طهران تميل إلى التهدئة مع واشنطن لتخفيف حدة العقوبات

طهران تميل إلى التهدئة مع واشنطن لتخفيف حدة العقوبات

واشنطن – يبدو أن طهران باتت عن قناعة أنه لا خيار أمامها سوى المهادنة فيما يخص الملف النووي والخضوع لشروط واشنطن والجلوس على طاولة المفاوضات لتخفيف حدة العقوبات الأميركية التي كان لها وقع كارثي على اقتصاد البلاد.

وأكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس أنّ إيران تريد عقد لقاء مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما كان ألمح إلى إمكان تخفيف العقوبات عن طهران إفساحاً في المجال أمام عقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني.

وتأتي الدعوة الإيرانية بعد خيبة الأمل الكبيرة من دول أوروبية كانت تراهن عليها طهران من أجل تخفيف العقوبات المفروضة على اقتصادها.

ورغم تخلي إيران عن التزاماتها حيال بنود الاتفاق النووي كوسيلة للضغط على الأوروبيين، إلا أنه لم يتم تحقيق أي تقدم يذكر حيال الضغوط الأميركية المسلطة على نظام ولاية الفقيه.

وقال الرئيس الأميركي قبيل توجّهه إلى مدينة بالتيمور القريبة من واشنطن “يمكنني القول إنّ إيران تريد عقد لقاء معنا”.

وتنتهج طهران سياسة الازدواجية في الخطاب حيال أزمتها مع واشنطن، بحيث تجهر بالعداء للولايات المتحد وتظهر نظامها في صورة المقاوم للجبروت الأميركي وتعمل سرّا عبر وسطاء لمهادنة واشنطن والاستجابة لكل شروط الإدارة الأميركية.

وكان ترامب أبدى مراراً استعداده للقاء نظيره الإيراني الذي يُرتقب أن يُشارك في اجتماعات الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك هذا الشهر، علماً أنّ إيران لم تُبد أيّ تجاوب مع طرحه.

في المقابل قال الرئيس الإيراني “ألّا معنى” لمحادثات مع الولايات المتّحدة ما لم ترفع عقوباتها عن الجمهورية الإسلاميّة. وحذّر ترامب بدوره إيران من أنّ تخصيبها اليورانيوم “سيكون خطيراً جدّاً عليها”.

وقال ترامب في المكتب البيضوي “لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية سيكون التخصيب خطيراً جدّاً عليها”. وأضاف “أعتقد أنّ إيران لديها إمكانات مهمّة نأمل في التوصّل إلى اتّفاق”، وأعاد تأكيد اقتناعه بأنّ طهران “ترغب في التوصّل إلى اتّفاق”.

وتصاعد التوتّر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس الأميركي في مايو 2018 من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين طهران والدول الكبرى وإعادة فرضه عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وأبدى الرئيس الأميركي منذ توليه الرئاسة سياسة حازمة تجاه إيران من أجل وضع حد لطموحاتها النووية وكبح توسيع نفوذها بشكل يهدد استقرار المنطقة برمتها عبر أذرعها المسلحة في أكثر من عاصمة عربية.

وبعد 12 شهراً على انسحاب واشنطن من الاتّفاق، بدأت إيران اتّخاذ خطوات نحو تقليص التزاماتها في الاتفاق، وقامت بزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب متجاوزةً سقف 300 كلغ المحدّد في الاتّفاق، كما رفعت درجة التخصيب متجاوزةً نسبة 3,67 بالمئة وأعلنت بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطوّرة.

ويرى محلّلون أنّ هناك أملاً متزايداً بإمكان التوصّل إلى تسوية بعد إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون المعروف بموقفه المتصلب تجاه الملف الإيراني.

العرب