انضم قائد كتائب سيد الشهداء أبوآلاء الولائي إلى طابور زعماء الميليشيات الموالية لإيران ممن يطلقون تصريحات يهددون فيها الولايات المتحدة إذا استمرت في استهداف مواقع للحشد الشعبي، خصوصا في غرب العراق والحدود مع سوريا.
وقال الولائي في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس إن الاستهداف القادم سيكون بطائرات دون طيار، وإن “العملية ستكون نوعية من الجو أو البحر أو على طول حدود العراق أو المنطقة أو أيّ مكان. إنها حرب مفتوحة”، وإن المهم أن “يقول الجميع فيها إنهم انتقموا من الأميركيين”.
وتتزامن تصريحات الولائي مع زيارة سرية يقوم بها حسين طائب رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الايراني إلى بغداد، التقى خلالها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعددا من قادة الأحزاب الشيعية.
شاهو القره داغي: الهجمات الأميركية الأخيرة أوجعت الميليشيات
شاهو القره داغي: الهجمات الأميركية الأخيرة أوجعت الميليشيات
وتشن الولايات المتحدة هجمات انتقامية على ميليشيات الحشد، بعد أن يحاول أحد الفصائل استهداف قواتها بشكل مباشر، وأخرى استباقية بناء على معلومات استخبارية.
وأعلنت مصادر أمنية عراقية أنّ القوات الأميركية أسقطت ليل الاثنين – الثلاثاء طائرة مسيّرة مفخّخة أثناء تحليقها فوق السفارة الأميركية في بغداد، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي استهدف قاعدة في غرب العراق تضمّ جنوداً أميركيين.
وكانت طائرات تابعة للقوات الجوية الأميركية قد نفذت في السابع والعشرين من يونيو غارات جوية بالقرب من الحدود العراقية السورية ضد ما قال البنتاغون إنها منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران لدعم ضربات الطائرات دون طيار داخل العراق، ما أدّى إلى مقتل أربعة من عناصر ميليشيا الكتائب الذين تعهد الولائي بالانتقام لهم.
وتجنبت الولايات المتحدة استهداف الخبراء الإيرانيين وتركت المهمة لإسرائيل باستثناء قتلها لأهم قائد عسكري إيراني الجنرال قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد بالإضافة إلى نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.
وفيما عدا تصريح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأخير عن انتهاك السيادة العراقية، في سياق مجاملته لميليشيا الحشد، فلا تبدو الدولة العراقية متحمسة للظهور إلى جانب الحشد المحسوب بالكل تقريبا على إيران.
وتزايد قلق المسؤولين العسكريين الأميركيين من ضربات الطائرات المسيّرة التي استهدفت القواعد الأميركية في العراق، والتي كانت أكثر شيوعا منذ مقتل سليماني والمهندس في ضربة بمسيّرة أميركية.
وأثارت الضربة غضب نواب عراقيين غالبيتهم من الشيعة، ودفعت البرلمان إلى إصدار قرار غير ملزم للضغط على الحكومة العراقية لطرد القوات الأجنبية من البلاد، وهي الورقة التي يتم توظيفها من إيران والميليشيات الحليفة لها للمطالبة بالانسحاب الأميركي.
Thumbnail
ويقول مراقبون عراقيون إن الميليشيات، التي تريد أن تظهر في موقع قوة وأنها المفاوض الرئيسي في ما يخص العراق، تتحرك في الحد الذي يمنع الاصطدام بالولايات المتحدة، وهي تعرف أن الأميركيين لا يقيمون وزنا للتهديدات مهما تعددت أسماء الذين يصرّحون ومدى قربهم من إيران.
وتضع إيران خطوطا حمراء أمام الميليشيات الحليفة لها في العراق لمنع أيّ اشتباك مع الأميركيين قد يقود إلى زيادة توتر العلاقة بين طهران وواشنطن. ولأجل ذلك أرسلت أكثر من مرة شخصيات بارزة لتوجيه رسائل دقيقة بشأن حدود المناورة مع واشنطن.
وبعد زيارة سابقة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني من أجل ضبط أداء الميليشيات، قالت تقارير عراقية إن طهران أرسلت حسين طائب رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري إلى بغداد في زيارة سرية، وأنه التقى عددا من قادة الميليشيات وناقش معهم موضوع القصف الأميركي لمواقع تابعة للحشد. والتقى طائب برئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي وتدارس معه موضوع الانسحاب الأميركي من العراق.
مسار عبدالمحسن راضي: الميليشيات دأبت على هجمات محدودة لتجنب رد أميركي قوي
مسار عبدالمحسن راضي: الميليشيات دأبت على هجمات محدودة لتجنب رد أميركي قوي
وقالت مصادر عراقية إن الكاظمي تعهد لرئيس الاستخبارات في الحرس الثوري الايراني بمناقشة مسألة الانسحاب الأميركي خلال زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة والمقررة نهاية يوليو الجاري.
واعتبر شاهو القره داغي مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات الاستراتيجية أن الهجمات الأميركية الأخيرة أوجعت الميليشيات بصورة ملحوظة ما دفعها إلى تصعيد خطابها الإعلامي ومحاولة استهدافها للمصالح الأميركية بصورة أكبر.
وقال القره داغي في تصريح لـ”العرب” إن التهديدات والتحذيرات تكشف مخاوف زعماء الميليشيات من تكرار عمليات القصف الأميركي لمواقعهم وقواعدهم العسكرية التي بنوها في العراق وسوريا.
من جانبه أشار الكاتب السياسي العراقي مسار عبدالمحسن راضي في تصريح لـ”العرب” إلى أن الميليشيات الموالية لإيران دأبت على تنفيذ هجمات محدودة وغير فعالة حتى لا تقابل بردة فعل أميركية قوية.
وتحدث الولائي في مكتب به صورة لسليماني، وعلى الطاولة التي كانت بجانبه كانت هناك صورة مؤطرة له وهو يقف بجانب حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني، مشيدا بالرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي من المقرر أن يتولى منصبه الشهر المقبل قائلا إن انتخاب رئيسي لإيران سيعزز الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع القادمة.
وتفاخر الولائي، الذي احتجزته القوات الأميركية في العراق ذات مرة، بأن رجاله كانوا من بين أول من ذهب إلى سوريا المجاورة للقتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في 2012، بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية هناك. وقال إن مهمتهم الأولى كانت حماية ضريح السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق. ثم قاتلوا في وقت لاحق في أجزاء مختلفة من سوريا.
صحيفة العرب