حياد عربي وإسلامي تجاه كشمير: باكستان تدفع ثمن مواقفها الملتبسة

حياد عربي وإسلامي تجاه كشمير: باكستان تدفع ثمن مواقفها الملتبسة

إسلام أباد – أطبقت حالة من الصمت على دول عربية وإسلامية بارزة مثل السعودية وتركيا وإيران وهي تشاهد الحكومة الهندية تجرد كشمير الخاضعة للحكم الهندي من استقلالها، وتفرض حظر تجول عسكري واسع في المنطقة ذات الغالبية المسلمة المتنازع عليها وتقطع جميع سبل الاتصال والإنترنت عن سكانها.

ويعزى هذا الصمت في جانب منه إلى معاملات تجارية كبرى مع الهند لمختلف دول المنطقة، حتى أن معاملات نيودلهي مع الخليجيين تتجاوز 100 مليار دولار، فإن الأمر يعود أيضا إلى التباس مواقف باكستان التي تريد استثمارات ودعما ماليا مباشرا، لكنها تفضل البقاء على الربوة مثل تلكئها في الانضمام للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب والذي يقوم على أداء دور مزدوج ضد الجماعات الإسلامية المتشددة وضد إيران في نفس الوقت.

وأعلنت السعودية أنها ستقرض باكستان 6 مليارات دولار، فضلا عن حزمة مشاريع تم إقرارها خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إسلام أباد، ونشطت تسريبات عن أنه سيعمل على الوساطة بين باكستان والهند لأهمية البلدين في استراتيجية الرياض التي تقوم على تنويع الشركاء.

وأعلنت الإمارات العربية المتحدة عزمها على تقديم وديعة بقيمة 3 مليارات دولار في البنك المركزي الباكستاني لدعم السياسة المالية والنقدية.

ولم يلتقط رئيس الوزراء الجديد عمران خان الرسالة الخليجية، وحين جاءت أزمة كشمير وجدت باكستان نفسها في موقف صعب.

وحثت المملكة العربية السعودية ذات الثقل الإقليمي على ضبط النفس وأعربت عن قلقها إزاء الأزمة المتصاعدة. ولم يشر البيان السعودي المختصر إلى التوترات في كشمير، لكنه أشار إلى أن المملكة “تتابع الوضع الحالي” ودعت إلى عمل “تسوية سلمية” بما يتماشى مع القرارات الدولية.

ويعتبر ردّ الفعل السعودي تجاه أزمة كشمير معقدا للغاية بسبب علاقاتها الوثيقة مع كل من الهند وباكستان، اللتين خاضتا حربين على منطقة الهيمالايا المتنازع عليها، وكذلك بسبب التنافس الأيديولوجي بين باكستان وكل من تركيا وإيران من أجل فرض النفوذ على العالم الإسلامي.

وتواصل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، مع زعماء السعودية والبحرين في الأيام الأخيرة لمناقشة تصرفات الهند في كشمير، لكن من غير الواضح إذا كان خان سيجد دعما.

الدعم الخليجي لباكستان: 6 مليارات دولار قرض سعودي و3 مليارات دولار وديعة إماراتية

كما أن تركيا، التي عمل خان على الانفتاح عليها دون مراعاة مصالحه في الخليج، بدت صامتة تجاه ما يجري، والأمر نفسه بالنسبة إلى إيران التي تمثل الهند أملها في خرق الحظر الأميركي على منتجاتها النفطية.

واكتفت تركيا، التي تقدر حجم معاملاتها التجارية مع الهند بنحو 7 مليارات دولار، بموقف باهت من رئيسها رجب طيب أردوغان حين أكد في اتصال هاتفي مع خان على حرية سكان الإقليم الواقع تحت النفوذ الباكستاني في تقرير مصيرهم.

وأجازت إيران وقفة احتجاجية لحوالي 60 طالبا خارج السفارة الهندية في طهران الأسبوع الماضي. وأصدر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزارة الخارجية، تصريحات مخففة دعت إلى الحوار والسلام بين باكستان والهند.

وانتقد خان، الخميس، صمت المجتمع الدولي بشأن كشمير، متسائلا عما إذا كان العالم سيشهد قريبا “مجزرة أخرى وتطهيرا عرقيا للمسلمين”، في إشارة إلى حرب البوسنة في التسعينات من القرن الماضي.

وحذر المجتمع الدولي من السماح بحدوث ذلك، قائلا “ستكون له تداعيات وردود فعل حادة في العالم الإسلامي في صورة أعمال تطرف وعنف”.

وتضم دول الخليج العربي أكثر من 7 ملايين من المغتربين الهنود الذين يساعدون في دفع اقتصاد المنطقة والحفاظ على مدنها مكتظة بالأطباء والمهندسين والمدرسين والسائقين وعمال البناء وغيرهم من العمال. ويفقد قرار الهند بوقف العمل بالحكم الذاتي الممنوح لكشمير سكان الإقليم حقهم في ​​الوظائف والمنح الدراسية وملكية الأراضي.

وقال حسن الحسن، الخبير في العلاقات الخليجية الهندية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن هذه التوترات الدينية جعلت كشمير مجالا آخر للمنافسة بين السعودية وإيران وتركيا لدعم القضايا الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

العرب