المحطة النهائية لـ”غريس 1″.. هل هي من أسرار بيع النفط الإيراني؟

المحطة النهائية لـ”غريس 1″.. هل هي من أسرار بيع النفط الإيراني؟

قابلت طهران تهديد واشنطن باعتبار أي محاولة تموين أو دعم لناقلة “أريان داريا 1” التي عرفت سابقا باسم “غريس1” بمثابة دعم منظمة إرهابية أجنبية؛ بتجديد تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، وحذرت من عواقب ما أسمته “الإرهاب الاقتصادي الأميركي” ضدها.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني -لدى لقائه وأعضاء حكومته المرشد الأعلى علي خامنئي؛ “إذا مُنعت إيران من تصدير نفطها، فإن الممرات المائية الدولية لن تكون على القدر نفسه من الأمن كما كانت من قبل”، معتبرا أن القوى الكبرى تعلم أن الضغط على إيران لن يكون لصالحها ولن يضمن لها الأمن بالمنطقة والعالم.

وعلى الصعيد العسكري، جددت إيران موقفها الرافض للمبادرة الأميركية لحماية حرية الملاحة بالمياه الخليجية، إذ أكد الجنرال علي فدوي نائب القائد العام للحرس الثوري أن أمن الخليج يقع على عاتق بلاده ودول المنطقة، مضيفا أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة لم يوفر أمنها فحسب، بل أوجد عدم الأمان فيها.

أسرار
وبينما كثر الحديث في إيران وخارجها عن وجهة الناقلة “غريس1” النهائية، خاصة مع نفي اليونان احتمال وصولها لموانئها بحلول 25 من الشهر الجاري؛ اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران محمد صادق كوشكي أن المقصد النهائي للناقلة “من أسرار بيع النفط الإيراني”، ولا ينبغي كشفه.

وأوضح المحلل السياسي -المقرب من الحرس الثوري الإيراني- في تصريح صحفي أن وزارة النفط الإيرانية ستحدد مقصدا للناقلة وفق المصالح الوطنية، معتبرا الضغوط الأميركية على الشركة المشغلة للناقلة وطاقمها جزءا من “الحرب التجارية التي تشنها أميركا على جميع دول العالم”.

وهدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن أي أحد يلمس ناقلة “غريس1″، أو يدعمها، أو يسمح لها بالرسو؛ يواجه خطر التعرض لعقوبات من الولايات المتحدة، مضيفا أنه “إذا اتجهت تلك السفينة مجددا إلى سوريا فسنتخذ كل الإجراءات الممكنة، بما يتسق مع تلك العقوبات من أجل منع ذلك”.

واستبعد كوشكي قدرة الولايات المتحدة على تطبيق تهديداتها بشأن الناقلة الروسية المحملة بالنفط الإيراني، مضيفا أن بلاده أثبتت للندن أنه في حال تضررت مصالح الجمهورية الإسلامية وأمنها الوطني، سيطول التوتر القائم المصالح البريطانية كذلك.

مقصد الناقلة
واعتبر أن قرار توقيف “غريس1” جاء بناء على الإرادة الأميركية، لكنه انتهى وفق الإرادة الإيرانية، وقال إن طهران تحتفظ بحقها برفع شكوى ضد بريطانيا في المحاكم الدولية، معتبرا أن متابعة القضية قضائيا وقانونيا بات ضرورة لإيران للحيلولة دون تكرار مثل أحداث كهذه في المستقبل.

من جانبه، يرى الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني أنه كما أعلن المسؤولون الإيرانيون لا يمكن أن تكون الناقلة العملاقة في طريقها إلى سوريا، خاصة أن حجمها أكبر من أن يستوعبه ميناء بانياس السوري.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد أنه رغم أن بعض التقارير تتحدث عن اليونان باعتبارها الجهة الأخيرة للناقلة، فإن إيران تنتهج سياسة عدم الكشف عن مقصد ناقلات نفطها بسبب العقوبات الأميركية، للحيلولة دون عرقلة أميركا صادراتها النفطية.

وعن إعلان اليونان حول عدم تلقيها طلبا من الناقلة للرسو بأحد موانئها، قال الأستاذ الجامعي الإيراني إن الناقلة لا تزال بعيدة عن المياه اليونانية، وإن أمامها متسعا من الوقت -حتى قبل يومين من وصولها إلى هناك- للقيام بذلك.

مصير غريس1
وعن السيناريوهات المتوقعة للناقلة بعد مغادرتها مياه جبل طارق، قال الأستاذ الجامعي الإيراني إن وصول الناقلة مقصدها النهائي يشكل أولوية لإيران في الظروف الراهنة، ولا عودة متوقعة إلى المياه الإيرانية، لكنها لن تعلن مقصدها مسبقا بسبب الخشية من المشاكل التي قد تختلقها أميركا في سبيل تصفير صادرات النفط الإيراني.

واستبعد أصلاني التدخل الأميركي مباشرة للاستحواذ على ناقلة “أدريان داريا 1″، لا سيما بعد التحذير الإيراني عبر السفارة السويسرية (راعية المصالح الأميركية في طهران) من عواقب إجراءات كهذه، وتوقع أن تقدم طهران علی القيام برد مماثل بتوقيف ناقلة نفط أميركية، مثل توقيفها ناقلة “ستينا إمبيرو” البريطاانية.

وشكك في صحة ما نقلته قناة “فوكس نيوز” الأميركية عن مصادر استخباراتية بأن ناقلة اسمها “بونيتا كوين”، محملة بالنفط الإيراني في طريقها إلى سوريا ستتوقف في دبي للتزود بالوقود، مؤكدا أن واشنطن تستغل الحساسية تجاه سوريا لجذب أكبر عدد من الدول إلى تحالفها وتصفير صادرات النفط الإيراني.

هدفها الضغط
والمهم بالنسبة لأميركا هو الضغط على الجمهورية الإسلامية أكثر من العقوبات المفروضة على النظام السوري، وفقا لأصلاني.

ونقلت قناة فوكس نيوز عن مصادر استخبارية أن الناقلة ستفرغ حمولتها في سفينتين سوريتين تحملان اسم “القادر” و”الياسمين” في البحر الأبيض المتوسط بعد انطلاقهما من دبي في رحلة تستغرق شهورا، حيث ستمران بالقرن الأفريقي إلى البحر المتوسط.

كما تعمدت المصادر الرسمية الإيرانية تجاهل هذا النبأ دون التطرق إليه في الإعلام الرسمي الإيراني.

وغادرت الناقلة الإيرانية “أدريان داريا 1” جبل طارق الأحد الماضي بعدما رفعت العلم الإيراني بدل علم بنما، وأظهرت بيانات تتبع السفن أن السفينة متجهة إلى ميناء (كالاماتا) جنوبي اليونان، وأنه مقرر أن تصله الاثنين المقبل الموافق 26 أغسطس/آب الجاري.

الجزيرة