استنكار أممي للاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين العراقيين

استنكار أممي للاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين العراقيين

بغداد – اتخذت الاحتجاجات في العراق منعطفاً عنيفاً مع لجوء الأمن العراقي إلى الرصاص الحي لفض الاحتجاجات بالقوة، وسط أنباء عن انقطاع الإنترنت على العاصمة العراقية ومدن أخرى.

وجاء ذلك فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” عن رفضها للاستخدام المروّع للقوة ضد المحتجين السلميين. وخلّف استخدام قوات الأمن الرصاص الحي ضد المتظاهرين للمرة الأولى خلال عشرة أيام، خمسة قتلى أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء.

كما استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي ضد متظاهرين احتشدوا قرب مقر تلفزيون “العراقية” الحكومي في وسط بغداد.

وقد تمكن المتظاهرون من التقدم إلى مقر رئيس الوزراء بعد عبورهم الجسر، قبل أن تفرقهم قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وتغلق بعد ذلك الجسر.

ومازالت المظاهرات الشعبية تتواصل لليوم 12 على التوالي في بغداد وعدد من المحافظات فضلا عن اتساع رقعة المطالبة الجماهيرية بإعلان العصيان التام حيث تشهد ساعات الصباح الأولى قيام المتظاهرين بإغلاق الطرق والجسور أمام حركة السيارات لمنع وصول موظفي الدولة إلى أماكن عملهم.

ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي إيران بأنها مهندسة النظام السياسي الذي يعتبرونه فاسداً ويطالبون بإسقاطه.

وتركز غضب المتظاهرين الذين يطالبون بـ”إسقاط النظام” خلال الأيام الماضية، على إيران صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق، إلى جانب الولايات المتحدة التي لم يشر إليها المحتجون خلال التظاهرات، وهي بدورها لم تبد تفاعلاً تجاه الأزمة الحالية في البلاد.

وما أجج غضب المحتجين هو الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي عن وجود “مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة”.

وارتفعت حصيلة القتلى إلى نحو 270 شخصاً، بحسب إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، إذ أن السلطات تمتنع منذ نحو أسبوع عن نشر حصيلة رسمية.

وفي سياق متصل، قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، إن “استمرار سفك الدماء في الاحتجاجات التي تجتاح العراق مروّع”.جاء ذلك في بيان للبعثة الأممية “يروّعنا استمرار سفك الدماء في العراق”. وأضاف البيان الصادر “العنف لا يولد إلا العنف، ويجب حماية المتظاهرين السلميين، لقد حان وقت الحوار الوطني”.

من جانبها، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، إنها تراقب الأحداث المتسارعة وتأسف لوقوع ضحايا، كما أدانت استخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة من قبل القوات الأمنية.

وصرح فيصل عبد الله عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق الثلاثاء بأن المفوضية تراقب بقلق الأحداث المؤسفة التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار جنوب بغداد.

ودعا كافة الأطراف إلى الابتعاد عن الاحتكاك والتصادم والالتزام بسلمية التظاهرات ، مطالبا القوات الأمنية بدورها بحماية المتظاهرين.

ويشهد العراق، منذ 25 أكتوبر المنصرم، موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة، وهي الثانية من نوعها بعد أخرى سبقتها بنحو أسبوعين.

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.

ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.

العرب