تركيا: “الانتخابات المبكرة” هي الحل

تركيا: “الانتخابات المبكرة” هي الحل

Supporters of the AK Party wave Turkish and party flags as they listen to Prime Minister Ahmet Davutoglu during an election rally for Turkey's June 7 parliamentary election in Istanbul, Turkey, June 3, 2015. REUTERS/Murad Sezer

لم يفوت زعماء الأحزاب السياسية التركية تهاني عيد الفطر المبارك دون التطرق إلى الخلافات الحزبية، والحكومة الائتلافية التي تجرى المشاورات لتشكيلها، من قبل زعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو، ومن المتوقع أن تتصاعد هذه التصريحات مع انتهاء إجازة العيد اليوم -الاثنين-، وكشفت هذه التصريحات أن اللجوء إلى “انتخابات مبكرة” هو الحل، في ظل تشبث “بعض” الأحزاب المشكلة في البرلمان بمواقفها الرافضة لتشكيل حكومة ائتلافية.

زعيم حزب “الحركة القومية” التركي “دولت باهجة لي”، أعلن صراحة أنه يفضل الدعوة إلى انتخابات مبكرة، بدلًا من “حكومة أقلية”، وقال “باهجة لي”: “نفضل التوجه إلى انتخابات مبكرة، بدلًا من دعم حكومة أقلية”، جاء ذلك في تصريح صحفي، أدلى به على هامش قبوله التهاني بمناسبة عيد الفطر في مقر الحزب، واعتبر “لي” أن دعم حكومة أقلية، سيعني دعمًا لحزب “العدالة والتنمية”.

وجدد “باهجة لي”، خلال حديثه إلى أعضاء “الحركة القومية”، موقف حزبه بخصوص موضوع الحكومة الائتلافية، لافتًا إلى أنهم لا يرغبون في المشاركة فيها، بل لعب دور المعارضة الرئيسة، وأعرب عن اعتقاده بأن حزبه سيزيد من نسبة أصواته إذا توجهت البلاد إلى انتخابات مبكرة، في حال الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية، وأن “الشعب سيقول: هناك حاجة لحزب الحركة القومية، نريد أن نوصله إلى الحكم”.

زعيم حزب الحركة القومية (ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي)، نفى ما تردد عن دعمه حزب العدالة والتنمية في حال تشكيل الأخير حكومة أقلية، وقال: “حزبنا لم يتعهد بدعم أي حكومة تتشكل بعد المفاوضات الائتلافية، المزمع أن تبدأ بعد العيد، بين حزب العدالة والتنمية، المكلف من قبل رئيس الجمهورية، رجب طيب أردغان، بتشكيل الحكومة الـ 63، وبين بقية الأحزاب البرلمانية”، وأضاف باهجة لي قائلًا: “من الممكن لأحزاب العدالة والتنمية والشعب الجمهوري (ثاني أكبر حزب تركي)، والشعوب الديمقراطي (رابع أكبر حزب)، أن يشكلوا حكومة ائتلافية قوية لها 470 مقعدًا في البرلمان” (مجموع المقاعد 550).

وتابع زعيم حزب الحركة القومية: “قلنا سابقًا إن مثل هذا الائتلاف قد يكون مفيدًا، وما زلنا نعتقد ذلك؛ حيث سيقوم حزبنا حينئذ بلعب دور حزب المعارضة الرئيس. وأقول هنا بكل صراحة، باستثناء هذا الاقتراح لم نتعهد بدعم أي حكومة أقلية تتشكل بشكل أو بآخر”.

وكان رئيس الوزراء الحالي، زعيم العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، استكمل قبل العيد، الجولة الأولى من اللقاءات مع قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان، لبحث تشكيل حكومة ائتلافية، ومن المقرر أن يستكمل هذه المشاورات بعد العيد.

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إنه “في حال فشل جميع المحاولات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية، فسيتم العودة لأخذ رأي الإرادة الوطنية (انتخابات مبكرة)”، وذلك في تصريح صحفي أدلى به عقب أدائه صلاة العيد في جامع “معمار سنان”، بولاية إسطنبول، حيث هنَّأ أردوغان، الشعب التركي، والعالم الإسلامي بحلول عيد الفطر، متمنيًا أن يكون العيد وسيلة لإحلال السلام، والاستقرار بين البشر جميعًا، وأضاف “أردوغان” أن “داود أوغلو” أبلغه أنه سيجري لقاءات وتقييمات مع منظمات المجتمع المدني، خلال الجولة الثانية من المحادثات المزمع أن تبدأ بعد العيد، للاطلاع على وجهات نظرهم بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية.

