في الاستعراض العسكري الأكبر حتى اليوم لـ «قوات الحشد الشعبي»، بمشاركة ميليشيات «بدر» و «كتائب حزب الله» و «عصائب أهل الحق» والذي جرى في 26 حزيران/يونيو، كانت أنظمة الطائرات بدون طيار التي تم عرضها في “معسكر أشرف” بمثابة استعراض للقوة، بما في ذلك ظهور أنواع جديدة من الطائرات بدون طيار ومركبات التحكم التي زودتها إيران.
* يتقدم المؤلفان بالشكر إلى آدم رونسلي وكريسبين سميث وحمدي مالك على دعمهم في تهيئة هذه المقالة.
في 26 حزيران/يونيو، أقامت «قوات الحشد الشعبي» («الحشد الشعبي») العراقية في “معكسر أشرف” بمحافظة ديالى استعراضها العسكري الأكبر حتى اليوم، بحضور ميليشيات تنفّذ جزءاً من عملياتها تحت راية «الحشد الشعبي» على غرار «بدر» و «كتائب حزب الله» و «عصائب أهل الحق». واستُعرضت في الحدث مجموعةٌ من منظومات الأسلحة الإيرانية المصدر والتي تهدف إلى إظهار «الحشد الشعبي» كقوة عسكرية كاملة مكتملة توازي قدرات الجيش العراقي وأجهزة مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية أو تفوقها. وهذا هو الجزء الأول من مقالة لمدونة إلكترونية من جزأين، الذي يغطي منظومات الطائرات بدون طيار، ويغطي الجزء الثاني منظومات الحرب البرية الأخرى التي زودتها إيران.
القطعة المركزية: طائرة “مهاجر-6”
يمكن القول إن أبرز قطعة تم الكشف عنها في الحدث هي المركبة الجوية القتالية بدون طيار “مهاجر-6″، التي صنعتها “شركة القدس لصناعة الطيران” الإيرانية وتم تصويرها على أنها في خدمة «الحشد الشعبي» (الشكل 1). وكانت نماذج الأسلحة المستعرضة (وهي تحمل أرقاماً متسلسلة إيرانية) مزودة بقنبلتَي شظايا إيرانيتَي الصنع صغيرتَي القطر مع رؤوس ذات وحدة بحث كهروبصرية. وتستطيع طائرة “مهاجر-6” حمل ما يصل إلى أربع قنابل أو صواريخ موجهة صغيرة. وبالرغم من الشَّبه الكبير بين هذا السلاح ومجموعة القنابل المصغرة الإيرانية من طراز “قائم” و”سديد”، إلا أن تركيبته غير موجودة في أي نسخة إيرانية حتى الآن. وأفادت بعض التقارير أن المدى الأقصى لهذه القنابل يتراوح بين 5 و8 كيلومترات بينما تبلغ دقتها 2.5 إلى 5 أمتار، ويمكن تزويدها برؤوس بحث قابلة للتبديل – أي وحدة تلفزيونية نهارية، والأشعة تحت الحمراء، وتصوير بالأشعة تحت الحمراء والموجه بالليزر “للضربات الدقيقة ليلاً/نهاراً”. وقد تضمنت التركيبة المستعرضة وحدة بحث تلفزيونية نهارية مزودة بخيارات بحث وتتبع بشري وتلقائي، حيث يتيح هذا الأخير إمكانية التشغيل المستقل.
وبالمقارنة مع الطائرات المسيرة الإيرانية الكبيرة الأخرى، تتمتع “مهاجر-6” بمدى محدود نوعاً ما وقدرة طيران لا تتجاوز 200 كيلومتر و12 ساعة متتالية بسرعة 200 كيلومتر في الساعة، علماً بأن هذا الأداء قد يكون أقل مستوى عندما تكون الطائرة محمّلة بحمولتها القصوى البالغ وزنها 40 كيلوغراماً. والغريب هو أن النماذج المعروضة تفتقر إلى أي أجهزة استطلاع بصرية مرئية، مما قد يشير في الوقت الحالي إلى أنها مخصصة فقط لمهام الهجوم. وتم استعراض ما لا يقل عن ثلاث طائرات بدون طيار من طراز “مهاجر” على شاحنات مسطحة.
Open imageiconMohajer-6 on display in June 26, Camp Ashraf
Figure 1: Mohajer-6 on display in June 26, Camp Ashraf, June 26, 2021
محطات التحكم الأرضية للطائرات المسيرة
استعرض «الحشد الشعبي» محطتَي تحكم أرضيتين على الأقل مزودة بأجهزة رادار بعيدة المدى، بالإضافة إلى معدات للتتبع البعيد المدى ومعدات تحديد المواقع الجغرافية للطائرات بدون طيار.
