قيادة “حماس” في غزة لم تكن راضية عن تقارب تركيا وإسرائيل وحاولت تعطيله

قيادة “حماس” في غزة لم تكن راضية عن تقارب تركيا وإسرائيل وحاولت تعطيله

نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريراً أعدّه أنشيل بيفر، زعم فيه أن “حماس” كانت خائفة من التقارب التركي- الإسرائيلي قبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقال إن الحركة كانت تفكر بتخريب العلاقات التركية- الإسرائيلية، وذلك حسب وثيقة تشير لاجتماع عقده زعيم “حماس” في غزة يحيى السنوار، في عام 2022.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان داعماً رئيسياً لـ “حماس” والقضية الفلسطينية، حيث اتخذ عددٌ من قادة “حماس” تركيا كقاعدة لهم. إلا أن التقارب بين تركيا وإسرائيل، قبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، أثار مخاوف الحركة، على حدّ زعم الصحيفة. ففي إحاطة قدّمها أحد مساعدي السنوار، قبل لقاء أردوغان مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، في آذار/مارس عام 2022، جاء أن “تركيا تحاول التقارب مع العدو من أجل مصالحها الخاصة”. وجاء فيها: “لا تريد تركيا مناخاً فلسطينياً معادياً لسياستها، ولا تريد أن تدفع ثمن التطبيع مع العدو”.

تزعم وثيقة أن مساعداً للسنوار اقتَرحَ تهديد تركيا “باحتجاج ضخم وحرق صور الرئيس التركي”، وشراء مساحات في إعلام المعارضة التركية، والتدخل في الانتخابات

 وتزعم الصحيفة أن الوثيقة تم العثور عليها في جهاز كمبيوتر أخذه الجيش الإسرائيلي في حملته البرية التي شنّها قبل أسابيع ضد مدينة خان يونس، التي تعتقد إسرائيل أن قادة “حماس” ذهبوا إليها.

وبحسبها، كان من الأهداف التي استهدفتها إسرائيل أول مرة مكتبٌ استخدمه السنوار.

وتعمل الاستخبارات الإسرائيلية على التنقيب في كمّ من الوثائق وملفات الكمبيوتر التي وجدتها في مقرات وبيوت خاصة في خان يونس.

وفي الإحاطة اقتَرحَ المساعد تهديد تركيا “باحتجاج ضخم وحرق صور الرئيس التركي”، وكذا شراء مساحات في الإعلام الذي تملكه المعارضة التركية، والتدخل في الانتخابات التركية.

إلا أن المساعد أشار، في إحاطته، إلى أن “بعض القادة البارزين” لا يزالون مع تركيا ودعمها، ويرفضون تحركات كهذه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في وثيقة زعم “طلب القيادة في حماس 20 مليون دولار من أجل التعليم والتنمية في غزة، مقابل عدم التحرك ضد أنقرة”.

 ولفتت إلى أن قادة في “حماس” انتقلوا من سوريا، بعد اندلاع “الحرب الأهلية” هناك، وذهب بعضهم إلى إسطنبول. ومع ذوبان الجليد في العلاقات التركية- الإسرائيلية طلب من بعضهم الخروج، حيث ذهب قادة مثل صالح العاروري إلى لبنان، وقتل في بيروت الأسبوع الماضي، فيما ذهب آخرون إلى الدوحة.

الصحيفة: تعمل الاستخبارات الإسرائيلية على التنقيب في كمّ من الوثائق وملفات الكمبيوتر التي وجدتها في مقرات وبيوت خاصة في خان يونس

ووفق الصحيفة، ففي بيت آمن عثر الجيش على إحاطة أخرى تتعلق بلقاء للمكتب السياسي عقد في خان يونس، وقبل فترة قصيرة من لقاء أردوغان وبنيامين نتنياهو، في الجمعية العامة بالأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر، وقبل 17 يوماً من هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. وكان أول لقاء وجهاً لوجه بينهما، واعتبر علامة فارقة. ومن بين القضايا التي نوقشت، حسب الوثيقة، هي تقديم النصح للقيادة التركية بجدية وحساسية استقبال نتنياهو الآن.

وتدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ الهجوم على غزة، ووصف أردوغان، الأسبوع الماضي، نتنياهو بهتلر، ورد رئيس الوزراء قائلاً إن أردوغان، الذي قصف الأكراد وسجن الصحافيين المعارضين لحكمه هو آخر شخص “يحاضر علينا بالأخلاق”. وأعلنت السلطات التركية أنها اعتقلت 34 شخصاً اتّهمتْهم بالتعامل مع الموساد.

 وبحسب “صانداي تايمز”، نصح السنوار عناصر “حماس” بعدم التعاون مع السلطة الوطنية، التي يرى أنها متعاونة مع إسرائيل، ونصح بالتمييز بين “فتح” وعناصر المقاومة فيها، وأمر “بعدم التفاوض مع الأردن، أو الانصياع لضغوطها للتوقف عن دعم الضفة الغربية”. ووفقها، ناقش اللقاء تكثيف الدعاية في الخارج للقدس والأقصى، وشجب الاستيطان، والمطالبة بالإفراج عن السجناء، وبناء “ساحة واحدة”، وانتفاضة في وقت واحد من غزة والضفة والقدس الشرقية والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

وتقول الصحيفة إنه مع أن الوثيقة تتحدث عن الدبلوماسية إلا أن محضر اللقاء أكّد على التأهب العالي، ولا يعرف إن كان هذا إشارة للهجوم على إسرائيل.

تدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ الهجوم على غزة، ووصف أردوغان نتنياهو بهتلر

وتضيف: يحاول المسؤولون الاستخباراتيون المراقبون لـ “حماس” معرفة سبب الهجوم على إسرائيل وتوقيته، وإن كانت له علاقة بتطورات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل، وجهود الإدارة الأمريكية التي سبقت حرب غزة للتقريب بين السعودية وإسرائيل.

وقال محلل استخباراتي إسرائيلي: “في كل عملية لمنظمة فلسطينية ضد إسرائيل هناك عنصر من السياسة الداخلية الفلسطينية”.

 وفي ” 7 تشرين الأول/أكتوبر، هاجمت “حماس” إسرائيل، ولكنها كانت تحاول لعب دور القائد لكل الفلسطينيين”.

وتتابع: “تقترح وثيقة حماس بأنها كانت تحاول لعب دور بالمنطقة”.

وتنقل عن عيران تزديكياهو، الخبير بـ “حماس” بالجامعة العبرية، أن “الوثيقة تظهر الظروف الدبلوماسية التي قادت إلى هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر.. وكان هناك  مناخ (مهيأ) داخل قيادة “حماس”، والتي كانت تشعر أنها تتعرض للتهديد بالعزلة الدبلوماسية، ومن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وتم اتخاذ قرار الهجوم بالتدريج”.