استمرار تراجع اسعار النفط بين التحذير والقلق

استمرار تراجع اسعار النفط بين التحذير والقلق

iraqioil

يواصل النفط تراجعه وسط  اضطراب في اسواق النفط العالمية، وهو ما اشرنا اليه  في مقال سابق، بان  اسعار النفط ستواصل تراجعها  الى ما دون الثمانين دولارا للبرميل، بسبب نقص الطلب وزيادة المعروض ،متوقعا وصوله الى حدود  السبعين دولارا للبرميل خلال أشهر، وهو ما أكدته وكالة موديز للتصنيف الائتماني في احدث تقاريرها.

وبحسب موديز، فإن أسعار النفط تراجعت بواقع 25% منذ حزيران/ يونيو الماضي، ونحو أكثر من 5% على مدى الأسبوعين الماضيين بسبب مخاوف بشأن الطلب، ليتراجع لأدنى مستوى في أربع سنوات، وزيادة العرض، وإعلان السعودية (أكبر مصدر للنفط في العالم) أنها تخطط للدفاع عن حصتها السوقية في سوق النفط العالمي.

الوكالة أوضحت أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الآونة الاخيرة  جاء نتيجة توقعات بضعف الطلب، من الصين وأوروبا، وأن إيرادات شركات استكشاف وإنتاج النفط ستتلقى صدمة مباشرة، مع تأثير الانخفاضات في أسعار النفط بشكل مباشر على أرباح هذه الشركات. وسيقود تراجع أسعار النفط  إلى تراجع حجم التجارة الدولية نحو مليار دولار يوميا على اعتبار ان تراجع سعر الخام سيكون 20 دولارا للبرميل.

من جهة اخرى سيؤدي تراجع أسعار النفط إلى نتائج إيجابية للموازين الخارجية للدول المستوردة، في حين سيكون المتضرر الموازين التجارية والجارية للدول المصدرة.

اما تأثير تراجع اسعار النفط على الاقتصادات العربية فقد توقع صندوق النقد الدولي، تراجع الفوائض المالية للدول العربية المنتجة للنفط من 275 بليون دولار العام الماضي إلى 100 بليون العام المقبل، أي 175 بليون دولار، بسبب تراجع أسعار النفط، وانخفاض توقعات نمو الاقتصاد العالمي، وتذبذب أسعار العملات.

اما دول الخليج العربي فقد بدأت تدق ناقوس الخطر تخوفا من اي تراجع لأسعار النفط العالمية، حيث  توقع خبراء احتمالية انخفاض أسعار النفط إلى مستوى سبعين دولارا للبرميل، في حين رجح صندوق النقد الدولي  أن تواجه السعودية عجزاً في موازنتها في حال وصل سعر برميل النفط إلى 75 دولاراً للبرميل، علما أن الموازنة تعتمد مبلغ 97 دولاراً للبرميل. وتوقع أن تتأثر موازنة كل من البحرين وقطر وعُمان في حال واصلت أسعار النفط تراجعها.

إلا أن صندوق النقد الدولي حذّر من أن الأسعار الحالية قريبة من السعر المرجعي الذي تعتمده دول الخليج لاحتساب ميزانياتها، وبالتالي فإن أي تراجع إضافي للنفط سيدخل هذه الدول في دائرة العجز، بالإضافة الى ما تقدم فان مستويات التراجع هذه ستلحق أضرارا بكثير من الدول المنتجة للنفط، ولا سيما روسيا وإيران.

سيكون المستقبل مليئا بالمفاجآت في حال استمر النفط بالتراجع بهذه الوتيرة، الامر الذي يجعل من الصعب  حصر آثار تراجع الأسعار بيد انه يمكن قياس اثر ذلك على شدة الازمة وحجمها على الدول، واستمرار تراجع اسعار النفط .

 عامر العمران