Open imageiconDrone Ground Control Station, Camp Ashraf, June 26, 2021
Figure 2: Drone Ground Control Station, Camp Ashraf, June 26, 2021
منظومة الطائرات بدون طيار من طراز “سحاب”
تضمنت الأسلحة البارزة الأخرى في الاستعراض طائرة “سحاب” المسيّرة (أو الطائرة الانتحارية بدون طيار، الشكل 3)، والتي من الواضح أنها نسخة مشابهة لطائرات “صماد-1″ و”صماد-2” المسيّرة التابعة للحوثيين في اليمن. وجُهّزت طائرة “سحاب” بهوائيات إرسال واستقبال بعيدة المدى لأغراض الملاحة الدقيقة بنظام “تحديد المواقع العالمي”، على غرار نظيرتها اليمنية. وقد أفاد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، الذي عاين العديد من طائرات “صماد” المحطّمة، أن النسخة ذات المدى الممتد (“صماد-3”) يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر. وبالتالي، فإن «الحشد الشعبي» (الذي يتألف ملاكه جزئياً من أعضاء الميليشيات) يستعرض منظومة طائرات بدون طيار سبق أن زودتها إيران لميليشيا أخرى في محور المقاومة. وتم استعراض ست طائرات مسيرة من طراز “سحاب” في هذا الحدث.
Open imageiconSahab drone at Camp Ashraf, June 26, 2021
Figure 3: Sahab drone at Camp Ashraf, June 26, 2021
المنظومات من طراز “أبابيل”
استعرض «الحشد الشعبي» طائرتين مسيّرتين متطابقتين تقريباً تشبهان أجزاء من طائرة “أبابيل-3” المسيّرة الإيرانية مع بعض التعديلات المحلية الصنع. (الشكل 4)
Open imageiconAbadil-3 lookalike at Camp Ashraf, June 26, 2021
Figure 4: Abadil-3 lookalike at Camp Ashraf, June 26, 2021
وتوسّطت طائرتَي “أبابيل” المسيرتين طائرةٌ بدون طيار واحدة يبدو أنها مشتقة من طائرة بدون طيار إيرانية من طراز “بليكان-2” أو “ساهاند”. (الشكل 5، يعود الفضل لتحديد الهوية لآدم رونسلي).
Open imageiconPelican or Sahand derivative, Camp Ashraf, June 26, 2021
Figure 5: Pelican or Sahand derivative, Camp Ashraf, June 26, 2021
منظومات “سكاي ووكر أكس 8”
على غرار الطائرات بدون طيار من طراز “سكاي ووكر أكس 8″ التجارية ذات الجناحين الثابتين بدون ذيل (الشكل 6) والمستخدمة على نطاق واسع في الشرق الأوسط، يبدو أن هذه النماذج بالتحديد هي نسخة إيرانية معدلة تُعرف بـ”شمروش”. وقد عُرضت ست منظومات من طراز “أكس 8”.
Open imageiconX8 tactical drone imaged at rehearsal of Ashraf parade, June 2021
Figure 6: X8 tactical drone imaged at rehearsal of Ashraf parade, June 2021
التحليل
نجح الجزء المخصص للطائرات المسيّرة من استعراض “معسكر أشرف” في إحداث الوقع المطلوب بفضل الكشف عن طائرة “مهاجر-6” ومحطة التحكم الأرضية. والمثير للاهتمام أيضاً هو عرض طائرات “سحاب” و”صماد” المسيّرة ذات الأجنحة الثابتة، نظراً للتشابه بينها وبين منظومات “كي أي أس-04” (من نوع “صماد”) التي استُخدمت في خمس هجمات بطائرات بدون طيار على منشآت أمريكية منذ نيسان/أبريل 2021. وتم وصف الطائرات المسيرة بأنها ملحقَة باستخبارات «الحشد الشعبي» وفرقة “عمليات الجزيرة”، وتخضغ كلتاهما لسيطرة «كتائب حزب الله». ولا يزال من الصعب التأكد من عدد الطائرات بدون طيار المعروضة التي كانت فعلاً مكتملة ومشتغلة والتي (لا سيما “مهاجر”) كانت خاضعة بالكامل لسيطرة «الحشد الشعبي» ولم تكن مُستعارة من إيران أو مخصصة للاستخدام في سوريا.
مايكل نايتس
معهد واشنطن