الاحتجاجات تدفع العراق نحو مرحلة حاسمة

الاحتجاجات تدفع العراق نحو مرحلة حاسمة

تناولت مجلة واشنطن إكزامينر الأميركية الاحتجاجات الشعبية الجارية في العراق، وقالت إن صيف عام 2018 شهد احتجاجات مماثلة كانت تدعو لمحاسبة النخب الفاسدة، لكن بعضها سرعان ما تحولت إلى حرب بالوكالة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبعض فصائل الحشد الشعبي.

وقال المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مايكل روبن في مقالة نشرتها الصحيفة؛ إن كل طرف من الطرفين أقدم على حرق المقرات أو استهداف السفارات التي تقف إلى جانب أحدهما ضد الآخر، مشيرا إلى أن احتجاجات 2018 انحسرت في نهاية المطاف بعد الاتفاق السياسي الذي حدث إبان تشكيل الحكومة العراقية.

غير أن روبن –الذي يعمل حاليا باحثا مقيما بمعهد أميركان إنتربرايز لأبحاث السياسات العامة- ينوه إلى أن ذلك الاتفاق يتداعى الآن، زاعما أن الفرق يكمن في أن ما كان حربا بالوكالة بدأ يصبح شيئا أشد خطورة. وتابع قائلا إن معظم أعمال العنف اقترفها حراس الأحزاب السياسية والمسلحون في مقرات المليشيات.

ويرى روبن أن أتباع الصدر على أهبة الاستعداد لمقارعة قوات منظمة بدر وعصائب أهل الحق المقربة من الحرس الثوري الإيراني.

ويريد الصدريون من حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تقديم مزيد من التنازلات بعد تعيين اللواء الركن عبد الكريم خلف ناطقا رسميا باسم القائد العام للقوات المسلحة.

ومع أن خلف ليس من أتباع الصدر فإنه لا يتحدث عنهم سلبا. ويعتقد مايكل روبن أن تعيينه في المنصب يظهر مدى سعي عبد المهدي لإرضاء مقتدى الصدر، “إلا أنه رجح أن ذلك لن يكون كافيا”.
اعلان

وينقل روبن عن الصدر قوله إن كتلة “سائرون” التي يدعمها انضمت إلى المعارضة داخل مجلس النواب (البرلمان)، لكن من غير الواضح ماذا تعني المعارضة في المفهوم العراقي ما دام نظام الحكم عبارة عن “خيمة كبيرة” تتقاسم داخلها مختلف الكتل السياسية الغنائم في ما بينها، حسب تعبير الكاتب.

وبناء عليه، فإن انسحاب جماعة الصدر من السلطة قد يستدعي سحب أعضائها من الحكومة، مما سيحد من رعايتها لكتلة “سائرون”، التي تُعد طرفا أصيلا في السلطة.

وإذا كان هدف الصدر –حسب رأي مايكل روبن- إسقاط الحكومة وغسل يديه من إخفاقاتها، فإن ذلك قد يُنذر بمزيد من عدم الاستقرار، خاصة إذا ترافق ذلك مع رغبة في محاربة النفوذ الإيراني في العراق عبر وسائل عنيفة عديدة.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن تصديا من هذا القبيل سيكون سببه أن طهران غير مستعدة للتخلي عن نفوذها من دون قتال.

على أية حال، فإن الاحتجاجات الحالية في العراق، وما تكتنفه من مخاطر؛ تبين إلى أي مدى تستطيع بعض القوى -التي وصفها الكاتب “بالخبيثة”- اختطاف التحركات الشعبية.

الجزيرة