التعزيزات العسكرية في الخليج تطوّق تحركات طهران

التعزيزات العسكرية في الخليج تطوّق تحركات طهران

طهران – تناسى الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحاته المنتقدة للتعزيزات الأمنية الدولية في الخليج، أن هذه الخطوة جاءت من أجل وضع حد لتصاعد تهديدات نظام ولاية الفقيه لإمدادات النفط العالمية والسياسة العدوانية والتخريبية لطهران التي تهدد استقرار المنطقة برمتها.

ويرى روحاني أن وجود قوات أجنبية في الخليج يؤدي إلى تفاقم “غياب الأمن”، وذلك بعد الإعلان عن إرسال تعزيزات أميركية إلى المنطقة.

وقال مراقبون إن تصريحات الرئيس روحاني تعكس مخاوف طهران من التعزيزات الأميركية في المنطقة والتي من شأنها أن تحد من تحركاتها وتقطع الطريق على مخططاتها المستقبلية.

وأضافت المصادر ذاتها أن طهران اليوم باتت مكشوفة أمام المجتمع الدولي، وأي تحرك مثير للريبة تقوم به سيكون تحت رقابة المجتمع الدولي.

وقال روحاني في بداية عرض عسكري في طهران إن إيران “ستقدم خطة في الأيام المقبلة في الأمم المتحدة” للتعاون من أجل ضمان أمن “الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان” بين دول المنطقة.

وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني بعد الكشف عن تورط طهران في الهجوم على منشأتي نفط في السعودية صعّد من حدة التوتر في المنطقة.

وتعمل الرياض حاليا بالتنسيق مع الولايات المتحدة لدراسة خيارات الرد على هذه الهجمات، وحث المجتمع الدولي على العمل من أجل وضع حد لسياسات طهران التخريبية.

وقال روحاني في الخطاب الذي بثه التلفزيون الحكومي مباشرة “بقدر ما تبقون بعيدين عن منطقتنا، كلما كانت أكثر أمنا”، في إشارة إلى التعزيزات الأميركية التي تعمل بالأساس على حماية الملاحة البحرية وإمدادات النفط في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وباب المندب.

وفي محاولة لاستمالة دول الخليج العربي، أكد روحاني أن إيران تمد “يد الصداقة والأخوة” إلى دول المنطقة، وقال إن المنطقة تشهد “مرحلة دقيقة وترتدي أهمية تاريخية”.

وكشف أن إيران ستقدم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تفتتح الثلاثاء في نيويورك خطة للتعاون الإقليمي تسمى “الأمل” وتهدف إلى ضمان أمن الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان “بمساعدة دول المنطقة”، دون تقديم أي تفاصيل.

وتنتهج طهران ازدواجية الخطاب والمراوحة بين التصعيد والتهدئة في محالة لكسب مزيد من الوقت، حيث حذر قائد الحرس الثوري الإيراني من أن أي دولة تهاجم الجمهورية الإسلامية ستصبح “ساحة المعركة الرئيسية” في النزاع، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال تعزيزات عسكرية إلى الخليج.

وقال اللواء حسين سلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران “من يريد أن تكون أراضيه الساحة الرئيسية للمعركة فنحن مستعدون لها”. وأضاف “لن نسمح مطلقا بجر الحرب الى أراضينا”.

وتابع “نأمل في ألا يرتكبوا خطأ استراتيجيا” كما فعلوا في السابق قبل أن يعدد ما وصفه بـ”المغامرات” العسكرية الأميركية ضد إيران.

وتأتي تصريحاته بعد أسبوع على هجمات استهدفت منشآت نفطية في السعودية وتبناها المتمردون الحوثيون في اليمن، لكن الرياض وواشنطن نسبتاها إلى إيران.

وقال سلامي متحدثا في “متحف الثورة الإسلامية والدفاع المقدس” خلال افتتاح معرض لما قالت إيران انه طائرات مسيّرة أميركية وأخرى أسقطت على أراضيها، “قضية تحطم كل هذه الطائرات بدون طيار داخل حدود بلادنا، هي حقيقة محزنة تكشف أن الأميركيين اعتدوا على أجواء بلادنا”.

وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أعلن الجمعة إرسال تعزيزات عسكريّة أميركيّة إلى الخليج، ولم يتمّ بعد تحديد عدد القوّات ونوع المعدّات التي ستُرسل. لكنّ رئيس هيئة الأركان الجنرال جو دانفورد أوضح في مؤتمر صحافي في البنتاغون أنّ الجنود الذين سيتمّ إرسالهم في إطار التعزيزات لن يكونوا بالآلاف.

العرب