في كلمة له، اليوم الثلاثاء، أمام البرلمان الإيراني، تحدث القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، عن طبيعة المرحلة الراهنة التي تمرّ بها إيران في المواجهة الدائرة مع الولايات المتحدة الأميركية، مدلياً بتصريحات تكشف عن ملامح الاستراتيجية الإيرانية وخيارات طهران في هذه المواجهة، وهي استراتيجية على ما يبدو لا تزال مبنية على معادلة “لا حرب ولا سلام”.
ويرى مراقبون أن استراتيجية “الضغط الأقصى” التي تمارسها واشنطن منذ انسحابها من الاتفاق النووي في 8 مايو/أيار 2018 تهدف بالأساس إلى تغيير هذه المعادلة، لإجبار طهران على سلام بشروط أميركية، مع عدم استبعاد خيار الحرب في نهاية المطاف بعد إضعاف قدرات إيران.
وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني أمام المشرعين الإيرانيين أن الحرب ضد بلاده “منتفية من الأساس والطرق العسكرية مغلقة”، مشيراً إلى أن “العدو يسعى إلى الاختراق الاقتصادي والعمليات النفسية للضغط على الشعب الإيراني”. وأضاف أن “إيران قادرة على هزيمة العدو”، قائلاً إن “العداوة الأميركية دائمة، وطبيعتها “أميركا استكبارية، وحتى إذا قمنا بالمساومة معها، فهي ستحاول أن تلحق بنا الضرر وتدمر إرادتنا”.
واعتبر سلامي أن “المساومة هي خدعة سياسية”، مشدداً على أن “الشعب الإيراني لا ينبغي أن يتحرك في جغرافيا خدعة العدو، وشعبنا مستعدّ للصمود ونحن نحتمل الصعوبات. لا نقول إنه ليست هناك مشاكل، بل هناك مشاكل لكنها قابلة للحلّ”.
وعن خيارات طهران، قال “إننا اليوم أمامنا خيارين، إما أن نكون أقوياء وأعزاء، أو نكون ضعفاء ونستسلم”، مشيراً إلى أن إيران اختارت الخيار الأول. ورأى سلامي أن بلاده اليوم في “موقع أفضل” مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية، موضحاً أن “أميركا بذلت كل جهدها لعزل إيران، لكنها اليوم أكثر عزلة، وفقدت نفوذها السياسي في المنطقة والعالم، وهي على هامش التطورات السياسية”، بحسب تعبيره. ورأى سلامي أن إيران “أطاحت بأحلام أميركا السياسية لإيجاد نظام جديد في المنطقة، واليوم أميركا مرهقة وعاجزة، وهي في وضعية التراجع”.
العربي الجديد