العرب يراقبون مواقف بوريس جونسون ولا يراهنون عليه

العرب يراقبون مواقف بوريس جونسون ولا يراهنون عليه

لندن – تراقب الدول العربية عن كثب ما سيسفر عنه أداء بوريس جونسون على رأس الحكومة البريطانية المقبلة وتضع في اعتبارها المواقف السابقة التي أدلى بها قبل تقلده منصبه الجديد، خصوصا حين شغل منصب وزير الخارجية في حكومة تيريزا ماي.

ولا تعوّل غالبية الدول العربية على مواقف مؤثرة لجونسون تدعم الملفات الحرجة سواء المتعلقة بالتصعيد الإيراني والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية أو في القضية الفلسطينية.

وطالب دبلوماسيون في العاصمة البريطانية لندن، العالم العربي بعدم التموضع وفق المعطى البريطاني الجديد بشخص جونسون رئيسا للوزراء.

وقال هؤلاء إن زعيم حزب المحافظين الجديد يواجه معارضة من داخل الجسم القيادي للحزب على الرغم من الشرعية التي منحته إياها القاعدة الحزبية في الانتخابات الداخلية لخلافة ماي.

وأوضح هؤلاء أن شخصيات رفيعة في الحزب تجاهر بأنها لن تدعم جونسون ناهيك عن استقالة وزراء من حكومة ماي وإعلانهم مع آخرين عدم قبولهم العمل داخل حكومة يقودها جونسون.

وذكرت مصادر سياسية عربية أن العواصم العربية تعتبر أن مواقف جونسون سواء تلك المتعلقة بالعرب أو إسرائيل أو إيران أو مسائل الشرق الأوسط متقلبة وتأخذ أبعادا شعبوية.

رئيس وزراء بريطانيا الجديد يتعهد بحسم بريكست بحلول أكتوبر

وكانت الحكومة البريطانية قد قالت في ديسمبر 2016 إن تصريحات وزير الخارجية آنذاك جونسون عن السعودية لا تمثل “موقف الحكومة“.

وقد ظهر مقطع فيديو آنذاك يتهم فيه جونسون السعودية بأنها تدير “حروبا بالوكالة” في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من المجاملة الدبلوماسية التي صدرت عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تهنئه جونسون، إلا أن المراقبين يلفتون إلى أن جونسون يتسلم منصبه الجديد في عزّ الأزمة البريطانية الإيرانية المتعلقة بقيام الحرس الثوري بـ”قرصنة” ناقلة نفط بريطانية، وفق تعبير لندن.

واستبعد المراقبون أن يعمد جونسون إلى إجراءات تتناقض مع تلك التي اتخذتها حكومة ماي وأعلن عنها وزير الخارجية جيريمي هانت في هذا الصدد، مشيرين إلى أن المزاج الشخصي لا يمكن أن يقود دولة في حجم بريطانيا، وأن رئيس الحكومة الجديد سيجد نفسه مجبرا على تعديل مواقفه.

وهنأ ظريف، الثلاثاء، حونسون على فوزه برئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، لكنه حذر بأن إيران تعتزم حماية الخليج.

وكان جونسون قد أعلن، منتصف الأسبوع الماضي، أنه لن يدعم حربا قد تشن ضد إيران.

وقال خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسه وزير الخارجية الحالي هانت “إذا سألتموني ما إذا كنت سأدعم العمل العسكري ضد إيران حال اختياري رئيسا للوزراء، فالجواب سيكون لا“.

وأوضح أنه لا يؤمن بأن الحرب مع إيران “خيار عقلاني” للغرب، مضيفا “أنه يجب أن تكون الدبلوماسية هي أفضل وسيلة للمضي قدما“.

العرب