3 أشياء على بايدن فعلها لإصلاح السياسة الخارجية الأميركية

3 أشياء على بايدن فعلها لإصلاح السياسة الخارجية الأميركية

حدد كاتب أميركي بارز 3 مسائل قال إنها قد تكون كفيلة بمساعدة الولايات المتحدة في استعادة دورها الريادي بإرساء أسس الديمقراطية وتعزيز المجتمعات الحرة والدفاع عن حقوق الإنسان، على أن يكون كل ذلك بشكل مدروس وفي حدود المعقول، وذلك في مقال له بمجلة ناشونال إنترست The National interest.

ولفت روبرت دي. كابلان، وهو الذي ألف 19 كتابا في فنون السياسة والدبلوماسية، في بداية حديثه إلى أن السنوات الأربع الماضية شهدت تقلصا لأثر السياسة الأميركية في عدد كبير من الأزمات العالمية، مرجعا ذلك، في الأساس، إلى غياب المهنية الذي يتجلى في عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، معتبرا أن تصحيح ذلك الخلل كفيل بمعالجة الكثير من الأضرار التي لحقت بالدبلوماسية الأميركية سنوات حكم الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف، في هذا الصدد، أن الكفاءة غالبا ما كانت مفقودة لدى من يتبؤون مراكز القيادة خلال تلك السنوات، الأمر الذي أصاب ذوي الكفاءات الحقيقية بالإحباط، داعيا هنا الرئيس المنتخب جو بايدن إلى عدم التقليل من شأن التأثير الديناميكي لمجرد توفير القيادة ذات الكفاءة المناسبة في السلك الدبلوماسي وبين موظفي الخدمة المدنية ووزارة الدفاع.

أما المسألة الثانية، فحددها الكاتب في غياب إستراتيجية ناجعة لإدارة الأزمات في عهد ترامب، معتبرا أن الطريقة التي عالج بها الرئيس المنصرف أزمة كوفيد-19 هي المثال الأوضح على سوء تسيير الأزمات، محذرا من أن سياسة النعامة في دفن رأسها بالتراب غير مجدية بل ينبغي توجيه الموارد وتركيز الجهود للحصول على نتيجة ديناميكية.

تشغيل الفيديو
وعليه، فإن الكاتب يؤكد (أهمية اختيار) الرئيس بايدن فريقا للأمن القومي يمكنه التعامل مع الأزمات بطريقة متناغمة وبدون أوهام، كما أن عليه أن يكون مستعدا للتعامل مع عدد كبير من الأزمات حول هذا “العالم شبه الفوضوي” الذي نعيش فيه، والذي يضربه فيروس كورونا مما ينجر عنه من تداعيات اقتصادية، على حد تعبيره.

وحدد الكاتب القضية الثالثة في الرؤية المستدامة التي تعني الاضطلاع بدور نشط في كل ما يجري حول العالم، مع السعي إلى تجنب أي انتشار عسكري واسع النطاق، وأشار هنا إلى أن العزلة والتقوقع على الذات ليسا مناسبين لعالم متداخل ومترابط أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، فكل مكان في هذا العالم، وفقا للكاتب، مهم الآن، إذ إن أي حادثة في أفريقيا يمكن أن تؤثر على العلاقات الأميركية الصينية. ويجب أن يكون الهدف هو الانخراط دبلوماسياً في كل مكان دون التورط في أي مكان.

وهنا أبرز أن الرؤية السياسية المستدامة لا تعني بالضرورة صداما إيديولوجيا وجوديا يستهدف تغيير نظام الحكم في روسيا والصين، بل ينبغي العمل على إبرام صفقات تفضي إلى بعض الانفراج في العلاقة مع هذين البلدين لأن “الاستدامة السياسية تعني كذلك وضع حد معين لما نطلبه من الآخرين، فالشعب الأميركي لم يفوض أي شخص بتغيير أي نظام في أي مكان من العالم”.

وختم الكاتب بالقول إن التعافي من سنوات ترامب أمر ممكن، شريطة أن تعود أميركا إلى بيروقراطية محترفة وتكبح جماح طموحاتها دون الانجراف إلى الانعزالية الجديدة، فالأممية الواقعية هي النظام المطروح حاليا، ولا بد إذا من 3 أمور لاستعادة الدور الطلائعي للولايات المتحدة: رجال مهنيون مناسبون للمهام الموكلة إليهم، طريقة صحيحة للتعامل مع الأزمات، استدامة سياسية واقعية.

الجزيرة