نفى الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس الماضي أن يكون هناك وجه شبه بين انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وخروج الولايات المتحدة من فيتنام.
وجاء ذلك ردا على سؤال في مؤتمر صحافي.
لكن مجلة فورين بوليسي في تقرير لكبير مراسليها مايكل هيرش ترى عكس ذلك، وتعتقد أن الرئيس الأمريكي تسرع عندما رفض المقارنة بين الوضعين في أفغانستان وفيتنام، والخروج الأمريكي من كل منهما.
وبحسب هيرش، فإن بايدن اعتبر أن قوات فيتنام الشمالية مع الخروج الأمريكي في السبعينيات كانت أقوى بكثير من طالبان اليوم، رافضا الحديث عن مقارنات من النواحي العسكرية بين الطرفين.
واعتبر بايدن أن الجيش الأفغاني المدعوم أمريكيا يعد نحو 400 ألف جندي، وهو مجهز كأي جيش آخر في العالم، فيما تقدر قوة طالبان بنحو 75 ألفا فقط، ما يعني أنه ليس من المحتوم أن تنهار قوات الحكومة أمام طالبان كما حدث في حكومة فيتنام الجنوبية.
يعتبر الكاتب أن الرئيس الأمريكي تسرع عندما رفض المقارنة بين الانسحاب من أفغانستان والخروج من فيتنام
ويعتبر الكاتب أن الرئيس الأمريكي تسرع عندما رفض تلك المقارنة فالقوات الأفغانية تخلت عن أجزاء كبيرة من البلاد منذ الإعلان عن قرار سحب القوات الأمريكية قبل 3 أشهر، بخلاف ما حصل لدى قوات فيتنام الشمالية التي كانت مجهزة عسكريا أفضل من طالبان اليوم.
ويقول مايكل هيرش إن الجمهوريين قد يستغلون الوضع لمهاجمة الرئيس بايدن، مطلقين على أفغانستان اسم “فيتنام بايدن”، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024 وانتخابات 2022.
ويرى سياسيون أمريكيون ومحللون أن الاتفاق المبرم مع طالبان يحمل أوجه تشابه غير مريحة مع الانسحاب الأمريكي المذل من فيتنام في السبعينيات، خصوصا أن بايدن تفاوض مع طالبان في أفغانستان، واكتفى بتقديم وعود كلامية للحكومة الأفغانية، وهو الأمر الذي فعله الرئيس الأمريكي السابق نيكسون مع الحكومة الفيتنامية الجنوبية.
كما يرى آخرون أن الانسحاب من أفغانستان خيانة للحكومة الأفغانية، وهي المنتخبة ديمقراطيا، رغم مساوئها.