إيران تمضي في تعنتها بتوسيع خروقاتها للاتفاق النووي

إيران تمضي في تعنتها بتوسيع خروقاتها للاتفاق النووي

جنيف – أعلنت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي أبلغ نوابا الأحد بأن إيران ستستأنف العمل في مفاعل آراك النووي للماء الثقيل.

ونسبت الوكالة تقريرها إلى نائب في البرلمان حضر الاجتماع. ويمكن استخدام الماء الثقيل في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم وهو وقود يستخدم في صناعة الرؤوس الحربية النووية.

وتوقفت إيران في مايو عن الوفاء ببعض الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية وذلك بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرض عقوبات على طهران.

وتحاول الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق الحفاظ عليه وهي مهمة صعبة على نحو متزايد مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في الأسابيع القليلة الماضية.

وستلتقي الأحد بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين مع إيران في فيينا لمناقشة سبل إنقاذ الاتفاق وذلك في اجتماع استثنائي.

وفي الثالث من يوليو تموز، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن طهران ستزيد مستويات تخصيب اليورانيوم وستبدأ إعادة العمل في مفاعل آراك للماء الثقيل بعد السابع من يوليو إذا لم توفر الدول الأعضاء في الاتفاق الحماية للتجارة مع إيران وهو تعهد منصوص عليه في الاتفاق لكن العقوبات الأمريكية أعاقته.

وقال مسؤولون إيرانيون إن من الممكن العدول عن تقليص الالتزامات إذا أوفت الدول الباقية في الاتفاق بوعودها.

وقالت قوى غربية إنه ينبغي كبح جماح طموحات إيران النووية بسبب مخاوفها من اعتزام الجمهورية الإسلامية تصنيع أسلحة نووية. وتنفي طهران ذلك.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين تجتمع مع إيران في فيينا لمناقشة سبل إنقاذ الاتفاق وذلك في اجتماع استثنائي

وستترأس هيلجا شميد الأمين العام لخدمة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي الأحد اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي مع إيران.

وتصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن نتيجة الانسحاب الأميركي في مايو 2018 من الاتفاق. وأتبعت واشنطن هذه الخطوة بإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران أنهكت اقتصادها.

ولإبقاء التزامها بالاتفاق، تصر إيران على الدول الأوروبية، خاصة المشاركة في التوقيع على الاتفاق النووي (بريطانيا وألمانيا وفرنسا)، لاتخاذ إجراءات تتيح لها الالتفاف على العقوبات الأميركية.

ورداً على العقوبات الأميركية وبغية حض الأوروبيين على التحرك، بدأت إيران تتنصل من بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي.

لم تعد إيران تتقيد بكمية اليورانيوم المخصب التي يحق لها امتلاكها وهي 300 كلغ، كما زادت من تخصيب اليورانيوم في منشآتها لتتجاوز نسبة 3،67% الواردة في الاتفاق.

كذلك هددت طهران بخطوات إضافية في هذا الإطار مطلع أيلول/سبتمبر المقبل ما لم يتم التجاوب مع مطالبها. لكن الشركاء الأوروبيين يواصلون حض إيران على الاستمرار بالالتزام بالاتفاق.

والمحاولات الأوروبية، خاصة من جانب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتحقيق اختراق ينقذ الاتفاق النووي، لم تكن فعالة حتى الآن.

غير أن الدول الموقعة على الاتفاق ما زالت تأمل بتحقيق انفراجة في الاجتماع الوزاري المقبل الذي لم يتم تحديد موعد له بعد.

وقال دبلوماسي أوروبي إنه “من الضروري التحدث مع الإيرانيين بعد الانتهاكات المثبتة لالتزاماتهم”، معتبراً أن “الاجتماع على المستوى الوزاري سيكون ضرورياً”.

العرب