فرقة عراقية خاصة لحماية المنطقة الخضراء ومقرات البعثات الأجنبية

فرقة عراقية خاصة لحماية المنطقة الخضراء ومقرات البعثات الأجنبية

قال مسؤولون عراقيون، اليوم الثلاثاء، إنّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اتخذ إجراءات أمنية مشددة لحماية المنطقة الخضراء في بغداد، التي تضم السفارة الأميركية ومقار سفارات وبعثات دبلوماسية دولية أخرى، فضلاً عن المقار الحكومية، مؤكدين أنه بصدد تكليف قوة خاصة بحماية أمن المنطقة، وإخراج القوات الأخرى، بما فيها المكاتب التابعة للفصائل المسلحة.

وتأتي الخطوة التي قد يقدم عليها الكاظمي خلال الساعات المقبلة، في ظل توتر أمني وارتباك بالمشهد السياسي بالعراق، وإصرار بعض الفصائل المرتبطة بإيران على تنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية في البلاد، وسط مخاوف من أن تقدم واشنطن على إغلاق سفارتها ببغداد، وما يترتب على ذلك من تداعيات.

ووفقاً لمسؤول عسكري عراقي رفيع فضّل عدم الكشف عن هويته لـ”العربي الجديد”، فإنّ “الكاظمي تلقى طلباً من قبل بعثات دبلوماسية داخل المنطقة الخضراء بتوفير الحماية لها”، مبيّناً أنّ “مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، التقى أمس الإثنين، سفيري الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، كما تلقى اتصالات هاتفية من قبل عدد من السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية والعربية، والتي أوصلت عن طريقه رسالة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، بشأن المخاطر التي قد تتعرض لها خلال الأيام المقبلة”.

وأكد أنّ “تلك البعثات ذكّرت الحكومة بمسؤوليتها عن توفير الحماية لها، وأنها (البعثات والسفارات) تنتظر موقفاً حكومياً أمنياً، وبعكسه سيكون لها موقف موحد تجاه ما قد تتعرض له من مخاطر نتيجة انفلات المليشيات، وعدم قدرة الحكومة على السيطرة عليها”، موضحاً أن “الكاظمي عقد اجتماعاً ولقاءات مع مسؤولين حكوميين وأمنيين، وبحث معهم تكليف قوة خاصة بحماية المنطقة الخضراء، وإخراج القوات الأخرى والمكاتب التابعة للفصائل والجهات الأخرى من داخل المنطقة”.

قال مسؤول عسكري عراقي رفيع لـ”العربي الجديد” إن الكاظمي تلقى طلباً من قبل بعثات دبلوماسية داخل المنطقة الخضراء بتوفير الحماية لها

وأشار إلى أن “هناك مخاوف من محاولات اقتحام السفارة الأميركية من قبل فصائل مسلّحة، تدفع باتجاه اتخاذ قرار بشأنها”، مؤكداً أنّ “هناك انتشاراً عسكرياً مشدداً داخل المنطقة، وعند مداخلها”. وكشف المسؤول عن قرب صدور مرسوم بتعيين اللواء الركن حامد الزهيري قائداً للفرقة الخاصة المسؤولة عن تأمين المنطقة الخضراء.

من جهتهم، أكد شهود عيان في المنطقتين المحيطتين بالمنطقة الخضراء، وهما القادسية والكرادة، أنّ “مروحيات عراقية استمرت طوال الليل بالتحليق في سماء المنطقة، بشكل منخفض”، مؤكدين لـ”العربي الجديد”، أنه “رافق ذلك انتشار أمني، وحواجز أمنية متنقلة في شوارع منطقتَيهم”.إلى ذلك، وفي إطار الإجراءات الأمنية الحكومية، أقدم رئيس الوزراء على اتخاذ عقوبات بحق الأجهزة الأمنية التي تقصر بواجبها في حماية المناطق الواقعة ضمن مسؤوليتها، إذ زج بالقوة المسؤولة عن أمن منطقة حي الجهاد (جنوبي بغداد)، بالسجن، إثر إطلاق صاروخ من المنطقة والذي سقط، ليل أمس الإثنين، على منزل سكني في منطقة الرضوانية القريبة من مطار بغداد، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم 3 أطفال، وإصابة اثنين آخرين.

وقالت قيادة العمليات المشتركة، في بيان لها، إنّ “الكاظمي وجّه بإيداع القوة الأمنية الماسكة، وكل الجهات الأمنية المعنية في التوقيف، لتقاعسها عن أداء مهامها الأمنية، وأن أي قوة تقصر بواجبها ستتعرض لعقوبات مماثلة”، مبينة أن “الكاظمي شدد على جميع الأجهزة الأمنية بضرورة تكثيف جهودها الاستخبارية في المرحلة الراهنة للحدّ من هذه الجرائم، ومنع أي جهة من العبث بالأمن”.

في غضون ذلك، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من جهات مشبوهة تؤجج الوضع في العراق، وتدفع باتجاه “الحرب الأهلية”، وقال الصدر، في تغريدة له، إنّ “هناك جهات مشبوهة تؤجج الوضع وتعرض الأمن السلمي للخطر”، مضيفاً: “أنصح الجميع بتحكيم العقل والشرع وحب الوطن، قبل الإقدام على أي أمر يجرّ البلاد إلى الحرب الأهلية أو صدام شيعي شيعي أو طائفي”. وقال: “اعلموا أن دم العراقي حرام على العراقي”.

أكثم سيف الدين

العربي الجديد