الجيش التركي يتهيأ لساعة الصفر وسط استنفار كردي

الجيش التركي يتهيأ لساعة الصفر وسط استنفار كردي

أنقرة – أعلنت أنقرة أن العملية العسكرية شمال سوريا ستبدأ خلال ساعات بعد حشد الجيش لقواته على الحدود السورية، جاء ذلك فيما حذر أكراد سوريا من “كارثة إنسانية وشيكة”.

وقال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إن القوات التركية ستعبر الحدود السورية مع مقاتلي الجيش السوري الحر “قريبا”، وذلك بعدما مهد انسحاب القوات الأميركية السبيل أمام التوغل التركي.

وناشد الأكراد التحالف والمجتمع الدولي لفرض حظر للطيران، في محاولة لتفادي أزمة إنسانية وشيكة، وسط تعزيزات عسكرية كردية على الحدود استعدادا لأي هجوم عسكري وشيك.

ورجحت قيادات من قوات سورية الديمقراطية (قسد) أن يبدأ الهجوم التركي من منطقتي تل أبيض ورأس العين، بعد أن أكد شهود عيان تحليق مقاتلات تركية للاستطلاع منذ الصباح الباكر فوق سماء المدينتين.

ونفذ الجيش التركي ضربات جوية استهدفت الحدود السورية-العراقية لمنع القوات الكردية من استخدام الطريق لتعزيز شمال شرق سوريا.

وكشف مسؤول أمني أن “أحد الأهداف الرئيسية كان قطع طريق المرور بين العراق وسوريا قبل العملية في سوريا”، مضيفا “بهذه الطريقة تم قطع طريق عبور الجماعة إلى سوريا وخطوط الإمداد بما في ذلك بالذخيرة”.

من جانبها، حذرت قيادة قوات سورية الديمقراطية (قسد) أن مناطق شمال شرق سوريا الحدودية على حافة كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة.

وأضافت أن “كل المؤشرات والمعطيات الميدانية والحشود العسكرية على الجانب التركي من الحدود تشير إلى أن مناطقنا الحدودية ستتعرض لهجوم تركي بالتعاون مع المعارضة السورية المرهونة لتركيا”.

ودعا الأكراد إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي حقنا لدماء الألاف من الأبرياء المدنيين، حيث رجحوا أن الهجوم سيؤدي لسفك دماء آلاف المدنيين الأبرياء بسبب اكتظاظ المناطق الحدودية بالسكان.

وسبق وأن قالت تركيا إنها تعتزم إقامة “منطقة آمنة” من أجل عودة ملايين اللاجئين إلى الأراضي السورية، غير أن تلك الخطة أثارت انزعاج بعض الحلفاء في الغرب بقدر ما أثارت قلقهم المخاطر التي تشكلها العملية العسكرية ذاتها.

وبالنسبة لتركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا جماعة إرهابية لصلتها بمقاتلين يشنون عليها تمردا في الداخل، فإن تدفق سوريين غير أكراد سيساعدها في إنشاء منطقة عازلة تقيها خطرا أمنيا رئيسيا.

ومن شأن الانسحاب الأميركي من المنطقة أن يترك القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن منذ فترة طويلة عرضة لهجوم القوات المسلحة التركية.

وعلى مقربة من بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية رأى شهود عيان مدافع هاوتزر خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود، وكانت موجهة صوب سوريا.

وعلى بعد نحو 60 كيلومترا غربا، كان هناك العديد من راجمات الصواريخ متعددة الفوهات على متن شاحنتين خلف سواتر قرب مدينة سروج المواجهة لمدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود. وكان هناك تمركز أيضا للمدفعية في المنطقة وجاب جنود المنطقة في محيط معسكر قريب.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “لا تزال الحشود التركية على الحدود مستمرة. ولدينا بعض المعلومات التي تشير إلى أن الدولة التركية جلبت بعض فصائل (المعارضة) من الجيش الحر من جرابلس وإعزاز وعفرين إلى الحدود. وهذه التحركات تدل على هجوم وشيك، ونحن نتوقع حدوث هجوم في وقت قريب”.

العرب