هل ينجح الأكراد في إنشاء دولة مستقلة؟

هل ينجح الأكراد في إنشاء دولة مستقلة؟

kurds-irak_1

إنشاء دولة مستقلة ذات إدارة ذاتية هو الحلم الذي يطمح إليه الأكراد من الفصائل المختلفة، الذين لا يبدو أنهم متحدون على النحو المطلوب، وربما كان هو السبب في فرحتهم الكبيرة بصراع الأكراد من أجل الدفاع عن “كوباني”؛ إذ إنهم يرون فيها رمزًا لطموحاتهم.

وكانت تركيا قد سمحت للجيش الكردستاني (البشمركة) بالانضمام إلى وحدات حماية الشعب، المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني، والدفاع عن “كوباني”؛ الأمر الذي أشاع الفرحة بين أكراد جنوب غرب تركيا الآملين في إنقاذ إخوانهم بالمدينة السورية.

الحليف الأفضل

ولكن تلك الفرحة لم تكن تهليلًا بمساعدة الأكراد بعضهم بعضًا فحسب، وإنما كانت فرحة بذلك التوحد الناشئ حديثًا الممهد للحلم الكردي، بعيدًا عن صراعات قادة الفصائل الكردية التي تنحت جانبًا للمرة الأولى من أجل غرض واحد؛ فهم يشعرون الآن أن أي شيء يمكن أن يحدث.

الأكراد، بجميع فصائلهم، يحلمون بدولة تتمتع بضرب من الديمقراطية والليبرالية، رغم الخطط التي يدبرها قاداتهم من أجل السلطة، وكذلك فإن مخاوفهم واحدة وهي عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ولكن، مما يبدو، فإن تلك المخاوف قد ساعدت على تعزيز اتحاد الأكراد؛ فقد أصبحت حكومة إقليم كردستان في العراق الحليف الأفضل لجميع من يحارب “داعش”، وكذلك فإن السلام الناشئ حديثًا بعد هدنة حروبهم مع تركيا منذ عام 1984 من أجل استقلال جنوب شرق كردستان قد مهد الطريق أمام حلم إقامة الأكراد لدولتهم الخاصة.

من هم الأكراد؟

وعلى الرغم من الدور الذي يلعبه الأكراد في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ إلا أن تعدد فصائلهم أحيانًا ما يشكل لبسًا لدى العديد، وفيما يأتي تفصيل بتقسيمات تلك الفصائل:

الحزب الديمقراطي الكردستاني: وهو الفصيل الرئيس في كردستان العراق، ويشكل إقطاعية من قبيلة بارزان، ويقودها رئيس المنطقة “مسعود بارزاني”، ابن أحد عناصر المقاومة الشهيرة التي قادت صراعًا ضد بغداد، والحزب مؤيد للرأسمالية وكذلك للغرب ومقرب من تركيا.

الاتحاد الوطني الكردستاني: وهو الفصيل الثاني في كردستان العراق، ويشكل إقطاعية من قبيلة “طالباني”، التي يقودها “جلال طالباني” الذي كان ممثلًا عن الرئيس العراقي حتى العام الجاري، الاتحاد مقرب من إيران ولكنه ليس عدائيًّا مع الغرب.

حزب العمال الكردستاني: يتبنى النظرية الماركسية، وشارك في حرب دموية مع تركيا منذ عام 1984 حتى 2014 عندما اتفق الطرفان على هدنة؛ إذ كانت الحرب الدائرة تستهدف تحقيق المزيد من الاستقلال في جنوب شرق كردستان، يقود الحزب عبد الله أوجلان، المعروف باسم “آپو”، المسجون في تركيا منذ عام 1999.

حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح “وحدات حماية الشعب”: استغل الحزب وجناحه الحرب الدائرة في سوريا من أجل تشكيل دولة صغيرة في ثلاثة أجزاء من شمال سوريا، التي تأتي “كوباني” في وسطهم، وهو مقرب من حزب العمال الكردستاني؛ حتى إنه يكاد يكون كيانًا خاضعًا له.

المجلس الوطني الكردي: وهو تحالف من الأحزاب السورية الكردية غير الموالية لحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح، وهو مقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني التابع لـ”مسعود بارزاني” إلى الحد الذي يرى البعض أنه جزء من معركته مع “عبد الله أوجلان” من أجل قيادة الأكراد.

التقرير