حزب الله يطلق يد ميليشياته ضد المتظاهرين

حزب الله يطلق يد ميليشياته ضد المتظاهرين

بيروت – أطلق كل من حزب الله وحركة أمل يد ميليشياتهم للاعتداء على خيام المحتجين الذين يطالبون بإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة وإنهاء النفوذ الإيراني في بلدهم الذي يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة.

ويتزامن هذا التحرك مع كلمة مرتقبة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري حسب ما أعلن مكتبه الإعلامي، في وقت تحدثت وسائل إعلامية عن احتمال تقديمه استقالته بعد نحو أسبوعين على احتجاجات غير مسبوقة عمّت كافة المناطق اللبنانية.

وقبل وقت قليل من هذا الإعلان، اعتدى مهاجمون بالعصي والحجارة على موقع التجمّع الرئيسي للمتظاهرين في وسط بيروت، في إشارة إلى التوترات المتزايدة في البلاد.

وعمد عشرات المعتدين على تكسير وإحراق الخيم التي نصبها المحتجّون في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت وهاجموا متظاهرين كانوا لا يزالون في المكان.

وهاجم أنصار حزب الله وحركة أمل ساحتي الاعتصام في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت، واعتدوا على المتظاهرين بالعصي، كما حطموا خيام الاعتصام والمنصات.

وأفاد شهود عيان بأن عددا من أنصار الحزبين أضرموا النار في شعار “القبضة” الذي نصبه المعتصمون في “ساحة الشهداء”.

كما اعتدوا على الأطقم الصحافية في الساحتين، وفق ما أعلنته قناة “الجديد” المحلية، فيما وقفت الأجهزة الأمنية عاجزة عن ردعهم.

وقبل توجههم إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء، هاجم أنصار الحزبين نقطة تظاهر “جسر الرينغ” وسط بيروت، وأوقعوا 6 إصابات في صفوف المتظاهرين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية. كما حطم المهاجمون خيام الاعتصام، وهاجموا طاقم قناة “أم تي في” المحلية، ما أدى إلى انقطاع بثها.

فيما ردد المتظاهرون النشيد الوطني اللبناني، قابلهم أنصار حزب الله وحركة أمل بهتافات تمجّد أمين عام الحزب، حسن نصر الله، ورئيس الحركة الشيعية نبيه بري.

وتدخلت قوات مكافحة الشغب، وأبعدت المتظاهرين عن نقطة التظاهر، فيما عمل مناصرو حزب الله وحركة أمل على رشقهم بالحجارة.

والخميس والجمعة الماضيين، أصيب متظاهرون في اعتداء مناصري “حزب الله” على المتظاهرين في ساحة “رياض الصلح” وسط بيروت.

وتشهد البلاد شللاً كاملاً بعد 13 يوماً من احتجاجات اتّسمت بقطع طرقات رئيسية وتسببت بإغلاق المصارف والمدارس والجامعات، للمطالبة بإسقاط الطبقة السياسية برمّتها.

ومنذ 17 أكتوبر، تكتظّ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق عديدة من الشمال إلى الجنوب، بالمتظاهرين في إطار حراك شعبي عابر للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.

والثلاثاء تدخّلت أيضاً القوى الأمنية لوقف صدامات بين متظاهرين ومناصرين لحزب الله وحركة أمل على جسر رئيسي (الرينغ) في العاصمة يقطعه المحتجّون منذ أيام عدة.

ومطلع الأسبوع الماضي، أعلن الحريري ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع، ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون الى إعادة النظر بالواقع الحكومي، لكن المتظاهرين اعتبروا أن كل هذه الطروحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم.

وتتضمن الإصلاحات إجراء دراسة لخصخصة جزئية أو كلية للعديد من المؤسسات والقطاعات العامة، ضمنها قطاع الهاتف المحمول، ومرفأ بيروت، وكازينو لبنان وخطوط طيران الشرق الأوسط.

وتعهّدت الحكومة بإقرار مشاريع المرحلة الأولى من مؤتمر “سيدر” والبالغة قيمتها 11 مليار دولار، خلال ثلاثة أسابيع.

وتنص القرارات الجديدة أيضاً على خفض رواتب الرؤساء والنواب والوزراء الحاليين والسابقين بنسبة خمسين في المئة، وخفض العجز في مؤسسة كهرباء لبنان، القطاع الذي تقدّر قيمة العجز السنوي فيه بنحو ملياري دولار. ويشكل إصلاح هذا القطاع أولوية بالنسبة للجهات المانحة.

كما تتضمن أن يساهم القطاع المصرفي ومصرف لبنان بخفض العجز في لبنان، في اجراءات لم يكن من الممكن أن تقرها الحكومة لولا الضغط الشعبي في الشارع في الأيام الأخيرة.

وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاثنين أن لبنان يحتاج “حلاً فورياً خلال أيام” لتجنّب حصول انهيار اقتصادي.

العرب