وأوضح “أردوغان” قائلًا: “أعتقد أن الأحزاب السياسية الثلاثة الممثلة في البرلمان (الشعب الجمهوري والحركة القومية والشعوب الديمقراطي)، ستقيّم نتائج مشاورات الجولة الأولى، التي جرت خلال الأسبوع الحالي مع رئيس الحكومة المكلف، زعيم حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، حول عملية تشكيل حكومة ائتلافية، وسيتم على خلفيتها معرفة الأحزاب التي ستنخرط في مشاورات الجولة الثانية”.

أما نائب رئيس الوزراء التركي “يالتشين أقدوغان”، فأوضح في إطار مفاوضات حزب العدالة والتنمية مع الأحزاب الأخرى بهدف تشكيل حكومة ائتلافية، “أن موقف حزب الشعب الجمهوري يعد الأقرب لتشكيل حكومة ائتلافية مع العدالة والتنمية، مقارنةً مع حزبي الحركة القومية والشعوب الديمقراطي، ولكن المباحثات الفعلية لم تبدأ بعد”، جاء ذلك خلال تصريح متلفز على قناة “24” التركية، حيث قيّم “أقدوغان”، مباحثات حزب العدالة والتنمية التي جرت مؤخرًا مع زعماء الأحزاب الثلاثة الممثلة في البرلمان، بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية، واصفًا إياها بأنها “مكاسب حققتها العملية الديمقراطية في تركيا”.

وأوضح “أقدوغان”، أن موقف حزب الشعب الجمهوري (ثاني أكبر حزب في البرلمان) في المباحثات الائتلافية “يعد الأكثر وضوحًا. أما حزبا الحركة القومية، والشعوب الديمقراطي، فيفضل كل منهما العمل كحزب معارض، والانتظار لحين تبلور نتائج التفاوض بين حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري”.

وكان داود أوغلو، استهل مباحثات تشكيل الحكومة الائتلافية، مع رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال قليجدار أوغلو”، وقال في مؤتمر صحفي عقب اللقاء، إن الاجتماع جرى في جو “ودي وأخوي للغاية”، وأضاف داود أوغلو عقب اللقاء الذي استمر لساعة ونصف الساعة: “توصلنا إلى تفاهم حول مواصلة اللقاءات”، مؤكدًا أن “الهدف من الجولة الأولى من المفاوضات الائتلافية، هو تعزيز الثقة المتبادلة بين الأطراف، وتخطي الحاجز النفسي، وإبداء كل طرف مواقفه المبدئية بشكل عام”، وأشار إلى أن “مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية ليست موضع نقاش؛ لأن من شأنها تقويض مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية”، وتابع داود أوغلو بالقول: “إرادتنا ونيتنا وإخلاصنا واضح (بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية)، وفي حال بروز رؤية متبادلة خلال المفاوضات، فإنها ستستمر وبقوة، وحينها تتاح لنا الفرصة لكي نعلن الأخبار السارة لأمتنا في أقرب وقت”.

وأشار زعيم حزب “العدالة والتنمية”، إلى أنه “سيبذل ما بوسعه للبقاء على مسافة واحدة من جميع الأحزاب لغاية يوم تشكيل الحكومة؛ نظرًا لأن كل حزب يمثل شريحة معينة في المجتمع، وأنه سيواصل العلاقات معها انطلاقًا من ذلك”.

فيما أوضح نائب قليجدار أوغلو، والمتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري “خلوق قوج”، في مؤتمر صحفي عقده، أن الاجتماع بين زعيمي الحزبين والمسؤولين المرافقين، كان بمثابة “لقاء أولي”، وأضاف أن الجانبين “أعربا عن نيتهما وإرادتهما من أجل تشكيل حكومة قوية تعمل على تجاوز المشاكل الداخلية والخارجية المتراكمة”، مشيرًا إلى أن الوقت “ما يزال مبكرًا لتقييم اللقاءات والخروج بنتيجة”، وأردف قوج: “لقد قلنا منذ البداية إننا لن نكون الطرف المُعرقل للحل”، لافتًا إلى أن حزبه مستعد لمواصلة الحوار مع وزير الثقافة والسياحة عمر جليك”، الذي عيّنه داود أوغلو ممثلًا للتفاوض مع “الشعب الجمهوري”، بخصوص الحكومة الائتلافية.

ثم التقى “أوغلو” مع زعيم حزب الحركة القومية “دولت باهجة لي”، في مقر البرلمان؛ حيث قال في مؤتمر صحفي عقب اللقاء إن زعيم حزب الحركة القومية، جدد رفض حزبه للدخول في حكومة ائتلافية، كما صرح في العديد من المناسبات منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية في 7 حزيران/ يونيو الماضي، مشيرًا إلى إمكانية عقد لقاء ثان مع باهجة لي، إذا ما اقتضت الضرورة، وذلك عقب عطلة عيد الفطر، كما التقى أيضًا، مع الرؤساء المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، وفيغان يوكسك داغ، في إطار مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية.

التقرير