3 بنود أبرزها الانسحاب من سوريا.. هل يقبل أردوغان بشروط الأسد لتطبيع العلاقات؟

3 بنود أبرزها الانسحاب من سوريا.. هل يقبل أردوغان بشروط الأسد لتطبيع العلاقات؟

حدد رئيس النظام السوري بشار الأسد ثلاثة شروط أساسية من أجل لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك على هامش زيارته إلى موسكو التي يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلالها إلى ترتيب لقاء قريب بين الأسد وأردوغان.

ولا يعرف ما إن كانت تصريحات الأسد بمثابة رفض قطعي لمساعي موسكو لعقد لقاء بينه وبين أردوغان الذي ضغط خلال الأشهر الماضية باتجاه إعادة تطبيع العلاقات.

ووصل الأسد موسكو في زيارة استثنائية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الروس، وقال في لقاء بثته وكالة “سبوتنيك” الروسية إن لديه شروطا من أجل لقاء الرئيس التركي، على رأسها انسحاب القوات التركية من شمالي سوريا، ووقف ما وصفه بـ”دعم أنقرة للإرهاب”، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبيل التدخل العسكري التركي في شمالي سوريا.

وقال الأسد: “بالنسبة للقاء مع الرئيس أردوغان فهذا يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا.. هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟”.

وأضاف الأسد: “سوريا تثق بالطرف الروسي، الذي لعب دور الوسيط لتسهيل الاتصالات، ولكن ضمن الأسس التي تستند إليها السياسة الروسية، وهي احترام القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، ونبذ الإرهاب، ووحدة الأراضي السورية، وسيادة الدولة السورية على أراضيها، وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية من الأراضي السورية”. وتابع: “أي شيء يمكن أن يغير مسار الحرب باتجاه إنهاء هذه الحرب مع استعادة كامل الحقوق السورية واستعادة الأراضي المحتلة واستعادة سيادة الدولة السورية كاملة، نحن لا بد أن نسعى باتجاه تجريبه.. وهذا ما تعمل عليه روسيا بالتعاون مع سوريا”.

وكان أردوغان كشف في 15 ديسمبر الماضي، أنه اقترح على الرئيس الروسي عقد لقاء ثلاثي، يجمعهما مع الأسد، وذلك عقب أيام من اللقاء الذي جرى في موسكو وضم وزراء دفاع ورؤساء استخبارات، روسيا وتركيا وسوريا، لبحث سبل حل الأزمة السورية و”الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب”، إذ كان هذا اللقاء أول لقاء رسمي يعقد على مستوى وزاري بين تركيا وسوريا، منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011 وما نجم عنها من توتر في العلاقات بين الجارتين.

ومنذ بداية العام الجاري، تجري محاولات لعقد لقاء على مستوى وزراء خارجية البلدين، لكن اللقاء لم يحصل لأسباب مختلفة أبرزها عدم وجود رغبة من الأسد لتسريع الاجتماعات التحضيرية التي قد تقود لقمة مع أردوغان، إذ يرغب الأسد في انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا، التي يأمل أن يُهزم فيها أردوغان الذي يواجه تحديات كبيرة وإمكانية عدم الفوز لأول مرة منذ 20 عاماً.

يرغب الأسد في انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا التي يأمل أن يُهزم فيها أردوغان

في المقابل، وعلى الرغم من مساعي أردوغان الحثيثة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري قبيل الانتخابات الرئاسية، إلا أن كارثة الزلزال التي ضربت البلاد مؤخراً أعادت ترتيب الأولويات وغيرت أجندة الحملات الانتخابية، وهو ما أزال ملف التطبيع من أولويات الرئيس التركي، الذي لا يبدو أن لديه مساحة للدخول في مفاوضات مع النظام السوري في الوقت الحالي أو تنفيذ خطوات كبيرة من قبيل الانسحاب الكامل من سوريا.

وحتى لو فاز أردوغان في الانتخابات المقبلة، فإن سيناريو الانسحاب الكامل من سوريا قبيل التوصل لحل نهائي للأزمة وحصول أنقرة على ضمانات قطعية فيما يتعلق بإنهاء خطر إقامة كيان انفصالي وسحب أسلحة الوحدات الكردية، يجعل من المستبعد تقدم مسار إعادة تطبيع العلاقات.

وكما جرى في اللقاءات السابقة، يتوقع أن تضغط روسيا من أجل إحداث تقدم في اللقاءات الثنائية بين الجانبين سواء على مستوى وزراء الخارجية وأجهزة الاستخبارات، إلا ان اللقاء على مستوى الرؤساء يمكن أن يحصل عقب الانتخابات التركية وسيكون ممثلاً فيها الرئيس التركي الفائز سواء كان أردوغان أو كمال كليتشدار أوغلو.

وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إلى أنه “من أجل عقد مثل هذا الاجتماع (بين الأسد واردوغان) يجب أولا عقد عدة اجتماعات تحضيرية، وهذه العملية جارية”.

ومن المقرر أن يجتمع دبلوماسيون من إيران وروسيا وتركيا وسوريا في موسكو هذا الأسبوع تمهيدا لاجتماع وزراء خارجية هذه الدول، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية.

القدس العربي