دعوة إماراتية إلى التهدئة بعدن وتوحيد الجهود لمواجهة الحوثيين

دعوة إماراتية إلى التهدئة بعدن وتوحيد الجهود لمواجهة الحوثيين

القاهرة – أبدى أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قلقه العميق بشأن الاشتباكات العنيفة بمدينة عدن باليمن، داعيا إلى ضرورة وقف العمليات القتالية.

ودعا غوتيريش في بيان صادر عن المنظمة الأممية أطراف الصراع إلى “إجراء حوار شامل لحل خلافاتها ومعالجة المخاوف المشروعة لكل اليمنيين”.

كما دعت الإمارات، الشريك الرئيسي للسعودية في قيادة التحالف العسكري في اليمن، إلى “التهدئة وعدم التصعيد” في مدينة عدن جنوب اليمن، معربة عن قلقها من استمرار المواجهات المسلحة بين قوات الحكومة اليمنية وقوات الانفصاليين الجنوبيين.

وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيان إن بلاده “وكشريك فاعل في التحالف العربي تقوم ببذل كافة الجهود للتهدئة وعدم التصعيد في عدن وفي الحث على حشد الجهود تجاه التصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته”.

ودعا إلى “حوار مسؤول وجاد من أجل إنهاء الخلافات والعمل علي وحدة الصف في هذه المرحلة الدقيقة والحفاظ على الأمن والاستقرار”.

وشدد الشيخ عبد الله على “ضرورة تركيز جهود جميع الأطراف على الجبهة الأساسية ومواجهة مليشيا الحوثي الإنقلابية والجماعات الإرهابية الأخرى والقضاء عليها”.

ودعا الشيخ عبد الله أيضا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى أن “يبذل جهوده في الضغط لإنهاء التصعيد الكبير الذي تشهده مدينة عدن لما للاقتتال الحالي من تداعيات سلبية على الجهود الأممية والتي تسعى جاهدة لتحقيق الأمن والاستقرار عبر المسار السياسي والحوار والمفاوضات”.

يأتي ذلك تجددت الاشتباكات العنيفة السبت في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن، وقالت مصادر طبية إن ما لا يقل عن ثمانية مدنيين قتلوا في عدن المقر المؤقت لحكومة اليمن المعترف بها دوليا.

وأفاد شهود عيان إن المعارك استؤنفت عند الفجر قرب القصر الرئاسي الخالي تقريبا في مديرية كريتر، ومعظمها مأهولة بالسكان، والقريبة من مطار عدن الدولي وفي حي يقطن فيه وزير الداخلية أحمد الميسري الذي غادر مقر سكناه قبل استئناف الاشتباكات.

وقال استيفان دوغريك، المتحدث باسم غوتيريش، في بيان، إن الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء المواجهات العنيفة في عدن، بما في ذلك محيط القصر الرئاسي والمطار الدولي.

أكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ“العرب” فشل كافة محاولات تثبيت الهدنة في عدن التي تم التوصل إليها خلال الساعات الماضية بوساطة من التحالف العربي، مشيرة إلى أن قيادة التحالف لازالت تبذل حتى كتابة هذا الخبر مساعي حثيثة لتخفيف حدة التوتر ووقف المواجهات العنيفة التي امتدت نحو مختلف مناطق العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

ويقود التحالف العربي حراك سياسي واسع لوقف الاشتباكات، غير أن جهوده لازالت تصطدم بحالة عدم الثقة المتنامية بين الأطراف المتصارعة، وقائمة المطالب التي تقدّم بها كل طرف والتي تحتاج بحسب المصادر إلى حوار عميق وحقيقي يصعب التوصل إليه بالنظر إلى عامل الوقت الذي يساهم في احتدام حدة المواجهات، وتضييق هامش المناورات السياسية.

ويتعرّض التحالف العربي لضغوط من الحكومة اليمنية في الوقت الذي يساور قيادته القلق من خسارة المقاومة الجنوبية كأحد أهم حلفائه على الأرض في محاربة المشروع الإيراني، في حال تمّ تبنّي مطالب الحكومة الشرعية بحذافيرها.

ووفقا لمصادر سياسية مطّلعة سيشهد الملف اليمني تحوّلا كبيرا خلال الفترة المقبلة من جهة تعامل التحالف العربي مع كافة ملفات الصراع المؤجلة بين الأطراف المناوئة للحوثيين، والعمل على إعادة التوازن لمؤسسات الشرعية عبر إشراك كافة تلك القوى والمكوّنات التي تعتبر أنها تتعرّض لعملية إقصاء ممنهجة لصالح تمكين جماعة الإخوان المسلمين.

وسبق أن شهدت عدن مواجهات عنيفة بين قوات الحزام الأمني وألوية الحماية الرئاسية في يناير 2018 انتهت بسيطرة المجلس الانتقالي على معظم المناطق والمعسكرات التابعة للحكومة اليمنية، غير أن تدخل التحالف العربي ومباشرة لجنة عسكرية من التحالف للهدنة أفضت إلى وقف المواجهات وعودة القوات إلى ثكناتها، من دون معالجة أسباب وخلفيات الصراع الذي يتكرر اليوم.

العرب