محافظ مأرب: الحرب كر وفر ولن نسمح بسقوط المدينة بيد الحوثيين

محافظ مأرب: الحرب كر وفر ولن نسمح بسقوط المدينة بيد الحوثيين

دخلت معركة السيطرة على مأرب مرحلة عسكرية حاسمة بين القوات الحكومية التي تتخذ من المدينة الاستراتيجية وسط اليمن مركزا لقيادتها العسكرية، مع تصاعد هجوم المتمردين الحوثيين ومحاصرة مناطق في المدينة وسط أزمة إنسانية حادة يعيشها السكان المحاصرون.

عدن – دخل الصراع المستمر بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران مع قوات الحكومة اليمنية، للسيطرة على محافظة مأرب الشمالية الاستراتيجية، مرحلة تكون فيها المدينة ورقة أولى في أي مفاوضات مرتقبة يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ.

ويتزامن تصعيد المواجهات وتعثر تنفيذ بنود اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مع سعي الميليشيات الحوثية لتحقيق انتصار عسكري حاسم في محافظات مأرب والبيضاء وشبوة، وتصاعد الضغوط الدولية لفرض تسوية سياسية تقوم على تكريس خارطة النفوذ الحالية في المشهد اليمني والتعامل مع المعطيات التي أفرزتها سبع سنوات من الحرب.

وقتل خمسون مسلّحا على الأقل من القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في معارك جديدة حول مدينة مأرب، 170 كلم شرق صنعاء، حسبما أفادت مصادر عسكرية.

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية إنه “في الساعات الثماني والأربعين الماضية قتل 43 من المتمردين الحوثيين أغلبهم في قصف جوي للتحالف” في مناطق مختلفة في جنوب وغرب محافظة مأرب.

أحمد عوض بن مبارك: إيران نصحت الحوثيين بعدم التفاوض قبل السيطرة على مأرب

وأفاد مصدر آخر عن مقتل سبعة عناصر من القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في جبهة جنوب المحافظة.

وأكدت المصادر العسكرية استمرار المواجهات في جنوب محافظة مأرب، في وقت وجهت وحدة النازحين في الحكومية اليمنية نداء استغاثة عاجل لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، للضغط على الحوثيين لفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية وإسعاف المرضى من النساء والأطفال بسبب عدم وجود خدمة صحية مناسبة في مناطق محاصرة.

وصعّد الحوثيون عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، بعد السيطرة على مدينة البيضاء المجاورة وبعض المناطق في محافظة شبوة، وأوقعت المعارك المئات من القتلى من الجانبين.

ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن تعزز الموقف التفاوضي للحوثيين في أي محادثات سلام.

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك الذي التقى السبت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمبعوث الأممي غروندبرغ في نيويورك، إن إيران نصحت الحوثيين بعدم التفاوض مع الحكومة اليمنية الشرعية قبل أن تسيطر على مأرب التي لا تزال عصية عليهم.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.

وفيما تضغط الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب، يطالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق في ظل حصار سعودي منذ العام 2016، قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.

وقال محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة إن مأرب “ستظل عصية ومنطلقا لاستعادة الدولة اليمنية، وستحافظ على الجمهورية حفاظها على حدقات عيونها”.

ووجه اللواء العرادة دعوة للإعلاميين إلى توخي الدقة وتحري الحقائق في نقل الأخبار في هذه المرحلة وأن يتركوا الأراجيف، في إشارة إلى الأخبار التي تتحدث عن تقدم الحوثيين والسيطرة على مناطق في المحافظة.

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة في الأطراف الجنوبية للمحافظة، إثر تسلل عناصر ميليشيا الحوثي إلى مديرية حريب قبل أيام في محاولة لإحداث اختراق عجزت عن تحقيقه خلال نحو عامين من الهجمات العنيفة.

وقال العرادة “الحرب سجال وأنا أقولها بكل وضوح ولا ضير في ذلك، قد تؤخذ منطقة أو تعود أخرى ويؤخذ جبل ويستعاد آخر، لكن المستحيل أن تنال هذه الفئة الميليشياوية بمشروعها الخاسر من ثورة شعب وهويته”.

وأكد على طمأنة جميع اليمنيين قائلا “إن مأرب كما كسرت شوكة الميليشيا في السابق فإنها ستقضي عليها وعلى مشروعها هذا في الأخير بإذن الله تعالى”.

خالد الشجني: حصار الحوثيين لسكان مأرب سيفضي إلى كارثة إنسانية

وفي غضون ذلك أعلن مسؤول يمني أن الحوثيين يفرضون حصارا على أكثر من خمسة آلاف أسرة في مديرية العبدية جنوب محافظة مأرب، محذرا من أن هذه الأسر تواجه “وضعا حرجا”.

وتقع مديرية العبدية في جنوب محافظة مأرب، وتقطنها المئات من الأسر القبلية، وهي منطقة ذات تضاريس متنوعة، وتحدها من الجهة الغربية مديرية ماهلية مأرب ومن الجنوب والشرق محافظة البيضاء، وجميع تلك المناطق تحت سيطرة الحوثيين.

وفي الجهة الشمالية من مديرية العبدية، تقع مديرية حريب، ومنها تصل خطوط الإمداد الرئيسية للمديرية، إلا أن سيطرة الحوثيين على حريب الأربعاء الماضي قطعت جميع خطوط الإمداد إلى العبدية.

وبينما لم يعلق الحوثيون على حصارهم على مديرية العبدية، قال مدير إدارة المخيمات في الوحدة التنفيذية الحكومية بمحافظة مأرب خالد الشجني “إن الحوثيين يفرضون حصارا كاملا لليوم السادس على التوالي على مديرية العبدية”.

وأضاف أن مديرية العبدية تقطنها 5106 أسر من الأهالي والنازحين يقدر عدد أفرادها بنحو 32 ألفا و496 نسمة، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وتابع أن هؤلاء السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وبعضهم بحاجة لنقلهم للعلاج في المستشفيات، متهما الحوثيين برفض خروجهم.

ووصف الشجني الوضع في مديرية العبدية المحاصرة بـ”الحرج”، محذرا في الوقت ذاته من “كارثة إنسانية”.

ومازال نحو 3.3 مليون شخص نازحين بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

العرب