العراق.. مواجهات دامية ورفض للجنرالات وتشكيل لجنة للتحقيق بأحداث الناصرية

العراق.. مواجهات دامية ورفض للجنرالات وتشكيل لجنة للتحقيق بأحداث الناصرية


سقط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين العراقيين، أغلبهم في مدينة الناصرية، في أحد أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البلاد. وعلى إثر ذلك قرر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استدعاء القائد العسكري بمحافظة ذي قار الفريق جميل الشمري وتشكيل لجنة للتحقيق في تلك الأحداث، كما أعلن عادل عبد الحسين الدخيلي، محافظ ذي قار استقالته احتجاجا على الأحداث التي شهدتها المحافظة.

وبلغ عدد الضحايا خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدن عراقية الخميس حوالي 42 قتيلا ومئات الجرحى.

ووفقا للأنباء الواردة من الجنوب، فقد قتل 29 متظاهرا في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) وأصيب أكثر من 125 آخرين بجروح بعدما عمدت قوات الأمن إلى تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا وسط المدينة قبيل فجر الخميس.

وقالت مصادر إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المدمع لإجبار المتظاهرين على فتح جسري النصر والزيتون بمركز المدينة، وكان المحتجون أغلقوا أمس الجسرين أمام حركة السير.

ووفق مصادر محلية أحرق متظاهرون غاضبون مقرا عسكريا تابعا لقيادة عمليات الناصرية بمنطقة الشامية وسط المدينة.

استدعاء قائد عسكري
ومع ارتفاع أعداد القتلى، قالت خلية الإعلام الأمني إن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استدعى القائد العسكري في خلية إدارة الأزمة بمحافظة ذي قار الفريق جميل الشمري للوقوف على الأسباب التي أدت إلى الأحداث الأخيرة.

وكان مصدر في مكتب رئيس الوزراء قال في وقت سابق إن عبد المهدي أمر بسحب الشمري من القيادة العسكرية لمحافظة ذي قار بعد ساعات من تسميته قائدا عسكريا لإدارة شؤون المحافظة.

وأمر رئيس الوزراء أيضا بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها الناصرية والنجف في الآونة الأخيرة.

من جهة أخرى دعت رئاسة مجلس النواب إلى عقد جلسة خاصة يوم الأحد المقبل لمناقشة أحداث الناصرية.

خلايا الأزمة
وقد أعلن الجيش العراقي في بيان صباح الخميس أن السلطات شكلت “خلايا أزمة” بمحافظات عدة في محاولة لاستعادة النظام.

وجاء في البيان “تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة السادة المحافظين” وتقرر “تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلايا الأزمة لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظات ولمساعدة السادة المحافظين في أداء مهامهم”.

وقال مدير مكتب الجزيرة بالعراق وليد إبراهيم إن قرار نشر القادة العسكريين لم يحظ بقبول واسع على ما يبدو، وإن محافظ ذي قار عادل الدخيلي أوضح للجزيرة أن الفريق الشمري لم يتعاون معه وقرر بشكل فردي المضي بذلك الاتجاه في التعامل مع المتظاهرين.

وكان الدخيلي قال في اتصال مع الجزيرة إنه سيقدم استقالته إذا لم تسحب السلطات القيادات العسكرية التي وصلت أخيرا المحافظة. وأضاف أن حالة القمع التي تجري حاليا ضد المتظاهرين بالناصرية مرفوضة ولا يجوز الاستمرار فيها، وطالب بالتحقيق مع القيادات العسكرية على خلفية التطورات هناك.

وجاء قرار إيفاد القادة العسكريين “لاستعادة النظام” بالمناطق الجنوبية التي تلفها الاحتجاجات بعد ساعات من إضرام المتظاهرين النار في القنصلية الإيرانية بمدينة النجف جنوبي البلاد.

وفرضت السلطات حظر التجول في النجف ثم الناصرية، لكن ذلك لم يمنع الآلاف من الخروج في جنائز لتشييع القتلى، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

قتلى في النجف وبغداد
وفي الأثناء، تواصلت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في العاصمة بغداد، وكذلك في مدينة النجف جنوبي البلاد.

وأحصت مصادر عراقية 13 قتيلا ومئات الجرحى في صفوف المتظاهرين بالمدينتين.

وتوصف الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنها أصعب تحد تواجهه الطبقة الحاكمة منذ الغزو الأميركي الذي أسقط نظام صدام حسين عام 2003.

وارتفعت أعداد الضحايا في هذه المظاهرات إلى قرابة 400 قتيل وآلاف الجرحى، وفقا لمصادر عديدة، لكن السلطات لا تصدر إحصاءات واضحة عن الضحايا.

بيان الصدر
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية إلى الاستقالة فورا “حقنا للدماء”.
اعلان

وقال في بيان عقب أحداث الناصرية إن عدم استقالة الحكومة هي “بداية نهاية العراق”، وأكد أنه لن يشترك في أي “حكومة فاسدة” أو انتخابات مقبلة.

ودعا الصدر إلى المحافظة على سلمية الاحتجاجات، ونفى أن يكون “ركب موجة المظاهرات” كما تتهمه بعض الأطراف.

وطالب المتظاهرين بعدم الاعتداء على المرجعيات والمقدسات والبعثات الدبلوماسية، وفقا لما جاء في البيان.

المصدر : الجزيرة + وكالات