استراتيجية “الشرعية” في تمكين الإخوان تمهد للصدام مع الانتقالي الجنوبي

استراتيجية “الشرعية” في تمكين الإخوان تمهد للصدام مع الانتقالي الجنوبي

عدن – قالت مصادر  إن القرار المفاجئ بإقالة مدير شرطة محافظة أرخبيل سقطرى وتعيين آخر موال لحزب الإصلاح، يأتي في سياق السياسة الممنهجة التي تتبعها دوائر في “الشرعية” بشأن حوار جدة ودفع الأمور باتجاه الصدام ومحاولة فرض أمر واقع في محافظات جنوب اليمن التي تشهد توترا بين قوات الحزام الأمني وقوات حكومية تدين بالولاء لحزب الإصلاح، وهو ما يهدد باشتعال المواجهة مع الانتقالي الجنوبي من جديد.
وأشارت المصادر إلى أن هذا القرار المثير للجدل والذي أثار استياء أبناء سقطرى، يأتي ضمن سلسلة من القرارات المعلنة وغير المعلنة التي تهدف إلى تمكين قيادات عسكرية وأمنية ومدنية محسوبة على جماعة الإخوان في عدد من المحافظات المحررة، حيث صدرت العشرات من القرارات الشبيهة لتعيين عناصر إخوانية في مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية في محافظة شبوة، إضافة إلى صدور قرارات أخرى في الجيش الوطني.
ولفتت المصادر إلى أن التيار المهيمن في الحكومة الشرعية، والذي يعمل على إفشال حوار جدة، الذي تشير المعلومات إلى وصوله إلى طريق مسدود جراء رفض الرئيس هادي مسودة الاتفاقية التي اقترحتها الحكومة السعودية، يحاول إفراغ أي اتفاق من مضمونه واستباق أي ضغوط من خلال تعيين قيادات محسوبة على حزب الإصلاح، وإقالة قيادات تنتمي إلى تيارات سياسية أخرى.
واستغربت مصادر مطلعة صدور قرارات تعيين في المؤسسات الأمنية في كل من شبوة وسقطرى، في الوقت الذي يتواجد فيه وزير الداخلية في الحكومة اليمنية أحمد الميسري في العاصمة العمانية مسقط منذ قرابة أسبوعين، عوضا عن كون تعيين مدراء شرطة لا يحتاج إلى قرارات صادرة من الرئاسة، بل من وزير الداخلية فقط.
وفي مؤشر على احتمال عودة خيار المواجهة العسكرية بين المجلس الانتقالي والحكومة، مع تصاعد مؤشرات انهيار حوار جدة، أعلنت قوات العمالقة الجنوبية المتواجدة في الساحل الغربي، السبت، الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى العاصمة عدن، وفقا لتصريحات مدير مركز إعلام ألوية العمالقة الجنوبية، أصيل السقلدي، الذي لفت إلى أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل المتعلقة بالتعزيزات في وقت لاحق.
ولم تستبعد” أن تكون حالة التأزيم المتعمدة التي ينتهجها تيار مؤثر في “الشرعية” بزعامة قيادات سياسية ووزراء يتواجدون في مسقط، جزءا من نهج الابتزاز للتحالف العربي الذي كشفت عنه تصريحات صادرة عن مسؤولين يمنيين في مسقط يخوضون حوارا سريا مع تيارات معادية للتحالف العربي من بينها مكونات جنوبية موالية لإيران والدوحة مثل باعوم والحريزي وقيادات إخوانية مثل توكل كرمان وحمود المخلافي، إلى جانب قيادات حوثية من بينها محمد عبدالسلام وعبدالملك العجري المقيمان في مسقط بشكل دائم.

وكشفت مصادر خاصة لـ”العرب” عن زيارات قام بها محافظ سقطرى رمزي محروس للعاصمة العمانية مسقط في الآونة الأخيرة حيث تقيم أسرته، وعن لقائه بضباط قطريين وعمانيين، وهو ما يفسر سياسة التأزيم التي ينتهجها والتي تقوم على خطاب إعلامي معاد للتحالف العربي بقيادة السعودية.
وفي تصريح حول تداعيات الأوضاع في سقطرى، قال رأفت الثقلي، وهو شخصية اجتماعية وقبلية بارزة في الأرخبيل، إن التوتر بدأ في أعقاب إبلاغ المحافظ رمزي محروس مدير شرطة سقطرى العميد علي أحمد الرجدهي بقرار إقالته وطلب حضوره في يوم إجازة لتسليم مهام عمله للمدير الجديد الموالي للإصلاح.
ولفت الثقلي في اتصال مع “العرب” إلى أن الرجدهي رحب بقرار إقالته، وطلب تأجيل الإجراءات القانونية والإدارية، غير أنه فوجئ بتطويق إدارة الأمن بالتنسيق مع قوات الجيش التابع للواء مشاة بحري أول، وهو ما دفعه إلى توجيه كل مراكز ووحدات الأمن برفع الجاهزية وتأمين مداخل ومخارج المحافظة في مديرية حديبو وقلنسية مساء الجمعة الماضي. بينما حشد المحافظ قواته المستقدمة من مأرب، وهما كتيبتان قوامهما أكثر من 700 فرد وتم توزيعهما على مداخل ومخارج المحافظة.
وأشار الثقلي إلى تدخل قائد القوات السعودية العميد يوسف بن علي الفريدي المتواجدة في محافظة أرخبيل سقطرى لاحتواء الأزمة التي كادت تتحول إلى اقتتال بين أبناء سقطرى، وتوصلت الجهود التي قادها الفريدي إلى الاتفاق على سحب قوات الجيش وميليشيات الإخوان المسلمين التابعة للفريق علي محسن الأحمر إلى ثكناتها وبقاء القوات الأمنية كما هي حتى انتهاء الحوار بين العميد الرجدهي واللجنة الأمنية بالمحافظة مع قائد القوات السعودية.
وأضاف الثقلي أن حالة الاستفزاز التي قام بها محافظ سقطرى دفعت الكثير من القوات الأمنية وضباط الشرطة للانضمام إلى العميد الرجدهي ضد تصرفات المحافظ، في الوقت الذي قامت فيه قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي بسقطرى وخاصة في مديرية قلنسية برفع أعلام الحراك الجنوبي على كل مباني الأمن والإدارة المحلية ولا يزال الوضع هناك محتقنا.
واعتبر الثقلي أن هذه القرارات التي تخدم أجندة حزب الإصلاح في سقطرى والتي تسعى جاهدة لعرقلة التنمية ودور دولة الإمارات العربية المتحدة الإنساني في محافظة أرخبيل سقطرى، أثارت غضب واستياء المكونات السياسية والاجتماعية في سقطرى والتي تداعت للخروج في مظاهرات حاشدة ضد المحافظ محروس والمطالبة بإقالته نظرا للدور الذي يمارسه في جر الأرخبيل إلى صراع قد يؤدي إلى صدام مسلح في الجزيرة الآمنة والمسالمة.
وقال الثقلي “هناك أنباء عن انشقاقات في الأمن والجيش ضد سياسة التعيينات الأخيرة التي تخدم أجندة حزب الإصلاح وتخوف من سيطرة سلطنة عُمان وقطر على أرخبيل سقطرى عبر السلطة المحلية الممثلة بمحافظ محافظة أرخبيل سقطرى، وهو ما عبر السقطريون عن رفضه في أكثر من مظاهرة حاشدة”.

العرب