نبرة التقرب الأوروبي من إيران.. هل تمهد لحل وشيك بشأن الاتفاق النووي؟

نبرة التقرب الأوروبي من إيران.. هل تمهد لحل وشيك بشأن الاتفاق النووي؟

أجمع خبراء ومسؤولون إيرانيون على أن نفي الجانب الأوروبي خرق طهران الاتفاق النووي مؤشر علی حصافة الدبلوماسية الإيرانية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عقب بحث الطرق المالية البديلة لإنقاذ الاتفاق النووي في بروكسل إن إيران لم تنتهك الاتفاق النووي بصورة تخل به.

كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الذكرى الرابعة لتوقيع الاتفاق أنه يجب على أوروبا أن تظل موحدة في محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الموقف الأوروبي الأخير بأنه غير كافٍ، وحث على تقديم دعم حقيقي لبلاده، كما صعدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية نبرتها، مؤكدة قدرتها على “العودة إلى الوضع السائد قبل إبرام الاتفاق” إذا لم يرغب الطرف الغربي في الإيفاء بالتزاماته.

انتقاد شديد
كما انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي الجانب الأوروبي بشدة لعدم تنفيذه أيا من تعهداته الـ11 في الاتفاق، وتوعد بالمضي قدما في خفض التزامات بلاده به.

ووجه خامنئي انتقادات لاذعة إلى بريطانيا التي وصفها بالخبيثة، لاحتجازها ناقلة “غريس 1″، معتبرا أن العملية قرصنة بحرية، وتوعد بأن “العناصر المؤمنة في الجمهورية الإسلامية لن تبقي هذه العمليات دون رد، وسيكون الرد في فرصة ومكان مناسبين”.

ويرى مراقبون أن تصريحات المرشد الإيراني تأتي بمثابة إيعاز للرد على بريطانيا، وقد يستيقظ الشعب الإيراني في الأيام القليلة المقبلة على نبأ عظيم يحاكي إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة.

وقد استبعد الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه أن يكون الموقف الأوروبي الأخير يندرج في إطار توزيع الأدوار بين أميركا وأوروبا، مشيرا إلى أن التحرك الأوروبي ينم عن تفاوت في رؤية الجانب الأوروبي مقارنة بنظيره الأميركي.

وأضاف بيشه أنه على الرغم من إرادة أوروبا السياسية لإنقاذ الاتفاق النووي فإن الأوروبيين لن يتمكنوا من تلبية المطالب الإيرانية بسبب الهيمنة الأميركية على شرایین المبادلات المالية في العالم.

وشدد على ضرورة إخراج الدبلوماسية من الطريق المسدود، مؤكدا أنه حتى في أميركا هناك أصوات تنادي بضرورة عقد مفاوضات جدية مع إيران لإنقاذ الاتفاق النووي.

وأطلق فلاحت بيشه خطة لإنقاذ الاتفاق تحت عنوان “العودة مقابل العودة” ردا على خطة الرئيس الفرنسي التي باتت تعرف هنا بـ”التجميد مقابل التجميد”.

وأوضح أن خطته تبنى على ضرورة عودة الطرف المقابل إلى تنفيذ تعهداته في الاتفاق النووي مقابل عودة إيران إلى مرحلة ما قبل خفض تعهداتها.

حصافة إيرانية
وفي السياق ذاته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية رضا حجت أن ليونة الموقف الأوروبي المتمثل في تصريحات موغيريني مردها إلى حصافة الدبلوماسية الإيرانية في الإعلان عن خفض تعهداتها في الاتفاق النووي، حيث أبقت الباب مفتوحا للحفاظ على الاتفاق.

وقال حجت إن موغيريني تعتقد أن الإجراءات الإيرانية لخفض تعهداتها قابلة للتراجع، وإن طهران أقدمت على خطوتين للرد على انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وعدم تفعيل الآلية المالية والتحذير من مغبة تداعياتهما، ولا تنوي الخروج من خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأوضح الباحث السياسي الإيراني أن الجانب الأوروبي يتعمد تجاهل خفض إيران تعهداتها في الاتفاق النووي بغية التوصل إلى حل يمكنه من تفعيل الآلية المالية مستقبلا، مؤكدا أن الحل فيما يخص الاتفاق النووي ليس بيد إيران وإنما بيد أوروبا وأميركا.

ورأى أن الموقف الأخير لموغيريني بشأن إيران لا يتناسب مع حقيقة السياسة الأوروبية التي تجلت مؤخرا في احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية قبالة جبل طارق، وهي جزء من سياسة الكذب التي ينتهجها الجانب الغربي بغية إنقاذ الاتفاق النووي وإقناع أميركا بالعودة إليه.

الجزيرة