوض بشدة.
وأضاف السفير يوسف محمد جميل أن وزارة الخارجية ترحب بالبيانين الصادرين عن الحكومة العراقية ووزارة خارجية جمهورية العراق والرافضين لهذا الاعتداء، مؤكدا على أهمية أن تتم محاسبة المتسببين ومنع تكرار مثل هذه الممارسات، وأن تقوم الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها في تأمين وحماية سفارة و قنصلية مملكة البحرين لدى جمهورية العراق وجميع العاملين فيهما، وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام ١٩٦١م. هذا وقد قام الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون و الدول العربية بتسليم القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق مذكرة احتجاج بهذا الشأن.

 قانونيّا، ما وقع بالأمس ضد السفارة البحرينية في بغداد هو مناف تمامًا لاتفاقيات العلاقات الدبلوماسية لعام 1961م، ويترتب عليها مسؤولية دولية حال تقصير الدولة المعتمد لديها في توفير الحماية لمقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية. فما وقع بالامس من اعتداء على حرمة السفارة البحرينية يمثل انتهاكًا لسيادتها، إذ تعتبر السفارة في العرف الدبلوماسي امتداد إقليمي للدولة. وبالمفهوم القانوي أي اعتداء على السفارة يعتبر اعتداء على دولتها.

سياسيّا، الهدف من اقتحام السفارة واضح جدًا فهو رسالة من الرسائل الايرانية عبر حلفائها في العراق للولايات المتحدة الامريكية بأن إيران قادرة على التشويش على مخططاتكم السياسية في المنطقة، فمن يريد أن يعترض على مؤتمر المنامة لا يقوم باقتحام السفارة البحرينية في بغداد وإنما هناك وسائل أو طرائق حضارية للتعبير عن الرفض كالقيام بمظاهرات رافضة لمؤتمر المنامة ومؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني. وما يؤكد على  ذلك بأن هدف الاقتحام ايراني بامتياز وليس رفضَا لمؤتمر المنامة. في كانون الأول/ ديسمبر عام 2017م ، اتخذ الرئيس الأمريكي قرارًا خطيرًا اعتبر فيه القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وفي آذار/ مارس الماضي وقع ترمب على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. وغيرها من القرارات التي اتخذتها إدارة ترمب ضد القضية الفلسطينية، فلم نرى هذه الجموع تتجه صوب السفارة الامريكية في بغداد، والسبب مفهوم جدًا حيث لم تصدر طهران قرارًا لحلفائها في العراق بالتوجه نحو تلك السفارة. السؤال الذي يطرح في هذا السياق وخاصة لحلفاء إيران: لماذا يجب على العراق أن يدفع فاتورة الصراع الدائر بين إدارة ترمب وإيران؟ ولماذا يصرون على اضعاف العراق؟

جهود مضنية تبذل من قبل رئيس جمهورية العراق برهم صالح ورئيس وزرائه عادل عبدالمهدي لإعادة العراق إلى عمقه العربي الذي لا يمكن الاستغناء عنه تحت أي ظرف، وفي المقابل حلفاء إيران فيه يعملون على نسف تلك الجهود.

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية