واشنطن تفكر بنقل الرؤوس النووية من قاعدة إنجرليك التركية

واشنطن تفكر بنقل الرؤوس النووية من قاعدة إنجرليك التركية

واشنطن – لم يهدئ الاتفاق الأميركي – التركي على وقف التصعيد شمال سوريا مخاوف واشنطن المتصاعدة على رؤوس نووية أميركية مخزنة في قاعدة إنجرليك التركية. وينظر إلى تلك القنابل النووية كـ”رهائن” بيد أنقرة التي يمكن أن تستخدمها في أي لحظة كورقة ضد تحركات واشنطن لردع السياسات التركية.

وتحوي قاعدة إنجرليك التي تقع على بعد نحو 160 كم من الحدود السورية، نحو خمسين قنبلة نووية أميركية من طراز (B61).

وتساءلت تقارير صحافية أميركية عما إذا كانت تركيا ما زالت تستحق أن تظل حليفا للولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وأنقرة التي توصف بأنها أصبحت تدور “خارج المدار الغربي”.

وذكرت وكالة أشيوتيد برس الأحد، أن “الصفقة الأميركية المعلنة يوم الخميس مع تركيا لإيقاف هجومها على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا قد أبطأت تدهور العلاقات التركية الأميركية. لكن الاتجاه العام كان سلبيا”، في إشارة إلى ما تبديه تركيا من تقارب مع روسيا.

ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبير قوله الأحد الماضي “كان سلوكهم على مدى السنوات القليلة الماضية مزعجا”، مشيرا إلى أن أنقرة تحدت التحذيرات الأميركية المتكررة من عدم شراء نظام دفاع جوي روسي يشبهه البيت الأبيض ببوابة تجسس روسية. وأضاف “أقصد، إنهم يدورون خارج المدار الغربي، إذا صح التعبير”.

وفي يوليو الماضي أعلن البنتاغون أنه لن يبيع تركيا مقاتلات أف-35 كما لن يسمح لها بالمشاركة في برنامج تطوير هذه الطائرات، وذلك بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية أس-400 التي “ستستخدم لاختراق” الأسرار التكنولوجية لهذه المقاتلة الشبح.

وفي ظل تزعزع ثقة واشنطن في أنقرة بات مقترح نقل القنابل من القاعدة التركية إلى دول أخرى يتردد بقوة في الولايات المتحدة، لكن المقترح لا يحظى بموافقة المسؤولين الأميركيين الذين يخشون إمكانية تطوير أنقرة لتلك القنابل بنفسها.

وقال مسؤول في البنتاغون الجمعة “لا أؤيد اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تسرع تفكير تركيا في السعي نحو تصميم برنامجها النووي الخاص بها”، مشيرا إلى أن أردوغان قد ذكر هذا الاحتمال في سبتمبر الماضي.

في المقابل يرى بعض الخبراء الأميركيين في مجال الحد من التسلح إن القنابل الأميركية في قاعدة إنجرليك ستكون أكثر أمانا إذا ما تم نقلها إلى دولة أخرى عضو في الناتو.

وقال هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأميركيين، الذي تابع القضية لسنوات عديدة، في مقابلة أجريت معه إن مراجعة الخيارات بالنسبة للقنابل الأميركية في إنجرليك، هي أمر قديم، لاسيما وأن القوات الجوية، المسؤولة عن القنابل، قد ازداد قلقها بشأن أمنها في السنوات الأخيرة.

وأضاف “لا تشعر القوات الجوية بالقلق إزاء الحدود المادية القياسية – سواء كانت جيدة بما فيه الكفاية – ولكن أيضا بشأن القوى العاملة في القاعدة، وما إذا كان لديها ما يكفي لصد هجوم من قبل جهة ما”.

وأكد أن الصراع في شمال سوريا، الذي ازداد تعقيدا بسبب انسحاب القوات الأميركية، أضاف طبقة جديدة من القلق بالنسبة للمسؤولين الأميركيين، موضحا “إنهم يخشون من التداعيات داخل تركيا”.
l
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت الأربعاء، عن مصادر في وزارتي الخارجية والطاقة الأميركيتين، أن مسؤولين يدرسون أفضل السبل لإعادة خمسين رأسا نوويا من طراز (B61) من قاعدة إنجرليك الموجودة لدى تركيا.

ويرجح مسؤول أميركي رفيع المستوى أن “هذه الأسلحة النووية أصبحت أشبه برهائن لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، مشيرا إلى أن “إخراج الرؤوس النووية الأميركية من القاعدة يعني بالضرورة نقطة تحول بنهاية التحالف التركي – الأميركي”.

وكان جيفري لويس، من مركز جيمس مارت للدراسات، قال مؤخرا إن “هذه أول مرة تمتلك فيها دولة أسلحة نووية أميركية وهي موجهة ضد قوات أميركية أيضا”.

 

العرب